خبراء فرنسيون: العملية موجهة لضرب العلاقات بين باريس والقاهرة

خبراء فرنسيون: العملية موجهة لضرب العلاقات بين باريس والقاهرة
TT

خبراء فرنسيون: العملية موجهة لضرب العلاقات بين باريس والقاهرة

خبراء فرنسيون: العملية موجهة لضرب العلاقات بين باريس والقاهرة

بانتظار أن تفضي عمليات البحث عن الطائرة المصرية التي سقطت في مياه المتوسط قبالة شاطئ الإسكندرية إلى التوصل إلى أدلة محسوسة تبين أسباب التحطم، فإن المتداول لا يعدو كونه فرضيات تحتاج إلى تأكيد. بيد أن ظروف السقوط والتحطم تدفع الكثير من المسؤولين والخبراء إلى ترجيح أن تكون الأسباب عائدة لعمل إرهابي وهو الأمر الذي دفع وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي علي عطية إلى ترجيح فرضية العمل الإرهابي على العطل التقني أو العوامل الجوية. وفي هذه الحال، فإن، عددا من المحللين الفرنسيين يعتبرون أن العملية موجهة ضد العلاقات الفرنسية ــ المصرية الوثيقة الأمر الذي برز مع زيارتين للرئيس الفرنسي إلى مصر وإلى تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية وإلى التعاون الوثيق بين الطرفين في محاربة الإرهاب.
في هذا السياق، كتبت صحيفة «اي زيكو» الاقتصادية النافذة في عددها ليوم أمس أن الدعم القوي الذي وفره الرئيس هولاند للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعقود السلاح الضخمة الموقعة بين الطرفين تجعل هذه العلاقات هدفا للإرهابيين. والواقع أن، باريس معنية بالدرجة الأولى بالفاجعة التي ضربت مصر والمواطنين المصريين والفرنسيين إضافة إلى جنسيات أخرى. فطائرة إيرباص فرنسية ــ أوروبية الصنع وهي انطلقت من مطار رواسي ــ شارل ديغول الكائن شمال العاصمة باريس وهو أكبر المطارات الفرنسية ومن أكبر المطارات الأوروبية. وإذا ثبتت العملية الإرهابية، فإن أسئلة كثيرة ستثار بشأن طريقة تنفيذ مثل هذه العملية وما إذا كان إدخال القنبلة، لو صح ذلك، قد تم في المطار المذكور والطريقة التي تم بها والأشخاص الذين تولوا إيصالها.
ليس سرا أن المخابرات الفرنسية وجهاز أمن المطارات وإدارة مطاري باريس «أورلي ورواسي» عمدوا إلى مراجعة ملفات المئات من العاملين في المطارين المذكورين والتحري عن علاقاتهم وانتماءاتهم. وبفضل هذه العملية تم سحب العشرات من تراخيص الدخول إلى المطار من الموظفين الذين ينتمون في غالبيتهم إلى شركات خاصة وخصوصا إلى المناطق «الحساسة». وإذا كانت العمليات الإرهابية المتزامنة التي ضربت باريس وضاحيتها سين سان دوني قد أصابت الفرنسيين بالذهول والأجهزة الأمنية بالإحباط، فإن ما أصاب مطار بروكسل فتح أعينها على المخاطر المحدقة بهذين المطارين باعتبارهما استراتيجيين من جهة ويحملان شحنة رمزية بالغة الدلالة. وليس أبلغ من دليل على القلق الذي أصاب المسؤولين الفرنسيين من مسارعة الرئيس هولاند إلى ترؤس اجتماع أمني في قصر الإليزيه بعد ساعات قليلة من ذيوع خبر تحطم الطائرة المصرية وإرسال فريق أمني وخبراء متخصصين إلى مصر للمساعدة في التحقيق والمشاركة في البحث. كذلك عمد مدعي عام باريس إلى فتح تحقيق قضائي حيث إن الطائرة انطلقت من الأراضي الفرنسية وباعتبار أن 15 مواطنا فرنسيا هم من بين الضحايا.
من الجانب الآخر، لم تعد المخابرات الفرنسية تتكتم على التهديدات الإرهابية الموجهة إلى فرنسا. وفي الأسابيع الأخيرة، كرر رئيس الحكومة مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف أن فرنسا «ليست بمنأى عن أعمال إرهابية» خصوصا أنها في مرمى تنظيم داعش الذي تبنى عمليات باريس في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتزامنت العملية مع مثول صلاح عبد السلام، الإرهابي الوحيد الذي بقي حيا من المجموعة التي نفذت عمليات باريس للمرة الأولى أمام قاضي التحقيق أمس. هل من رابط؟ الأمور لم تتضح حتى اليوم ولن تدخر الأجهزة الفرنسية والمصرية جهدا في حل هذا اللغز.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.