أسعار أجهزة التكييف المستهلكة للطاقة تهوي 50 في المائة في السوق السوداء

وسط عمليات بيع «محدودة»

أسعار أجهزة التكييف المستهلكة للطاقة تهوي 50 في المائة في السوق السوداء
TT

أسعار أجهزة التكييف المستهلكة للطاقة تهوي 50 في المائة في السوق السوداء

أسعار أجهزة التكييف المستهلكة للطاقة تهوي 50 في المائة في السوق السوداء

نشطت في السوق السوداء خلال الأيام القليلة الماضية في أسواق العاصمة الرياض، عمليات بيع غير مكشوفة لأجهزة تكييف كهربائية، غير مطابقة للمواصفات والمقاييس السعودية الأخيرة، والمتعلقة بترشيد استهلاك الطاقة، وسط انخفاض وصلت نسبته إلى 50 في المائة عن أسعارها التي كانت عليها في السابق.
وعلى الرغم من أن جهود وزارة «التجارة والصناعة»، في الكشف عن مخازن أجهزة التكييف غير المطابقة للمواصفات والمقاييس المتعلقة بترشيد استهلاك الطاقة، ما زالت مستمرة، إلا أن عمليات البيع في السوق السوداء أخذت في النشاط في ظل انخفاض حجم الأسعار إلى مستويات قياسية.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار أجهزة التكييف غير المطابقة لمعايير ترشيد استهلاك الطاقة، إلا أن كثيرا من المواطنين السعوديين والمقيمين تجنبوا شراء هذه الأجهزة، لعلمهم التام أن فواتير الكهرباء ستكون متضخمة بسبب مثل هذه الأجهزة التي تستهلك الطاقة بشكل مبالغ فيه، كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» عدد من أصحاب محال بيع الأثاث المستعمل في شرق العاصمة «الرياض» أمس.
وفي هذا السياق، أوضح سعيد الغامدي وهو صاحب محل لبيع الأثاث المستعمل بالرياض، أن بعض عمليات البيع غير مكشوفة، تتم على أجهزة التكييف غير المطابقة لمواصفات ترشيد استهلاك الطاقة، وقال «الأسعار تراجعت 50 في المائة، إلا أن عمليات الطلب على هذه الأجهزة محدودة للغاية».
وأفاد الغامدي أن بعض أجهزة التكييف الكهربائية تستهلك ضعف ما تستهلكه الأجهزة التي تحمل شهادات ترشيد استهلاك الطاقة، مشيرا إلى أن مستوى الثقافة لدى المستهلك بدأ يرتفع في ظل الحملة الكبيرة التي قامت بها كل من وزارتي البترول والثروة المعدنية، والتجارة والصناعة حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة من خلال أجهزة التكييف المطابقة للمواصفات والمقاييس السعودية.
من جهة أخرى، ما زالت وزارة «التجارة والصناعة» السعودية، تكثف جولاتها التفتيشية على مخازن أجهزة التكييف الكهربائية غير المطابقة لمواصفات ترشيد استهلاك الطاقة في البلاد، يأتي ذلك عقب أن منحت الوزارة مستوردي هذه الأجهزة فرصة إعادة تصديرها إلى الخارج من جديد.
يشار إلى أن السعودية عززت جولاتها التفتيشية والرقابية على أسواق أجهزة التكييف المحلية، جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التجارة والصناعة في البلاد ضبط نحو 40 ألف جهاز تكييف مخالف لكفاءة الطاقة في المملكة خلال الأيام الأولى من العام الحالي، قبل أن تدعو مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، الشركات التي لديها كميات كبيرة من وحدات التكييف المخالفة لبطاقة كفاءة الطاقة في المستودعات والمخازن المسارعة بالإفصاح عنها وإخراجها من البلاد.
وتعاني السعودية من ارتفاع حجم استهلاك الطاقة في أسواقها المحلية، وهو الأمر الذي دفع عددا من الجهات الحكومية في البلاد إلى التعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بهدف تقليل استهلاك الطاقة في البلاد، يأتي ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه أجهزة التكييف غير المطابقة للمواصفات والمقاييس المحلية من أكثر الأدوات التي تستهلك الطاقة في المملكة.
فيما منحت وزارة التجارة والصناعة مستوردي أجهزة التكييف غير مطابقة لمواصفات ترشيد استهلاك الطاقة، فرصة إعادة تصديرها واستعادة الرسوم الجمركية قبل تاريخ 26 يناير الماضي.
وفي هذا الإطار دعت وزارة التجارة والصناعة السعودية في بيان رسمي حينها، الشركات التي لديها كميات كبيرة من وحدات التكييف المخالفة لبطاقة كفاءة الطاقة في المستودعات والمخازن، إلى المسارعة بالإفصاح عنها وتحديد أنواعها وموديلاتها وكمياتها، وذلك لتمكينهم من إعادة تصديرها واستعادة الرسوم الجمركية قبل 26 يناير، جاء ذلك بعد أن جرى التنسيق مع الجمارك السعودية لتخصيص مسارات محددة في المنافذ الحدودية للمملكة، لتصدير الوحدات المخالفة وتسريع إنهاء إجراءاتها وإعادة الرسوم المحصلة عند الاستيراد.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.