علي النعيمي..حارس النفط الأمين

لقد رأيت كل شيء.. ومرّ عليّ كل شيء

علي النعيمي..حارس النفط الأمين
TT

علي النعيمي..حارس النفط الأمين

علي النعيمي..حارس النفط الأمين

يكرّم وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي يوم 24 مايو (أيار) الحالي في قطر، وكان النعيمي قد غادر المنصب بموجب تعديل وزاري في وقت سابق من الشهر الحالي. وكان الوزير السابق من علامات صناعة النفط في المملكة العربية السعودية، إذ بدأ العمل في صناعة النفط قبل نحو 70 سنة. وبلغ القمة مع تعيينه وزيرًا، واحتفظ بهذا المنصب لمدة 20 سنة.
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وأثناء إحدى الجولات الصباحية في شتاء فيينا البارد، خرج وزير البترول والثروة المعدنية السابق علي النعيمي من البوابة الرئيسية لفندق غراند حياة في السادسة فجرًا كالمعتاد وخرج خلفه الصحافيون الذين اعتادوا الخروج معه لسنوات طويلة.
بالنسبة لبعض الصحافيين الذين يعرفون قراءة معالم وجه الوزير، فإنه لم يكن النعيمي الذي اعتادوا عليه، إذ لم يكن بشوشًا ومرحبًا بالصحافيين كما كانت عادته طيلة السنوات الماضية. ودار بخلد القليل منهم في ذلك الحين، أن هذه قد تكون هي المرة الأخيرة التي سيرافقون فيها الوزير في المشي داخل أزقة العاصمة النمساوية وشوارعها مرورًا بجادتي شوتنرينغ وكيرتنر رينغ. ووسط البرد القارس سأله الصحافيون عن سبب إحجامه عن إعطاء حوارات لأي جهة إعلامية من فترة طويلة، فكان رده ساخنًا في ذلك البرد القارس، حين قال: «لقد مرت علي 20 سنة وأنا وزير. لقد رأيت كل شيء ومر علي كل شيء، وأعطيت حوارات للكثير من الصحف والنشرات والقنوات، وفي نهاية المطاف لم يتغير شيء.. الكل ينقل عني كلامًا لم أقله أو يحوّر كلامي بطريقة تناسب أهداف الجهة التي يعمل فيها».
نعم لقد رأى الوزير المحبوب من قبل الصحافيين، والمعروف بين كل العاملين في القطاع باسم «أبو رامي»، كل شيء منذ أن بدأ العمل في أرامكو (شركة الزيت العربية الأميركية) في عقد الأربعينات من القرن الماضي وحتى مغادرته منصبه الوزاري خلال وقت سابق من شهر مايو الحالي.
لقد بدأ علي النعيمي العمل في أرامكو في منتصف الأربعينات عندما كانت الشركة لا تزال «أميركية».. وشهد تحولها إلى شركة سعودية، وكان هو أول من ترأسها. أيضًا شهد تقلبات شديدة لأسعار النفط، كما يقول هو، إذ رآها وهي أقل من 10 دولارات في أواخر التسعينات وكان شاهدًا عليها عندما وصلت إلى 147 دولارا في منتصف عام 2008. وشهد إنتاج المملكة عندما كان يعمل في أرامكو وهو يصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا، ورآه مرات كثيرة وهو فوق حاجز الـ10 ملايين برميل.
وقبل خروجه من منصبه، قاد النعيمي واحدة من أشرس معارك «أوبك» عندما أقنع الجميع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 بالتخلي عن الدفاع عن الأسعار التي تدهورت بسبب فائض المعروض في السوق العالمية، وتبني استراتيجية للدفاع عن الحصة السوقية للمنظمة أمام المنتجين أصحاب التكلفة العالية، الذين كانوا قد زادوا إنتاجهم كثيرًا في السنوات الأخيرة بفضل بقاء أسعار النفط عند 100 دولار. ولا تزال هذه الاستراتيجية هي القائمة حاليًا.
وهنا يقول أنس الصالح، وزير المالية وزير النفط المكلف في الكويت، عن علي النعيمي: «لقد كان لي الشرف أن ألتحق بالوزير في آخر أيامه (بالوزارة) وأعمل معه وأراه وهو يدافع عن مصالح دول الخليج والمملكة في أوبك وعن استراتيجية الحصة السوقية. إنه أستاذنا ولقد تعلمت الكثير منه رغم قصر المدة بيننا»..
