«داعش» يستدرج مراهقاً أردنياً عبر إقناعه بأن فيديو حرق «الكساسبة» ملفق

«داعش» يستدرج مراهقاً أردنياً عبر إقناعه بأن فيديو حرق «الكساسبة» ملفق
TT

«داعش» يستدرج مراهقاً أردنياً عبر إقناعه بأن فيديو حرق «الكساسبة» ملفق

«داعش» يستدرج مراهقاً أردنياً عبر إقناعه بأن فيديو حرق «الكساسبة» ملفق

بدأت محكمة جنايات عمان في الأردن، بمحاكمة مراهق بتهمة محاولة الالتحاق بتنظيم "داعش"، والترويج لأفكار التنظيم، بعد أن غرر به "داعش" وأقنعه بأن فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة غير صحيح وملفق.
ووفقاً لصحيفة "الغد" الأردنية اليوم (الإثنين)، فإن الحدث خالد (اسم مستعار) وعمره 16 عاماً، عرض على محكمة جنايات عمّان، بتهمة "محاولة الالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية، والترويج لأفكار جماعة إرهابية، وفق لائحة الاتهام.
وأوضحت اللائحة أن "عناصر من تنظيم داعش الإرهابي غرروا بالطفل خالد عبر الشبكة العنكبوتية، حيث أوهموه براتب ألف دولار شهرياً، عندما عرضوا أمامه فيديو، يؤكد أن فيديو حرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة هو خدعة بصرية"، الأمر الذي ولد لديه قناعة بأن تنظيم داعش ليس إرهابيا.
وبدأت حكاية الطفل خالد في عالم "الإرهاب"، خلال العام الحالي، بعد أن خضع لتأثير مادي وآخر عقائدي.
وذكرت الصحيفة، أن خالد فتح حساباً على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبعث بطلب صداقة لـ"داعش"، وأنه "بعد الحصول على طلب الصداقة، بدأ يتواصل مع عدد من عناصر التنظيم، ويسألهم عن سبب قيامهم بقطع الرؤوس، فكانوا يردون عليه بآيات قرآنية"، موهمين إياه بصواب ما يفعلونه حتى اقتنع بهم.
وأضافت اللائحة "أن المتهم أخذ يتواصل مع عناصر التنظيم لغايات الالتحاق بهم عبر الشبكة العنكبوتية، خاصة بعد أن ذكروا له أن المقاتل يحصل على مبلغ ألف دولار شهرياً، مع تأمين المعيشة له".
وبينت لائحة الاتهام، أن "أحد عناصر التنظيم زود خالد بحساب أحد العناصر في الأردن، وطلب منه التواصل معه لغايات تأمين التحاقه بالتنظيم الإرهابي في سوريا، وكان هذا الحساب تحت اسم يدعى (ي.ص)، ويكنى بأبي طارق، وبعد أن تم التواصل معه، اتفقا على أن يلتقيا في مدينة قريبة من عمّان، وعند اللقاء أبلغه أنه سيؤمن له الطريق إلى سوريا وتحديداً إلى منطقة درعا، وأن هناك أشخاصاً سوف يستقبلونهما ويرسلونهما إلى التنظيم".
وقالت اللائحة إنه "في لقاء آخر، أبلغ أبو طارق الطفل خالد أن عملية التحاقه بـ"داعش" ستكون عبر السفر إلى مصر ومن ثم إلى تركيا ومنها إلى سوريا".
وبحسب الصحيفة، تواصل المتهم مع أحد عناصر التنظيم، وطلب منه الأخير أن يحضر معه مسدساً عندما يحضر إلى سوريا، وأخبر خالد المدعو أبو طارق بضرورة إحضار مسدس، إلا أن الأخير أبلغه أن ثمن المسدس باهظ جداً، واتفق معه مرة أخرى على تفاصيل السفر وذلك في أواخر مارس (آذار) الماضي".
وأضافت الصحيفة "وفقاً للائحة الاتهام، أن الطفل (خالد) تواصل مع أحد الأشخاص في ألمانيا عبر موقع التواصل التلجرام، الذي قام بربطه وتأمين اتصاله مع أحد عناصر التنظيم، حيث تم إخبار المتهم بأن الشخص الموجود في ألمانيا يتم عن طريقه تصنيع المتفجرات، بعد أن قام بتزويده باسم مجموعة تسمى (الذئاب المنفردة)، وذكر له أيضاً بأنه يمكنه تصنيع المتفجرات ذات حساسية عالية من خلال مواد كيميائية".
وتابعت الصحيفة: "بعدها تواصل المتهم مع أحد عناصر التنظيم في سوريا لغايات إدخاله إليها بطريقة غير مشروعة، وأثناء ذلك تم القبض على الطفل خالد وتحويله للمدعي العام للتحقيق معه".



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.