وحدة عسكرية إسرائيلية «لمواجهة تداعيات سوريا»

«الحر»: معارك حلب تمهيد لتقسيم البلاد

الدبابة الإسرائيلية التي ستعيدها موسكو لإسرائيل غنمها الجيش السوري في الثمانينات وتقف منذ ذلك الحين داخل أحد المتاحف في موسكو (بنيامين نتنياهو - فيسبوك)
الدبابة الإسرائيلية التي ستعيدها موسكو لإسرائيل غنمها الجيش السوري في الثمانينات وتقف منذ ذلك الحين داخل أحد المتاحف في موسكو (بنيامين نتنياهو - فيسبوك)
TT

وحدة عسكرية إسرائيلية «لمواجهة تداعيات سوريا»

الدبابة الإسرائيلية التي ستعيدها موسكو لإسرائيل غنمها الجيش السوري في الثمانينات وتقف منذ ذلك الحين داخل أحد المتاحف في موسكو (بنيامين نتنياهو - فيسبوك)
الدبابة الإسرائيلية التي ستعيدها موسكو لإسرائيل غنمها الجيش السوري في الثمانينات وتقف منذ ذلك الحين داخل أحد المتاحف في موسكو (بنيامين نتنياهو - فيسبوك)

قالت مصادر عسكرية في تل أبيب أمس، إن الجيش الإسرائيلي قرر تشكيل وحدة عسكرية كبيرة خاصة بـ«تنظيم العلاقات مع السكان في المناطق الحدودية مع سوريا»، وذلك بناء على تقديرات إسرائيلية بأن سوريا ستشهد فترة طويلة من عدم الاستقرار وفراغ السلطة.
وذكرت المصادر نفسها أن الوحدة العسكرية الجديدة ستكون شبيهة بتلك التي أنشأها الجيش الإسرائيلي قبيل احتلاله لبنان في السبعينات من القرن الماضي، إلا أن متحدثًا عسكريًا نفى تكرار سيناريو التدخل الإسرائيلي في لبنان مجددًا في هضبة الجولان السورية، أو تشكيل جيش شبيه بـ«جيش لحد» في لبنان، مشددًا على أن «الأوضاع مختلفة».
وحسب المصادر نفسها، فإن الجيش الإسرائيلي وسع في الأسابيع الماضية نشاطه، وبدأ تأسيس مراكز في قيادة اللواء الشمالي، مهمتها الحفاظ على الاتصال مع السكان المحليين في الجولان السوري، وتعزيز هذا الاتصال «بهدف منع انتقال الحرب إلى الجهة الإسرائيلية».
ميدانيًا، أكد «الجيش السوري الحر» المعارض، وجود مخطط متكامل وقرار دولي هدفهما محاصرة مدينة حلب، وإضعاف المعارضة فيها قبل الجولة المقبلة من مفاوضات السلام المرتقبة في جنيف. وقال إن المخطط الدولي يهدف في المقابل إلى تقوية وضع «قوات سوريا الديمقراطية» ومن خلفها «حزب الاتحاد الديمقراطي» لفرض مشاركته في المفاوضات، والتمهيد لتقسيم سوريا. ورأى المستشار القانوني لـ«الجيش الحر» أسامة أبو زيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التوجه الآن هو تحول المعركة التي كان من المفترض أن يعد لها لمواجهة (داعش) في الرقة».
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.