إدانة صهر بن لادن أمام محكمة في نيويورك بتهمة قتل أميركيين

أبو غيث يواجه عقوبة السجن مدى الحياة

إدانة صهر بن لادن أمام محكمة في نيويورك بتهمة قتل أميركيين
TT

إدانة صهر بن لادن أمام محكمة في نيويورك بتهمة قتل أميركيين

إدانة صهر بن لادن أمام محكمة في نيويورك بتهمة قتل أميركيين

أدانت هيئة محلفين اتحادية أميركية في نيويورك أمس سليمان أبو غيث صهر أسامة بن لادن بعد محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع قدمت صورة عن قرب لدرجة غير معتادة لزعيم «القاعدة» الراحل في الأيام التي تلت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ويواجه أبو غيث (48 عاما) عقوبة السجن مدى الحياة بعد أن أدانه محلفون بالتآمر لقتل أميركيين والتآمر لتقديم دعم مادي لإرهابيين وتقديم مثل هذا الدعم بالفعل. وتوصلت هيئة المحلفين إلى قرار الإدانة بعد يوم واحد فقط من بدء المداولات. واتهم الادعاء أبو غيث، وهو أحد أبرز مستشاري بن لادن الذي يمثل أمام محكمة مدنية أميركية منذ عام 2001، بأنه كان بوقا لـ«القاعدة» واستخدم لقطات فيديو لخطبه الحماسية لتجنيد مقاتلين جددا لـ«القاعدة». ويقول الادعاء أيضا إن أبو غيث علم مسبقا بخطة البريطاني ريتشارد ريد بتفجير عبوة ناسفة خبأها في حذائه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001 عندما أشار في مقطع من تسجيل فيديو في أكتوبر (تشرين الأول) من ذلك العام إلى هجمات لن تتوقف بطائرات ركاب.
وقال محامو أبو غيث إن الادعاء لم يستند إلى أدلة حقيقية لإثبات أن المتهم كان على علم أو شارك في التآمر ضد أميركيين. وفي خطوة مفاجئة اتخذ أبو غيث دور الشاهد في إطار الدفاع عن نفسه وأنكر أنه ساعد في التخطيط لهجمات «القاعدة»، ونفى أنه كان عضوا بشكل رسمي في «القاعدة» في أي وقت.
ووصف أبو غيث تفاصيل اجتماعه مع بن لادن في أفغانستان بعد ساعات من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 التي قتل فيها نحو 3000 شخص ودمرت مركز التجارة العالمي في نيويورك الذي يقع على بعد أمتار من مبنى المحكمة. ووفقا للإفادة التي أدلى بها أبو غيث فإن بن لادن أبلغه بأن «القاعدة» هي التي نفذت هجمات 11 سبتمبر التي لم يعلم عنها إلا من وسائل الإعلام. وقتل بن لادن مؤسس «القاعدة» في مخبئه في باكستان في عملية نفذتها قوات أميركية خاصة في مايو (أيار) عام 2011. ولم يكشف عن شخصيات هيئة المحلفين الاتحادية في محاكمة أبو غيث كغيرها من المحاكمات في قضايا الإرهاب أمام محاكم مدنية أميركية.



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».