الأطفال.. ورفض المدرسة

%5 منهم يعانون من حالات من «الرهاب» المرتبط بها

الأطفال.. ورفض المدرسة
TT

الأطفال.. ورفض المدرسة

الأطفال.. ورفض المدرسة

مشكلة رفض الأطفال للذهاب للمدرسة (School Refusal) مشكلة قديمة ومعروفة وتكاد تكون من الأمور التي تؤرق الأطفال والآباء، بل والقائمين على العملية التعليمية أيضا في جميع أنحاء العالم، إذ إن التغيب عن المدرسة وعدم الانتظام بها يحمل الكثير من الجوانب السلبية على المديين القصير والطويل على حياة الطفل الاجتماعية والنفسية والتعليمية على حد سواء.
وفي الأغلب يكون رفض المدرس ناجما عن مشكلة نفسية تكون موجودة بالفعل مثل القلق أو الاكتئاب، ولذا فمن المهم اكتشاف المشكلة مبكرا والتدخل لحلها وتحتاج لتضافر وجهود عدة أطراف مثل طبيب الأطفال، حيث إن الطفل في الأغلب يعاني من أعراض جسدية، وكذلك الطبيب النفسي والآباء والمعلمون.
وبلغت نسبة الأطفال الذين يعانون من رفض المدرسة في العالم نحو 5% من الأطفال، ولا تختلف حالاتهم باختلاف الوضع الاجتماعي، وليس هناك فروق بين البنين والبنات ويمكن أن تحدث في أي سن أثناء الدراسة، ولكن تحدث في الأغلب في عمر الخامسة والسادسة والعاشرة، وكانت تعرف قديما بظاهرة «رهاب المدرسة» (المخاوف من الذهاب إليها) (school phobia)، ولكن جرى تغيير التوصيف ليصبح «رفض المدرسة».

* أسباب رفض المدرسة
في الأغلب يعاني الطفل أو المراهق من القلق أو الاكتئاب الذي يتمثل في رفضه المدرسة، حيث إن البيئة المدرسية تمثل عبئا نفسيا عليه مثل أن تواجهه مشكلات اجتماعية مع زملائه في الفصل أو سخرية أحد المدرسين منه أو خوفه من المدرسين. وأحيانا يمكن أن يكون السبب مخاوف ورفضا للبيئة المدرسية، بمعنى المخاوف من دخول الحمامات المشتركة أو تناول وجبات معينة في المدرسة أو الامتحانات المتكررة.
وفي الأغلب تبدأ عملية رفض المدرسة تدريجيا بعد إجازة، سواء طويلة أو حتى عطلة نهاية الأسبوع أو فترة مرضية، ويواجه الطفل صعوبة في العودة للمدرسة. وتتدرج الحالة المرضية هذه من طفل يخرج بالفعل من منزله، ولكنه غير قادر على تكملة الطريق للذهاب للمدرسة وطفل آخر يرفض حتى الخروج من المنزل للذهاب للمدرسة، وفي الحالتين كلما اقتربت المدرسة بدأ الطفل في التوتر أو البكاء وظهور أعراض عضوية أيضا مثل الصداع والدوار وخفقان القلب وآلام في الصدر وإحساس بالغثيان وميل إلى القيء، وأحيانا آلام في المفاصل. وهذه الأعراض تتحسن إذا لم يذهب الطفل إلى المدرسة ومكث بالمنزل.
وهناك الكثير من الآثار السلبية نتيجة رفض المدرسة مثل التأخر الدراسي ومواجهة الطفل مشكلات بالمنزل مع والديه، فضلا عن المشكلات التي تواجهه مع أقرانه في الدراسة ومن ثم تهيئ مستقبلا للإصابة بالأمراض النفسية.

