السراج يناقش مع وزير الدفاع الجديد خطط تشكيل الحرس الرئاسي في طرابلس

ليبيا: مسؤول في الحكومة الجديدة يعترف بوجود ميليشيات مسلحة خارج السيطرة

السراج يناقش مع وزير الدفاع الجديد خطط تشكيل الحرس الرئاسي في طرابلس
TT

السراج يناقش مع وزير الدفاع الجديد خطط تشكيل الحرس الرئاسي في طرابلس

السراج يناقش مع وزير الدفاع الجديد خطط تشكيل الحرس الرئاسي في طرابلس

اعترف مسؤول الأمن في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أمس بوجود ميليشيات مسلحة في العاصمة طرابلس خارج سيطرة المجلس، في وقت بحث فيه السراج مع وزير دفاعه المفوض المهدي البرغثي، الذي التقاه أمس للمرة الأولى، الترتيبات الأمنية، والوضع الأمني بشكل عام ومدينة بنغازي في شرق البلاد خاصة.
وقال المكتب الإعلامي لمجلس السراج في بيان إنه بحث مع البرغثي في العاصمة طرابلس المخططات وتفاصيل المهام المسندة للحرس الرئاسي، الذي أعلن عن تأسيسه مؤخرا ويضم وحدات من الجيش والشرطة. ومن جهته، كشف العميد عبد الرحمن الطويل، رئيس لجنة الترتيبات الأمنية التابعة لمجلس السراج، النقاب عن وجود تشكيلات مسلحة خارج السيطرة في العاصمة طرابلس، وقال: إن «بعض الكتائب والتشكيلات أتت من خارج العاصمة طرابلس، وهذه الكتائب غير مسيطر عليها»، مشيرا مع ذلك إلى أن دور هذه الكتائب «سيكون في تأمين الطوق الخارجي للعاصمة».
ووصف الطويل في مقابلة بثتها وكالة أنباء (اكي) الإيطالية الوضع الأمني الحالي في طرابلس بأنه «جيد بشكل عام»، لكنه لفت في المقابل إلى أن «هناك خروقات أمنية تحدث من حين إلى آخر»، وقال: إنه «طالما أن السلاح منتشر فإن الخروقات الأمنية قد تحدث في أي لحظة»، موضحا أن هناك خططا جاهزة لتأمين السفارات والمقار الدبلوماسية، ومضيفا أنه «في حال شعرنا بأدنى شك في مستوى الحماية لهذه السفارات سنعتذر بالتأكيد، لأن حماية هذه الجهات الدبلوماسية ستكون مسؤولية الدولة الليبية».
وأوضح الطويل أن مهمة لجنة الترتيبات الأمنية ستقتصر في المرحلة الأولى على تأمين المقار الرئاسية والدبلوماسية، فيما تستهدف المرحلة الثانية تأمين العاصمة طرابلس بالكامل، من ضمنها تشكيل أطواق أمنية حول العاصمة لحمايتها وتأمينها، مضيفا أننا «نحتاج فيها إلى قوة احتياطية تكون من بعض مهامها فض أي اشتباك قد يحدث بين أي قوتين ويجب أن تكون هذه القوة قادرة على فض الاشتباكات بسرعة».
وتابع الطويل قائلا: «بالنسبة للكتائب والتشكيلات المنتشرة في العاصمة بعضها منتسب للجيش والأغلبية منتسبة للشرطة، ومنها المنضبطة فعليًا وتعمل بجدية وتقوم بأعمال ممتازة جدًا في القضاء على الجريمة والممنوعات والمخدرات والدواعش».
وشكل السراج مطلع العام الجاري لجنة لتيسير تنفيذ الترتيبات الأمنية للعاصمة طرابلس برئاسة العميد الطويل، حيث كلفت هذه اللجنة بسبع مهام، على رأسها وضع الترتيبات الأولية لتنفيذ ما ورد بالمادة (34) من الاتفاق السياسي، ووضع وبدء تنفيذ الخطط المناسبة للهياكل والقوى الأمنية، بما فيها ترتيبات فعالة للقيادة والسيطرة.
كما كلفت اللجنة أيضًا بالإشراف على وضع خطة أمنية لتأمين المدن، بدءًا من العاصمة طرابلس وبالتنسيق مع المؤسسات الأمنية ذات الصلة، إلى جانب الموافقة على أساليب العمل وقواعد الاشتباك الخاصة بالجيش والشرطة والتشكيلات المسلحة، علاوة على الإجراءات التأديبية الجزائية.
وأصدر السراج في العاشر من الشهر الجاري قرارا بتشكيل قوة نظامية من عناصر الجيش والشرطة، تحمل اسم «الحرس الرئاسي» لحماية مؤسسات الدولة والأهداف الحيوية، وكافة المنافذ الحدودية، وحماية كبار شخصيات الحكومة. ويفترض أن يكون مقر القوة في العاصمة طرابلس، ويرأسها ضابط لا يقل عن رتبة عقيد، على أن تتشكل عناصر من أفراد الجيش والشرطة النظاميين، ويتبع صلاحياته مباشرة القائد الأعلى للجيش، كما يتعين على آمر الحرس الرئاسي، تقديم مقترحات بإمكان تمركزات قواته في مختلف أنحاء ليبيا، واحتياجاته من الأسلحة والذخائر، وكافة التجهيزات المطلوبة لتنفيذ المهام والواجبات.
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج عن توزيع الشحنة الأولى من المساعدات التي قدمتها الحكومة الإيطالية وتتضمن شحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية. وأوضح المكتب في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه تم استقبال الشحنة الأولى بمدينة طرابلس أثناء زيارة وزير الخارجية الإيطالي والوفد المرافق له في الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن الشحنة الثانية المخصصة لمدينة بنغازي تم توزيعها بمعرفة مجلسها البلدي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.