في ليلة كأس «سلمان».. فاز الرياضيون.. وتوج أبناء «الشهداء»

الأهلي بطلاً لأغلى بطولات الموسم السعودي بعد مباراة تاريخية أمام النصر

خادم الحرمين يتوج قائد الأهلي تيسير الجاسم بالكأس ويبدو رئيس النادي مساعد الزويهري (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين يتوج قائد الأهلي تيسير الجاسم بالكأس ويبدو رئيس النادي مساعد الزويهري (تصوير: بندر الجلعود)
TT

في ليلة كأس «سلمان».. فاز الرياضيون.. وتوج أبناء «الشهداء»

خادم الحرمين يتوج قائد الأهلي تيسير الجاسم بالكأس ويبدو رئيس النادي مساعد الزويهري (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين يتوج قائد الأهلي تيسير الجاسم بالكأس ويبدو رئيس النادي مساعد الزويهري (تصوير: بندر الجلعود)

توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فريق النادي الأهلي بطلاً لكأس الملك السعودي، بعد فوزه على غريمه النصر 2 / 1، في المواجهة النهائية التي أقيمت على ملعب الجوهرة المشعة بجدة على لقب البطولة، وامتدت إلى شوطين إضافيين.
وتسلم لاعبو الأهلي الكأس والميداليات الذهبية من خادم الحرمين، بينما تسلم لاعبو النصر الميداليات الفضية.
وبين شوطي المباراة ولدى وصول خادم الحرمين مقر الملعب يرافقه الأمير سعود بن سلمان، والأمير نايف بن سلمان، كان في استقباله الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير تركي الفيصل، والأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، والأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة، والأمير نواف بن محمد بن عبد الله، والأمير تركي بن خالد بن فيصل، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف مستشار وزير الداخلية، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، ووكلاء رئيس الهيئة العامة للرياضة، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وفور وصوله إلى المنصة الرئيسية قوبل بترحيب الجماهير الرياضية، وقد بادلهم التحية ملوحًا بيده الكريمة لهم. كما أُدي أوبريت بعنوان «سارعي».
ودخل لاعبو الفريقين بصحبة أبناء «شهداء» الواجب الذين كان لهم نصيب من الاحتفاء في المناسبة الرياضية الكبيرة، فيما ارتدى اللاعبون قمصانا حملت عبارة (القوات المسلحة درع الوطن).
وكان الأهلي بطل دوري المحترفين حقق بطولة كأس الملك قبل ذلك 12 مرة، ومن خلفه الاتحاد «8 مرات»، والهلال «7 مرات»، ثم النصر «6 مرات»، والشباب «3 مرات». بدأت المباراة أمس قوية من الطرفين، وعلى الأخص من الجانب الأهلاوي الذي بادر بالهجوم منذ الدقائق الأولى، وأضاع لاعبه تيسير الجاسم فرصة سانحة للتسجيل، وسدد الكرة إلى جانب القائم النصراوي الأيسر، ليقص شريط الإثارة في المواجهة. واستمرت وتيرة اللعب في تصاعد مستمر طيلة الدقائق العشر الأولى، وأضاع اليوناني فيتفا من جهته فرصة أهلاوية أخرى وسدد الكرة لتمر بجانب المرمى النصراوي (د.14).
لم يقف النصر مكتوف الأيدي أمام الهجمات الأهلاوية، وبادر لاعبوه بصناعة هجمات متعددة لكنها لم تكن بذات الخطورة الخضراء، لكن على الأرجح كان اللعب سجالا وتنافسيا إلى أقصى درجة بين الطرفين، وبدا وأنهما استعدا جيدا للمواجهة، إن كان على النحو اللياقي أو الفني.
وتوج الأهلي من جهته محاولاته الحثيثة لزيارة مرمى منافسه وسجل هدفه الأول بعد كرة حولها عمر السومة برأسه وتصدى لها الحارس عبد الله العنزي، لتعود إلى سلمان المؤشر الذي مررها للمتقدم من الخلف حسين المقهوي، ويعيدها من جديد للسومة الذي صوبها برأسه نحو المرمى هدفا دون أي مضايقة رغم وجود عدد كبير من لاعبي النصر. بعدها بدقيقتين كاد السومة أن يضع بصمة أخرى في شباك النصر بعد تسديدة قوية على مقربة من منطقة الجزاء مرت بجوار القائم. وحاول النصر بعد ذلك استعادة توازنه في المواجهة، واستقبل البولندي أدريان كرة داخل منطقة الجزاء الخضراء من قبل زميله مايغا، لكن الحارس ياسر المسيليم تدخل سريعا وحول الكرة إلى خارج الملعب.
في الشوط الثاني بدا النصر منتشيا بدخول الثنائي أحمد الفريدي ويحيى الشهري في خط الوسط، وسيطر بشكل شبه كامل على مجريات اللعب، خصوصا في منتصف الميدان، وتراجع الأهلي بشكل ملحوظ إلى الخلف وسط هجمات صفراء مستمرة انتهت إلى هدف من مجهود فردي للاعب أحمد الفريدي، الذي اخترق الدفاعات الأهلاوية وسدد كرة من فوق الحارس المسيليم. كان لهذا الهدف تأثيره السحري على لاعبي النصر، وتقدموا بشكل مكثف بحثا عن هدف الفوز، وأضاعوا هجمات عدة وسط اختلال في موازين الأداء الأهلاوي، الذي جنح بشكل واضح إلى الدفاع والتراجع نحو مرماه. لكن الأهلي استعاد همته ورد بهجمة خطيرة انفرد بها حسين المقهوي، لكنه لم يوفق في ترجمة الكرة إلى هدف. بعدها اتجهت المباراة إلى شوطين إضافيين لم يخليا من الإثارة والندية في الشوط الأول، ولكن دون أهداف.
وفي الشوط الثاني، جدد الفريقان صراعهما المثير على الكأس وتبادلا الهجمة تلو الأخرى، حتى الدقيقة 115 عندما تقدم إسلام سراج من الجهة اليمنى ومرر كرة إلى داخل منطقة الجزاء استقبلها السومة، وسددها من بين قدمي المدافع البحريني محمد حسين لتشق طريقها بهدوء نحو المرمى.
وشهدت نهاية المباراة حادثة مؤسفة تعرض على أثرها لاعب النصر أحمد الفريدي للطرد من قبل الحكم كارلوس فيلاسكو، بعد ركله للمهاجم الأهلاوي البديل مهند عسيري دون كرة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».