* تقييم الحالات
يحتاج تقييم حالة رفض المدرسة إلى أكثر من جلسة علاج، حيث إنه يحمل الكثير من الأعراض الأخرى، ويجب أن يحدد الطبيب المشكلة بدقة ومعرفة، إذا كان هناك تاريخ مرضي لمرض نفسي مثل الاكتئاب من عدمه، وكذلك علاقة الطفل بأقرانه في المدرسة، وفي حالة إذا كان مراهقا: هل سبق له التدخين أو تعاطي المخدرات أو أدوية مهدئة، ويجب أيضا سؤال الآباء عما إذا كانت الأعراض الإكلينيكية تتحسن عند الغياب من المدرسة أم لا.
ويعتمد العلاج بشكل أساسي على ذهاب الطفل إلى المدرسة، ويجب على الأطباء عدم الانصياع وراء رغبات العائلة في كتابه إجازات مرضية للطفل تمكنه من البقاء في المنزل، إلا إذا كانت هناك ضرورة طبية تحتم ذلك، سواء عضوية أو نفسية. ويشمل العلاج علاجا نفسيا، وعلاجا للسلوك، ويمكن أن يشمل أيضا علاجا دوائيا، وجلسات عائلية لمعرفة أسباب المشكلة. ويعتمد ذلك على عدة عوامل مثل سن الطفل، وحدة الأعراض، والنظام المدرسي، والظروف العائلية، وفي الحالات التي تكون فيها سن الطفل صغيرة والأعراض بسيطة، سواء الخوف أو القلق، يكون التعامل بشكل أساسي مع الآباء ومع الإدارة المدرسية، حيث إن الطفل أصغر من أن يتحمل تجربة الذهاب إلى المدرسة والفصول النظامية.

* أنواع العلاج
* علاج السلوك: يهدف علاج السلوك إلى تغير سلوك الطفل، ولذا فإنه أكثر منه علاجا نفسيا، وفي الأغلب تستخدم طريقة تعريض الطفل بشكل مبدئي (primarily exposure) للمدرسة، وهي نظرية معروفة بتعريض الشخص الذي يعاني من مخاوف معينة إلى تلك المخاوف بالتدريج حتى يعتاد التعرض عليها، ويحدث هذا بشكل متدرج يخلص الطفل من المخاوف فيما يشبه علاج الحساسية مثلا «desensitization»، كما يجري أيضا استخدام أساليب الاسترخاء والتدريب على المهارات الاجتماعية وتنمية الإدراك مع زيادة تعرضه للبيئة المدرسية مما يهيئ الطفل للذهاب للمدرسة.
* العلاج الدوائي: يجري استخدام العلاج الدوائي مصاحبا للعلاج النفسي وعلاج السلوك في الطفل ولا يجري استخدامه منفصلا، حيث إن بعد توقفه يمكن أن تعود الأعراض من جديد، ويمكن إعطاء العقاقير التي تعالج القلق (SSRIs)، والتي تعتبر خط العلاج الأول في مثل هذه الحالات، حيث إنها فعالة وآمنة الآن وحلت محل العقاقير المضادة للاكتئاب (antidepressants) التي كانت تستخدم في السابق، والتي يجب أن تستخدم بحرص وفي الحالات الشديدة لرفض المدرسة ولمده أسابيع قليلة.
* العلاج المجتمعي: يجب أن يتفهم الآباء والمدرسون أبعاد المشكلة ويتعاملوا سويا في حلها، ويجب على الآباء أن يشجعوا الطفل على الذهاب إلى المدرسة من دون إرغامه باستخدام العامل الإيجابي مثل مكافأة الطفل بشكل معين وإعطائه الدعم المعنوي اللازم، وكذلك تجنب الدعم للبقاء في المنزل مثل التحكم في مشاهدة التلفزيون والبرامج المحببة للطفل حتى لا يشعر بأن الوجود بالمنزل ينعكس بالإيجاب عليه، وكذلك هناك دور لمدرسين في احتواء الطفل وتشجيعه وعدم ترهيبه من المدرسة.
* اختصاصي طب الأطفال



جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.