تونس تدفع بتعزيزات أمنية مكثفة في «جزيرة جربة» استعدادًا لموسم حج اليهود

وزير الداخلية التونسي: دوريات شرطية مكثفة تجوب الشوارع والجبال تحسبًا لأعمال عنف

وزير الداخلية هادي مجدوب
وزير الداخلية هادي مجدوب
TT

تونس تدفع بتعزيزات أمنية مكثفة في «جزيرة جربة» استعدادًا لموسم حج اليهود

وزير الداخلية هادي مجدوب
وزير الداخلية هادي مجدوب

أكدت مصادر أمنية تونسية لـ«الشرق الأوسط» نشر تعزيزات أمنية مكثفة في جزيرة جربة خلال هذه الفترة استعدادا لموعد الزيارة السنوية لموسم الحج إلى كنيس الغريبة اليهودي المقرر يومي 25 و26 من مايو (أيار) الجاري. وقالت: إن أجهزة الأمن اتخذت احتياطات كبرى في مختلف مداخل الجزيرة والمدن القريبة منها، وركزت دوريات في مفترقات الطرق وأمنت الحدود البحرية للجزيرة، فيما أجرت مروحيات عسكرية طلعات استكشافية في سماء الجزيرة لكشف أي مخطط إرهابي يستهدف المنطقة.
إلى ذلك قال هادي المجدوب وزير الداخلية التونسي «إن أجهزة الأمن أعدت مخططا متكاملا كذلك يجري تنفيذه بشكل تصاعدي استعدادا للموسم السياحي وللعطلة الآمنة وللمهرجانات الصيفية وعودة التونسيين بالخارج».
وأعلن المجدوب على هامش إشرافه على حفل تخرج دفعة جديدة من قوات الأمن بالمدرسة الوطنية لتكوين «مفتشي الشرطة» أن عناصر المؤسسة الأمنية على أتم الاستعداد لحفظ الأمن والنظام العام وحماية الأفراد والمؤسسات والممتلكات خلال هذه الفترة.
وأشار إلى «أن الوزارة اتخذت بالتعاون مع المؤسسة العسكرية مجموعة من الإجراءات الوقائية من بينها تكثيف الدوريات الأمنية والكشف عن أماكن تحصن العناصر الإرهابية سواء في الجبال أو ضمن الخلايا المتطرفة النائمة بعدد من الأحياء المحيطة بالمدن الكبرى».
وكانت وحدات الجيش التونسي قد نجحت قبل يومين من التخلص من المتشدد التونسي سيف الدين الجمالي - من مواليد سنة 1991 - وهو من سكان منطقة سيدي علي بن عون بمحافظة سيدي بوزيد وسط تونس. وهو أحد العناصر المطلوبة من قبل وزارة الداخلية التونسية، وتتهمه بالتورط في عدة قضايا إرهابية وتعتبره من أخطر العناصر المتطرفة.
وقالت الداخلية «إن الجمالي كان مكلفا من قبل تنظيم داعش برصد تحركات عناصر الأمن والجيش التونسي ومتابعة المقرات الحساسة من تقارير مصورة، ويتم على أساس تلكم التقارير والصور وبالإضافة إلى الأشرطة المسجلة (فيديو) اتخاذ استهداف التنظيم الإرهابي للأفراد والمقرات».
وتمكن الجمالي المكنى بـ«أبو القعقاع» من استقطاب الفئات الشبابية التونسية وإلحاقها بالتنظيمات الإرهابية وتلميع صورة الإرهابيين في أوساطهم. كما نشر أخبار تنظيم داعش ووثق العمليات الإرهابية التي نفذتها كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية بزعامة الجزائري خالد الشايب المكنى بـ«لقمان أبو صخر»، وهو من المتورطين الأساسيين في مقتل 15 عسكريا خلال صائفة 2014.
وتخشى السلطات التونسية تنفيذ هجمات إرهابية جديدة خلال شهر رمضان المقبل، وكانت عدة منشآت سياحية ووحدات عسكرية هدفا لتلك الهجمات وذلك تباعا خلال سنوات 2013 (الذبح والتمثيل بجثث ثمانية عسكريين) و2014 (قتل 15 عسكريا) والهجوم على منتجع سياحي يوم 26 يونيو (حزيران) 2015 وقتل نحو 40 سائحا أجنبيا.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.