الإمارات تستجيب لنداء عدن وترسل سفنًا إغاثية محملة بالمحروقات

قوات التحالف تحبط محاولة تهريب قاطر السفن الوحيد إلى الصومال

الإمارات تستجيب لنداء عدن وترسل سفنًا إغاثية محملة بالمحروقات
TT

الإمارات تستجيب لنداء عدن وترسل سفنًا إغاثية محملة بالمحروقات

الإمارات تستجيب لنداء عدن وترسل سفنًا إغاثية محملة بالمحروقات

قال مدير شركة النفط الوطنية بعدن الدكتور عبد السلام صالح حميد إن سفينتين محملتين بمادتي الديزل والمازوت الخاص بمحطات الكهرباء في عدن ستصلان تباعًا اليوم الخميس وغدًا الجمعة أو السبت كحد أقصى.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن السفينة الأولى محملة بـ14 ألف طن متري من مادة الديزل خرجت قبل يومين من الإمارات، فيما السفينة الأخرى غادرت الإمارات أول من أمس الثلاثاء في طريقها إلى المدينة التي عانت أزمة في طاقة الكهرباء نتيجة لعدم قيام السفن الراسية في ميناء الزيت بمدينة البريقة غرب عدن بإفراغ حمولتها منذ نحو شهر، رغم دفع شركة النفط اليمنية قيمة الحمولة لمالك هذه السفن. وأشار حميد إلى أن الشحنة مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة دعمًا لمواجهة الأزمة «المفتعلة للأسف الشديد من جهات معروفة»، لافتًا إلى أن المناقصة أجريت بالعملة اليمنية وتم دفع قيمتها لمالك السفن بشيكات نقدية محررة من شركة النفط، إلا أن الشركة امتنعت عن تفريغ الحمولة بمبرر الفارق في سعر الدولار، الذي شهد ارتفاعًا ومن ثم هبوطًا خلال الأسابيع الماضية.
وأكد مدير عام شركة النفط تلقيه اتصالاً من محافظ عدن اللواء الزبيدي والموجود حاليًا في دولة الإمارات العربية، يؤكد فيه الأخير دعم الإمارات لمواجهة الأزمة الخدمية والإنسانية في عدن والمحافظات المجاورة.
وكشفت مصادر في قطاع النفط، عن اعتزام شركتي النفط اليمنية و«مصفاة عدن» الاستغناء عن خدمات الشركة المالكة للسفينة الراسية في الميناء والمحتكرة لعمليات الاستيراد للمشتقات النفطية للمحافظات المحررة، وهي المناطق الخاضعة للسلطة الشرعية. وأشارت المصادر إلى أن شركة النفط اليمنية و«مصافي عدن» تبحثان في الوقت الحاضر عن جهات أخرى لتوريد المشتقات النفطية عبر شركات عالمية وبتسهيلات أفضل تمكن الشركتين من الالتزام بدفع قيمة تلك الشحنات. وأعربت عن خيبة أملها في التعنت والمماطلة والابتزاز الذي أبداه مالك السفينة ورفضه تقديم تسهيلات ومحاولته فرض سياسة الأمر الواقع وإحراج قيادة المحافظة، مستغلاً الظروف القائمة التي تعيشها المدينة وسكانها جراء أزمة الكهرباء وحاجة محطاتها الملحة لمادتي الديزل والمازوت، الأمر الذي دفع الشركتين إلى إيجاد بدائل تسهم في تدفق المادتين وعدم تكرار انقطاعها.
ومن جانب آخر أحبطت بحرية تابعة لقوات التحالف العربي وبمساندة من قوات خفر السواحل اليمنية محاولة تهريب تاج بحري طاقمه أجنبي يتبع شركة «مصافي عدن» إلى خارج البلاد، وهو ما كان سيؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية بشكل تام في ميناء عدن، وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها التاج البحري واسمه «نور عدن» إلى محاولة تهريبه. وكشفت مصادر محلية في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن طاقمًا مكونًا من تسعة أفراد جميعهم يحملون الجنسية السريلانكية، قاموا بمحاولة تهريب التاج البحري الوحيد العامل في أرصفة موانئ عدن، التي تشمل ميناء عدن في المعلا ومحطة الحاويات في المنطقة الحرة بمدينة المنصورة وميناء الزيت في مدينة البريقة، في محاولة من هؤلاء لوقف نشاط هذه الموانئ وبشكل كامل. وقال أحمد الطيب وهو مدير أمن ميناء الزيت في تصريح صحافي إن مجموعة من العمال الهنود الذين يعملون على ظهر التاج البحري فروا به خلسة صوب الصومال، مضيفًا أن قوة من خفر السواحل اليمنية انطلقت خلف التاج وتمكنت من اللحاق به على بعد 33 ميلاً بحريًا.