والواقع أن النعيمي، الذي أمضى 70 سنة في قطاع النفط، كان ولا يزال أحد أهم رموز المنظمة بعد وزير البترول السعودي السابق الشيخ أحمد زكي يماني الذي استمر في منصبه الوزاري 24 سنة وهو الرقم الذي لم يكسره أي شخص بعده حتى الآن. أما المنظمة فلقد تغيرت كثيرًا منذ عام 1995. وانتقلت من ضعف وفوضى إلى قوة ونظام في فترة النعيمي، ثم عادت إلى الضعف مجددًا كما هو الحال حاليًا. وهذا ما يفسر ضجر النعيمي من وضع المنظمة التي لم تعد تؤثر كثيرًا في السوق لأن الدول الأعضاء لم تعد متضامنة مترابطة، بل غدا كل منها يمشي في طريق منفصل. كذلك ولم يعد إنتاج «أوبك» مؤثرًا كما كان في السابق لأن العالم اليوم يغرق في بحر من النفط.
لكن ماذا عن أول اجتماع لـ«أوبك» حضره النعيمي؟
لقد كان في نوفمبر 1995 وحينها كانت «أوبك» تحتفظ بسقف إنتاج قدره 24.5 مليون برميل يوميًا، وكانت أسعار نفط برنت حينها حول 16 دولارا.
في ذلك الوقت كانت المنظمة في حالة لا بأس بها وكان هناك مستوى مرضٍ من التعاون بين الدول، كما كان وزراء دول المنظمة من الشخصيات المؤثرة في القطاع، مثل الليبي عبد الله البدري الذي يعمل اليوم أمينًا عامًا للمنظمة، وعبد الله بن حمد العطية الوزير القطري، وكان الأمين العام يومذاك النيجيري الراحل ريلوانو لقمان. ومع أن النعيمي كان جديدًا على وزراء المنظمة ذلك اليوم، فإنه كان معروفًا لدى الجميع لأنه كان رئيس أرامكو السعودية وأمضى نحو 40 سنة في الشركة، وأصبح وزيرا وهو في سن الـ62 تقريبًا.
بداية صعبة
معروف عن علي النعيمي أنه رجل عصامي شق طريقه نحو القمة بمثابرة وإصرار وهمة عالية. وفي إحدى الجولات الصباحية في فيينا قال: «المراهقون اليوم في السعودية أكثر ترفًا من السابق. عندما كنت مراهقًا كان لدي هدف واحد وهو كيف أدبّر قوت يومي. كان تدبير قوت اليوم أمرا صعبًا في ذلك الوقت، وعندما عملت في أرامكو في البداية كان مرتبي 3 ريالات، ولم يرتفع مرتبي إلا بعدما أصبحت مهندسًا ورجعت إلى المملكة».
وعن مشوار العمر، فإن النعيمي تحدث عنه في حوار أجرته معه مجلة «عالم أرامكو» في مطلع الثمانينات. وفيه قال إن بداية قصته في الحياة كانت في عام 1936 عندما جاءت أمه الحامل به إلى الخُبَر من البحرين، حيث جرت العادة أن تذهب المرأة إلى أهلها عند الوضع ثم تعود إلى بيت زوجها بعد فترة من الوقت. لكنه أردف قائلا إن أمه التي تعود أصولها إلى قبيلة العجمان لم تعد لزوجها في البحرين لأنها تطلقت منه قبل أن يولد.
وتابع النعيمي الحديث عن طفولته الصعبة قائلاً: «لقد أمضيت أول ثماني سنوات من عمري مع قبيلة والدتي، العجمان، وكنا نجول من الأحساء إلى الكويت. ومن المهام التي كانت موكلة لي في تلك السن هي رعاية الأغنام الصغيرة. ومن التعليمات التي لا يمكن لي مخالفتها أبدا هي ألا أبتعد عن مرمى نظر من في الخيمة». وأردف: «لقد قابلت والدي للمرة الأولى عندما كان عمري ثماني سنوات. كانت أسرته تعمل في صناعة اللؤلؤ في البحرين، وكانوا يمتلكون مراكب الداو الخاصة بهم لصيد اللؤلؤ. ولكن عندما جاء اليابانيون باللؤلؤ الصناعي انهارت صناعة اللؤلؤ في البحرين ورجع والدي في عام 1941 ليستقر في المنطقة الشرقية بالسعودية».
من مراسل إلى رئيس أرامكو
أما بداية عمله في أرامكو وارتباطه بها، فقد كانت لها قصة مختلفة رواها أيضًا لمجلة «عالم أرامكو» كالتالي: «في وقت ما في عام 1944 أو 1945، قال لي أحد إخواني الكبار الذين كانوا يعملون في أرامكو: لم لا تأتي معي وتنضم لمدرسة أرامكو؟ لا يوجد هناك أي شروط ولا يجب أن تعمل في الشركة.. لقد كان شيئا مذهلاً».
واقتنع النعيمي كما يقول بكلام أخيه وذهب إلى مدرسة أرامكو وهناك «شاهدت ذلك المعلم. كانت لديه لحية حمراء كثيفة، وعلى ما يبدو كان من الجنسية الأيرلندية. دخلت إلى الصف وسجلت ولم يسألني أحد عن شيء واستمر هذا الوضع لمدة سنتين. لكن أخي توفي بعد ذلك وكان عمري وقتها 11 سنة، فأخذت مكانه كمراسل في الشركة. وفي عام 1947 أصدرت الحكومة السعودية قانونًا يمنع أي أحد من العمل وهو أقل من 18 سنة فتم فصلي».
