وزير المغتربين اليمني: 12 علامة سرية لمنع تزوير جوازات السفر الجديدة

أكد لـ «الشرق الأوسط» شروع فريق فني لإطلاق مركز إصدارها إلكترونيًا من عدن

المهندس علوي بافقيه
المهندس علوي بافقيه
TT

وزير المغتربين اليمني: 12 علامة سرية لمنع تزوير جوازات السفر الجديدة

المهندس علوي بافقيه
المهندس علوي بافقيه

كشف وزير المغتربين اليمني المهندس علوي بافقيه عن استخدام تقنيات دولية في الجوازات الجديدة المعتمدة، والتي جرى طباعتها في ألمانيا. وقال بافقيه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الجوازات اليمنية الجديدة ستحمل نفس التصميم السابق، لكنها مختلفة وبجودة أعلى وحسب المعيار العالمي، وتحمل 12 علامة سرية تصعب عملية تزويرها، وطبع منها مليون جواز ستمنح للمواطنين في الداخل والخارج.
وتستعد الحكومة اليمنية خلال الأيام المقبلة لإصدار جوازات سفر لليمنيين في الداخل والخارج لأول مرة منذ سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء وسيطرتهم على مصلحة الجوازات، وقال المهندس علوي بافقيه وزير المغتربين لـ«الشرق الأوسط» إن مصلحة الهجرة والجوازات، والسفارة اليمنية بالرياض، والقنصلية العامة بجدة، ستبدأ قريبا عملية صرف جوازات سفر لحاملي بطائق «هوية زائر» لليمنيين في السعودية، والبالغ عددهم نحو 463 ألف شخص، ليتمكنوا من الحصول على المزايا المقدمة لهم من السعودية للعمل بطريقة نظامية وفقًا لأنظمة وزارتي الداخلية والعمل في المملكة، بحسب المكرمة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنح حاملي هوية زائر إقامة نظامية.
وكانت الجوازات السعودية، منحت نصف مليون يمني تقريبا، بطاقات «هوية زائر» تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع المقيمين بالسعودية من اليمنيين بطريقة غير نظامية، وجرى إصدار تأشيرة «هوية زائر» في 8 يوليو (تموز) 2015. وجرى تمديدها لمرة واحدة.
وكشف الوزير اليمني عن تشكيل الحكومة اليمنية لجنة عليا لعملية إصدار الجوازات الجديدة مكونة من وزارة الخارجية، ووزارة المغتربين، ووزارة الداخلية، ومصلحة الجوازات، وجهازي الأمن السياسي والقومي، إضافة للقنصلية اليمنية في الرياض وجدة، وقامت بالتواصل مع الجانب السعودي لترتيب عملية إصدار الجوازات لحاملي بطاقة «زائر».
وأوضح بافقيه أن غرفة التجارة السعودية في جدة، قدمت الدعم الكبير في بلورة الطلب، بعد سلسلة اجتماعات عقدتها مع الجانب الحكومي، وقال: «استفدنا منهم بشكل كبير في دراسة وضع اليمنيين وكيف يمكن تسهيل عملهم، خاصة أن هناك تجربة ناجحة لهم مع مغتربي بورما».
وذكر الوزير أن الرئيس عبد ربه منصور هادي تقدم بطلب لمنح اليمنيين من حاملي هوية زائرة إقامة نظامية، ووافق عليه خادم الحرمين الشريفين مشكورا.
وتتحكم ميليشيات الحوثي وصالح بمصلحة الجوازات بالعاصمة صنعاء، حيث قاموا بطرد العاملين فيها، وتعيين أشخاص موالين لهم، لاستغلال المصلحة في المتاجرة بالجوازات التي نفدت من المصلحة، وذكر مسؤول في المصلحة، أن الحوثيين يسيطرون على النظام المركزي الإلكتروني والذي يرتبط بشبكة إلكترونية عبر محافظات الجمهورية، ويتضمن قاعدة البيانات الخاصة بالمواطنين وأسرهم، وقاموا خلال الفترة الماضية، بإصدار جوازات سفر متنوعة، لقيادات حوثية مع أقاربهم.
وأوضح الوزير أن اللجنة العليا الخاصة بإصدار الجوازات اتفقت مع الجانب السعودي في الاستفادة من الأنظمة الإلكترونية وإنشاء شبكة شبيهة بنظام «أبشر» سيجرى التعامل بها لاستيعاب الأعداد الكبيرة لليمنيين، مؤكدا أن اللجنة أقرت إنشاء شبكة ونظام خاص بمصلحة الجوازات بعيدا عن الشبكة القديمة التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية في صنعاء.
وذكر بافقيه أن اللجنة أقرت بموافقة الجهات المختصة السعودية على افتتاح مركزين لعملية الإصدار، الأول في جامعة الأميرة نورة في الرياض، والثاني مركز الشميسي في جدة، على أن يجرى ترتيب فتح مراكز أخرى لاستيعاب العدد الضخم من المغتربين.
وبحسب الاتفاق بين الجانب اليمني والجانب السعودي فسيتم منح اليمنيين من حاملي «هوية زائر» إقامة نظامية، بعد حصولهم على الجوازات واتباع الأنظمة الخاصة بقانون العمل، بحيث يلزم اصطحاب كفيل سعودي وفرصة عمل لمنحهم الإقامة النظامية.
وكان الرئيس اليمني وجه الحكومة بافتتاح مراكز إصدار آلي داخل اليمن، في كل من محافظتي عدن ومأرب ومدينة سيئون بمحافظة حضرموت ليتمكن المواطنون والجرحى والمرضى من الحصول على وثائق سفر بعيدًا عن المعاناة والتلاعب وإيقافها من قبل الانقلابيين في العاصمة صنعاء، وقضى التوجيه بإعفاء الجرحى في الداخل والخارج من رسوم إصدار الجوازات لتكون مجانية على نفقة الدولة، وحول ذلك أكد الوزير بافقيه أن اللجنة العليا أعدت فريقا فنيا في المرحلة الأولى لترتيب وإعداد مركز عدن للإصدار الآلي، ثم يتبعه مركز في مأرب وسيئون، ثم المكلا والمهرة.
أما السفارات اليمنية في الخارج، فيوضح بافقيه أن هناك فرقا فنية ستقوم بعمل سيرفرات خاصة بكل سفارة فيها جالية يمنية وتربطها بالنظام الإلكتروني الحكومي، لتسهيل الحصول على الجوازات في الدول التي فيها أعداد كبيرة من اليمنيين.
وبخصوص تأشيرات الزيارة أوضح وزير المغتربين أن الجانب السعودي أكد أن هناك ترتيبات مرتبطة بالتنظيم، وسيتم إعادة منح التأشيرات بعد استكمال عملية التنظيم ومنح اليمنيين الذين يحتاجون لتأشيرات عائلية أو حكومية خلال الفترة المقبلة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.