تونس: أحزاب معارضة تدعو إلى مؤتمر للإنقاذ الوطني

بهدف مواجهة التهديدات التي تواجهها البلاد.. وبلورة مشروع وطني يضم كل الأطياف السياسية

تونس: أحزاب معارضة تدعو إلى مؤتمر للإنقاذ الوطني
TT

تونس: أحزاب معارضة تدعو إلى مؤتمر للإنقاذ الوطني

تونس: أحزاب معارضة تدعو إلى مؤتمر للإنقاذ الوطني

يجري حزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» المعارض في تونس سلسلة من المشاورات مع أحزاب سياسية، وصفها بـ«ديمقراطية وتقدمية»، بهدف بلورة مبادرة لعقد مؤتمر وطني للإنقاذ في نطاق خطة عرضها أمينه العام سمير الطيب على الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من أجل «إنقاذ تونس من التهديدات التي تواجهها، وتشكيل حكومة ائتلافية أو حكومة وحدة وطنية، أو حكومة إنقاذ أو حكومة حزب».
وأكد سمير الطيب، الأمين العام لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، أن مبادرة الإنقاذ الوطني التي عرضها حزبه على رئيس الجمهورية، تهدف إلى بلورة مشروع وطني بمشاركة كل الأطياف السياسية دون إقصاء.
وبخصوص تفاصيل هذه المبادرة السياسية الجديدة، قال الطيب لـ«الشرق الأوسط» إن حزب المسار اشتغل على هذه المبادرة منذ أشهر، وبالتحديد منذ أحداث بن قردان، واعتبر الحزب تاريخ السابع من مارس (آذار) الماضي فاصلا في الحرب ضد الإرهاب بعد مهاجمة مدينة بن قردان بغرض تحويلها إلى إمارة «داعشية».
وأفاد المصدر ذاته أن الهدف من وراء تنظيم المؤتمر الوطني للإنقاذ ليس طرح أزمة الحكم في تونس، بل الاتفاق على أهم الأولويات والمحاور لإنقاذ البلاد على مستوى الأمن، والحرب ضد الإرهاب، والوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتطبيق مبدأ التمييز الإيجابي، وبلورة خطة وطنية لمكافحة الفساد، وحماية الدستور والقوانين الدستورية، وملاءمة التشريعات المجتمعية مع دستور الجمهورية الثانية، وغيرها من المواضيع ذات الأولوية القصوى، على حد تعبيره.
وتتلخص المبادرة في بلورة خريطة طريق تتوافق جميع الأطياف السياسية حول أهم بنودها، وتمكن من توحيد الجهود، على أن تناقش في مجلس نواب الشعب (البرلمان)، ويصادق على محتواها. كما تتمثل مراحلها الأساسية في تحديد الملفات ذات الأولوية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والسعي الجدي إلى تنفيذها.
وهذه الأولويات، حسب الأمين العام لحزب المسار، يجب الاتفاق حولها وإعداد برنامج مشترك، أو مشروع وطني حولها، في مرحلة أولى، وفي مرحلة ثانية التساؤل حول الشخص القادر على إنجاز هذا البرنامج الوطني للإنقاذ، ثم الاتفاق حول الشخصية القادرة على تنفيذ الإنقاذ. وهذه النقطة بالذات مثلت خلافا في هذه المبادرة؛ إذ اعتبرها الفريق الرباعي الحاكم محاولة للانقلاب على حكومة الحبيب الصيد، وأكد الطيب أن هذا المؤتمر يمكن أن يدوم شهرا كاملا وفق التصور الأولي، وأنه يمكن لرئيس الجمهورية التمديد له بأسبوع أو لمدة عشرة أيام إضافية، حسب ما تقتضيه الأولويات، مشيرا إلى أن المسار ما زال ينتظر رد قائد السبسي على مشروع الإنقاذ الوطني الذي ما زال بدوره قيد الدرس على مستوى رئاسة الجمهورية.
وتمهيدا لتشكيل جبهة سياسية قد تكون مرتبطة بالانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في شهر مارس (آذار) 2017. أجرى حزب المسار لقاءات مع تحالف الجبهة الشعبية اليساري المعارض، بزعامة حمة الهمامي، في إطار مناقشة المقترح الذي تقدم به المسار لتوحيد القوى الديمقراطية التقدمية.
ووفق مصادر من حزب المسار، فإن هذا اللقاء الذي جمع بين قيادات الجبهة الشعبية والمسار الديمقراطي يوم الأربعاء يأتي في إطار النقاشات الدائرة منذ فترة بين الطرفين؛ لبحث سبل تفعيل مبادرة موحدة للقوى السياسية الديمقراطية والتقدمية لإنقاذ البلاد من الأزمة التي تعيشها. وتلتقي مبادرة حزب المسار مع المبادرة التي تقدمت بها الجبهة من أجل مكافحة الفساد، وبلورة استراتيجية وطنية لمكافحته وتصورها حول التمييز الإيجابي، ولذلك ارتأى الحزبان الذهاب إلى الاستحقاقات القادمة برؤية موحدة.
وتتهم عدة أحزاب تونسية الحكومة التي يقودها الحبيب الصيد بالفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية، وتستدل على ذلك بنسبة النمو الاقتصادي الضئيلة التي لن تتجاوز في أفضل الحالات حدود 1. 6 في المائة خلال سنة 2016. إضافة إلى الفشل في تنفيذ برامج تنمية تخفض من نسب البطالة، خاصة في صفوف الشباب، وتقي تونس الاحتجاجات الاجتماعية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.