وأوضح الطيب وقوع اشتباك مسلح بين قوة خفر السواحل وطاقم السفينة الفارة انتهى بالسيطرة على التاج البحري وإعادته إلى الميناء ليقوم بقطر السفن من محطة الانتظار إلى مرساها في الموانئ.
واعتبرت مصادر في شركة «مصافي عدن» ما حدث بأنه يأتي في سياق المحاولات التي تقوم بها جهات نافذة، منوهة بأن سرقة التاج البحري الخاص بشركة «مصافي عدن» فجر أمس الأربعاء تعد واحدة من هذه الأعمال العبثية. وأضافت المصادر المحلية أن إقدام الطاقم الأجنبي يأتي استباقًا لوصول السفينتين الإماراتيتين الحاملتين لمادتي الديزل والمازوت، وهو ما اعتبرته هذه المصادر تأكيدًا لوجود مراكز قوى عابثة بالأوضاع في المحافظات المحررة التي تعيش هذه الأيام غليانًا شعبيًا ساخطًا حيال وضعية الكهرباء التي وصلت فيها الانقطاعات لحد توقف خمس ساعات مقابل ساعة أو أقل إنارة. وأفادت بأن طاقمًا أجنبيًا يتولى شؤون التاج البحري حاول تهريبه إلى خارج المياه الإقليمية للبلاد، ولكن تم التنبه للأمر وإحباط العملية وإعادة التاج وإلقاء القبض على طاقمه وإحالتهم للجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وبحق الشركة المشغلة للتاج وسفن «مصافي عدن»، وهي شركة تابعة لمتنفذين كبار. وطالبت بإيجاد شركة بديلة عن الشركة التابعة للمتنفذين كونها مسؤولة عن محاولة تهريب التاج، حد قول المصادر.
وكان من شأن نجاح عملية تهريب التاج التأثير على وصول وتفريغ حمولة السفن الإماراتية واستمرار أزمة الكهرباء في عدن، كون نجاح هروب التاج والاضطرار لجلب تاج آخر يستغرق عدة أيام وبكلفة ملايين الدولارات، وسيؤدي إلى تأزم الوضع وتصاعد حدة أزمة الكهرباء وتضاعف معاناة سكان ومدينة عدن.
إلى ذلك، طمأنت المؤسسة العامة للكهرباء بالعاصمة عدن، سكان المدينة بعودة محطات الكهرباء المتوقفة إلى العمل خلال الساعات المقبلة بعد توفر الوقود لجميع المحطات.
وأكدت المؤسسة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، عودة هذه المحطات إلى العمل، مثمنة استجابة القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة السلطة المحلية ممثلة باللواء عيدروس الزبيدي وقيادات وعمال شركة النفط فرع عدن الذين لم يتأخروا في تقديم كل العون والتسهيلات والتحرك والاستجابة العاجلة للمناشدة التي وجهت لهم أول من أمس بخصوص توقف تزويد محطات التوليد بالعاصمة عدن بوقود الديزل الذي أدى إلى خروج 80 ميغاواط من منظومة التوليد بالمؤسسة العامة للكهرباء، مما زاد من أوقات الانقطاع بالتيار الكهربائي للمواطنين، وهو ما فاقم من معاناتهم.
وأشارت المؤسسة إلى أنه وبعد الجهد الذي قامت به قيادات الدولة في السلطة المحلية لحل إشكالية الوقود تم تزويد محطات التوليد بالوقود وعودة المنظومة المتوقفة للعمل بما يعادل 80 ميغاواط، وهو ما سيلاحظه المواطنون بتحسن في الخدمة للتيار الكهربائي.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.