460 من أهالي الفلوجة ينجحون في الفرار من «داعش»

القوات العراقية تحض على التوجه صوب جسر السجر

460 من أهالي الفلوجة ينجحون في الفرار من «داعش»
TT

460 من أهالي الفلوجة ينجحون في الفرار من «داعش»

460 من أهالي الفلوجة ينجحون في الفرار من «داعش»

«كان داعش يحرم علينا الخروج ويعطوننا طعاما لا تأكله إلا الحيوانات.. حتى الماء كنا نشربه من مجاري الأنهار»، هذا ما قالته سيدة تكنى بـ«أم عمر»، حينما نجحت في الفرار من الفلوجة أمس برفقة أكثر من عشرة أشخاص من عائلتها، وأضافت السيدة الخمسينية التي ارتدت ملابس بسيطة ووضعت غطاء أسود على رأسها: «كنا محاصرين في منطقة السجر وبانتظار وصول القوات الأمنية لإنقاذنا».
ومع أم عمر، تمكن المئات من أهالي الفلوجة أغلبهم نساء وأطفال من الفرار بمساعدة القوات العراقية من مدينتهم التي تشهد عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وبدا النازحون وبينهم عدد كبير من الأطفال منهكين بعدما وصل أغلبهم سيرا وهم حفاة إلى مناطق وجود القوات الأمنية.
وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية أن «قواتنا أخلت 460 شخصا يمثلون أسرا غالبيتها من النساء والأطفال، من أهالي الفلوجة»، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن قائد الشرطة الاتحادية قوله إن القوات الأمنية كانت جاهزة لاستقبال تلك الأسر عند جسر السجر إلى الشمال من الفلوجة.
ودعا جودت الأهالي الذين ما زالوا داخل الفلوجة للخروج منها باتجاه جسر السجر، لأن القوات الأمنية قامت بفتح ممرات أمنة لتسهيل ذلك. وأكد راجع بركات عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، حيث تقع الفلوجة، أن «مئات العائلات من أهالي الفلوجة تمكنت من الخروج من المدينة».
وأشار إلى أن هؤلاء النازحين من منطقة السجر وقرية المختار ومنطقة الجغيفي الثانية التي تقع في شمال الفلوجة وعلى أطرافها. وأكد مصدر في المنظمة النرويجية الموجدة في ناحية عامرية الفلوجة، جنوب المدينة، «وصول مجموعة من العوائل النازحة من مناطق في الفلوجة ومناطق محيطة بها» وأشار إلى أن «أول مجموعة منهم وصلت عند الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي» أمس (الجمعة).
وفرض الإرهابيون الذين يسيطرون على الفلوجة حظر تجول لمنع السكان من مغادرة منازلهم. ومن الواضح أنهم يستخدمونهم كدروع بشرية.
وأعلنت الأمم المتحدة في بيان يوم أول من أمس (الخميس)، أنه منذ 22 مايو (أيار) الماضي، تمكن نحو 800 شخص فقط من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة السيطرة عليها، بينما يعاني السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة.
وذكر البيان أنه في اليوم الأول من انطلاق العملية العسكرية قطع عشرات آلاف من قوات الأمن طرق الإمداد عند محاصرتهم للمدينة وبالتالي منع المدنيون من المغادرة.
وبدأت القوات العراقية الاثنين تنفيذ عملية واسعة لتحرير مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها «داعش» منذ يناير (كانون الثاني) 2014، وتعد أبرز معاقل التنظيم في العراق مع الموصل.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».