فتح مراكز إصدار للجوازات والهوية في المحافظات الجنوبية والسفارات

الضالع احتفت أمس بالذكرى الأولى لتحريرها من الميليشيات الانقلابية

فتح مراكز إصدار للجوازات والهوية في المحافظات الجنوبية والسفارات
TT

فتح مراكز إصدار للجوازات والهوية في المحافظات الجنوبية والسفارات

فتح مراكز إصدار للجوازات والهوية في المحافظات الجنوبية والسفارات

قالت مصادر حكومية إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجه أمس الأربعاء الجهات الرسمية بمصلحة الأحوال المدنية بسرعة فتح فروع لمراكز إصدار الجوازات في كل من محافظتي عدن ومأرب ومدينة سيئون بمحافظة حضرموت ليتمكن المواطنون والجرحى والمرضى من الحصول على وثائق سفر بعيدًا عن المعاناة والتلاعب وإيقافها من قبل الانقلابيين في العاصمة صنعاء.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن توجيهات الرئاسة قضت أيضًا بإعفاء الجرحى في الداخل والخارج من رسوم إصدار الجوازات لتكون مجانية على نفقة الدولة، وكذلك التوجيه بإمداد سفارات اليمن بالخارج بجوازات السفر ليتمكن المواطنون من تجديدها.
الرئيس هادي التقى أمس وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية رئيس اللجنة الإشرافية لمتابعة وإصدار الجوازات أوسان عبد الله العود، وناقش معه سبل إصدار جوازات السفر للمواطنين الموجودين في المملكة العربية السعودية من حاملي هوية زائر والذي وصل عددهم إلى نحو 480 ألفًا، حتى يتمكنوا من العمل والإقامة الرسمية في المملكة بعد قرار منحهم إقامة نظامية.
وحث الرئيس هادي اللجنة العليا المعنية بمتابعة وإصدار الجوازات، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، ووزير المغتربين المهندس علوي بافقيه، لتكثيف الجهود وسرعة إتمام عملية حصول حاملي هوية زائر على جوازات السفر للاستفادة من المزايا الممنوحة لهم من قبل المملكة.
وفي محافظة الضالع، جنوب البلاد، صادف أمس الأربعاء الذكرى الأولى لتحريرها من قوات الرئيس المخلوع والحوثيين. وقال المحافظ فضل الجعدي، في كلمة له بالمناسبة: «عام كامل على الانتصار الذي حققته الضالع على الميليشيات وعصابات المخلوع، الانتصار العظيم الذي زفت بشائره أبطال المقاومة الجنوبية كأول انتصار تحقق في كل جبهات القتال والمقاومة». وأضاف: «كانت الضالع السباقة في كبح جماح تتار العصر الدموية، وهي الوحيدة التي لم يجد بها المخلوع وأزلامه ما يكفي من المرتزقة، ولذلك انكسرت كل الألوية (حرس وقوات خاصة وجيش وحشود القبائل) على أبواب الضالع الصامدة الجبارة، وذهبت تجر أذيال الهزيمة بعد أن لقنتها المقاومة أبلغ الدروس في كل الجبهات ووقفت بصمود أسطوري أمام تلك الجحافل التي استخدمت كل ترسانتها العسكرية في تدمير المنازل والمدارس والمنشآت، وأطلقت نيرانها على كل ما كان يتحرك، ولم تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ مسن، وحتى سيارات الإسعاف، لم تسلم منها». وكشف المحافظ إلى أن المحافظة لم تتلق أي مساعدة أو ميزانية تمكنها من معالجة بعض القضايا وتسيير شؤون مكاتبها، وحتى قرارات التعيين، لمن تم تكليفهم من قبلنا من مدراء وغيرهم، لم تصدر حتى اللحظة، وهي أبسط الأشياء التي بإمكان الحكومة فعلها.
وأردف: «وما زالت الضالع حتى اليوم دون أدنى خدمات أو مشاريع أو تعويضات أو مرتبات للشهداء والجرحى، وما زالت تعاني من انعدام تسليح المؤسسة الأمنية والعسكرية، ومن عدم البدء بالإعمار ودمج المقاومة».
واختتم كلمته: «ما زال يحدونا الأمل بالقيادة السياسية وبالحكومة وبالتحالف بمختلف القضايا التي تعاني منها الضالع بسلطتها ومقاومتها وجيشها وأمنها وشهدائها وجرحاها ومواطنيها، نطمح إلى مبادلة الوفاء بالوفاء، فلقد بلغت القلوب الحناجر وبلغ السيل الزبى».
وكان محافظ الضالع، حضر حفلاً شبابيًا ورياضيًا نظمه مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة في الذكرى الأولى من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وفي مثل هذا اليوم من السنة الماضية، أعلنت المقاومة الجنوبية مدينة الضالع عاصمة المحافظة مدينة محررة من قوات اللواء 33 مدرع وميليشيات الحوثي، عقب معارك ضارية خلفت نحو 1300 قتيل وجريح من المقاومة والمدنيين بينهم أطفال ونساء، علاوة على نزوح معظم سكان المدينة البالغ تعدادها زهاء مائة ألف نسمة، وكذا خراب ودمار طال المنشآت والمنازل والممتلكات.
ومثل سقوط معسكرات الجيش والأمن بيد رجال المقاومة الجنوبية بمثابة فاتحة لانتصارات تالية في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت، إذ سرعان ما تمددت المقاومة من الضالع إلى المناطق المجاورة لها في لحج، محرزة الانتصار تلو الآخر.
وكان الرئيس هادي اعتبر سقوط مدينة الضالع بيد رجال المقاومة يوم 25 مايو (أيار) 2015 بمثابة فاتحة خير على القوى المواجهة لميليشيات الانقلاب، موضحًا بهذا الصدد أن الضالع تكرر أحداث التاريخ بتحقيقها أول انتصار على الانقلاب معلنة بذلك بداية لتحرير بقية المدن الجنوبية. وأشار هادي في لقاء جمعه بقيادة محافظة الضالع المحلية والتنفيذية في وقت سابق إلى أن مدينة الضالع كانت أول إمارة سقطت إبان ثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) 63 على المستعمر البريطاني، إذ مثل سيطرة الثوار على المدينة يوم 21 يوليو (تموز) 1967 حدثًا تاريخيًا مهمًا عجل بسقوط بقية الإمارات والسلطنات والمشيخات الواحدة تلو الأخرى في لحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وصولا إلى تحرير كامل التراب الوطني يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.