ولكن النعيمي ذلك الفتى الضئيل الحجم، كما تظهر كل صور أرشيف أرامكو، لم يستسلم. وبعد ذلك بقليل حاول العودة للعمل في الشركة، وقال للمسؤولين: «قد أبدو صغيرًا لكني أبلغ من العمر 20 سنة، فقالوا لي، اذهب إلى الطبيب وإذا أكد لنا أنك تبلغ 17 سنة فسوف نوظفك». وذهب النعيمي إلى الطبيب ولكن الطبيب تأكد أنه يبلغ من العمر 12 سنة فقط، وحينها «قلت (للطبيب) قصة حزينة وأني أعول أسرتي وأني قصير القامة لأني بدوي، فتأثر الطبيب وكتب لي أني أبلغ من العمر 17 سنة».
النعيمي يروي هذه الحادثة، ويوضح «لقد كنت محتاجًا لدخل بشدة. هذا الأمر لا يشعر به أولادي ولا أبناء هذا الجيل». وفعلاً، التحق النعيمي بالعمل، ولكن هذه المرة في وظيفة مكتبية في قسم شؤون الموظفين، وكان عليه تعلم الطباعة على الآلة الكاتبة. وتعلمها النعيمي بحماسة شديدة ووصلت سرعته إلى 100 كلمة في الدقيقة، كما يقول، حتى إنه كان يحلم في منامه أنه يطبع أحيانًا.
ولا يخجل النعيمي أبدا من تلك البدايات المتواضعة له في الشركة بل يفخر بها؛ إذ قال للصحافيين ممازحًا في إحدى المرات في فيينا: «ما زلت أنقل البريد أحيانًا معي من مكتب إلى مكتب» في إشارة لأول عمل له عندما كان مراسلاً.
نقطة التحول في مسيرة علي النعيمي جاءت في عام 1953. عندما أرسل إلى برنامج صيفي في الجامعة الأميركية في بيروت. كانوا 20 شخصًا وسيحصل العشرة الأوائل على منحة دراسية في كلية حلب الدولية في سوريا. واجتاز النعيمي الامتحانات في الجامعة ما عدا امتحان واحد.. هو امتحان الطول. ولكنه تعلم الجبر والفيزياء وتعلق كثيرًا بهذه العلوم. وعندما عاد إلى الظهران طلب نقله من قسم شؤون الموظفين، وخصوصًا أنه كان يطبع خطابات الخصم للموظفين وبذلك كان يحمل لهم الأخبار السيئة.
وذهب النعيمي بعدها إلى قسم الحفر والتنقيب. وهناك سأله المدير المساعد: «لماذا تريد الالتحاق بقسم الجيولوجيا؟ هذه الوظيفة متطلبة كما أنها ليست نظيفة». فأجابه ممازحًا وضاحكًا: «لأنني أريد أن أصبح رئيس الشركة». فنظر المدير المساعد إلى النعيمي وقال له إن هذا سبب معقول: «ولهذا وظفني في القسم وألحقني بإحدى منصات الحفر في شمال الربع الخالي كمساعد جيولوجي».
وفي شهادة من عثمان الخويطر، نائب رئيس أرامكو السابق لهندسة البترول، قال: «لقد كان النعيمي ذكيًا منذ صغره. لقد عرف من أين يشق طريقه نحو الأعلى في الشركة، لقد اختار الجيولوجيا والإنتاج إذ إن غالبية التنفيذيين الكبار في أرامكو حينها هم جيولوجيون ويعملون في الإنتاج».
التعليم الجامعي
ومن هناك بدأت رحلة النعيمي نحو القمة حيث أكمل تعليمه الثانوي في لبنان، ثم الجامعي في الولايات المتحدة حيث حصل على البكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة ليهاي بولاية بنسلفانيا الأميركية، ثم حصل على الماجستير في التخصص ذاته من جامعة ستانفورد الشهيرة في ولاية كاليفورنيا، وكان حينها قد تزوج. وبعد عودته تنقل بين الأقسام الكثيرة من العلاقات العامة حتى أنظمة الكهرباء، حتى وصل إلى منصب نائب رئيس الشركة للإنتاج وحقن المياه في عام 1975، ثم تدرج حتى أصبح أول رئيس سعودي للشركة في الأول من يناير (كانون الثاني) عام 1984.
ويتذكر النعيمي بداياته، ويسرد في حوار قديم آخر: «أتصور أن ذلك الشخص الذي حدثته عن رغبتي في أن أكون رئيس الشركة على قيد الحياة. أتمنى لو أن أتحصل على عنوانه وأقول له. لقد تم إنجاز الهدف».
علي النعيمي، قصة النجاح المتميز، سيكرّم في العاصمة القطرية الدوحة يوم 24 مايو بمنحه جائزة «شخصية العام في قطاع الطاقة» من قبل وزير الطاقة والصناعة القطري السابق عبد الله العطية، الذي تربطه بالنعيمي صداقة قديمة وعلاقة حميمة.
بعد السيرة الطويلة للنعيمي والحياة الاستثنائية، لا عجب عندما يقول العطية عنه: «لن يكون هناك أبدا نعيمي آخر».



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».