وساطات برلمانية تطلق 69 سنيًا خطفهم «حزب الله العراق»

{تحالف القوى} يستنكر الصمت الحكومي حيال تهديدات الكتائب

وساطات برلمانية تطلق 69 سنيًا خطفهم «حزب الله العراق»
TT

وساطات برلمانية تطلق 69 سنيًا خطفهم «حزب الله العراق»

وساطات برلمانية تطلق 69 سنيًا خطفهم «حزب الله العراق»

أعلن تحالف القوى العراقية عن إطلاق سراح 69 شخصًا من بين 2200 مواطن ممن اختطفوا قبل أشهر عند بحرية الرزازة، الواقعة بين الرمادي وكربلاء، والذين ينتمون إلى محافظة الأنبار.
وتم الإفراج عن المختطفين بوساطات بذلها بعض النواب من كتلة «التحالف الوطني»، في ظل أصابع اتهام تشير إلى أن الخاطفين هم كتائب حزب الله العراق.
وبين عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية صلاح الجبوري أن موضوع المواطنين المختطفين تم بحثه بشكل صريح مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى حضوره الاجتماع الخاص بتحالف القوى، الذي جاء برفقة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني وقائد ميليشيات الحشد الشعبي.
وقال النائب عن محافظة الأنبار محمد الكربولي لـ«الشرق الأوسط» إن «أربعة من أبناء عمه من بين المختطفين»، مضيفًا أن هناك مساعي لتحديد مكان الاختطاف بعد معرفة الجهة المتورطة، وهي كتائب حزب الله العراقية».
من ناحيتها، هاجمت كتائب حزب الله تحالف القوى العراقية على خلفية قضية المخطوفين، وتزعم الكتائب التي اختطفت ألفي مواطن سني في تصريحات إعلامية بأن تحالف القوى العراقية بالمدافع عن «داعش».
أمام ذلك، حمل تحالف القوى العراقية «رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ورؤساء الأجهزة الأمنية مسؤولية التهديدات التي أطلقتها كتائب حزب الله ضد ممثلي المكون السني ومواطنيه، والتي تؤكد فقدان هيبة الدولة».
وأضاف التحالف في بيان صدر أمس (الخميس) وتسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «في الوقت الذي نعرب فيه عن استغرابنا واستنكارنا الشديدين من الصمت الحكومي المريب إزاء تلك التهديدات التي تشكل انتهاكًا صارخًا للدستور والقانون وعدم اتخاذ الحكومة أي موقف تجاهها، وكما يحصل دائمًا عند قيام الميليشيات الطائفية بقتل واعتقال واختطاف المواطنين على الهوية؛ فإن مصير الآلاف ما زال مجهولا وهو ما يجعلنا نحمل الحكومة مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة ممثلي الشعب وجماهيره من أي أذى».
وحذر تحالف القوى من مخاطر إضعاف الجبهة الداخلية العراقية تحقيقًا لرغبات خارجية ومحاولات صرف الأنظار عن العدو الحقيقي لكل العراقيين والمتمثل بعصابات «داعش» الإرهابية التي ما زالت تحتل أجزاءً مهمة من أرض العراق».
وأكد التحالف أن «المسؤولية الشرعية والقانونية والأخلاقية تحتم على الجميع الوقوف صفًا واحدًا بوجه التحديات التي يواجهها الشعب العراقي والرامية إلى النيل من وحدته وكرامته».
وفي هذا السياق، قال الكربولي إن الإفراج عن المختطفين جاء على دفعتين، الأولى تم الإفراج عن 6 منهم بوساطة من أحد النواب من كتلة التحالف الوطني (الشيعية)، ومن بعدها تم إطلاق سراح 63 شخصًا، سلموا إلى قائمقامية سامراء ومن ثم محافظ الأنبار، موضحًا أنهم «في الغالب موظفون كانوا متوجهين إلى بغداد لغرض المباشرة والتوقيع هناك من أجل العمل بدوائرهم لكنهم اختفوا».
وحول ما إذا كانت عملية الاختطاف ذات بعد طائفي، يرى الكربولي، الذي كان مشاركًا في الاجتماع الخاص بين العبادي وفالح الفياض، أن «العملية لو كانت اعتقالا لكنا عرفنا الجهة، وهي بالتأكيد جهة حكومية فضلا عن أن عمليات الاعتقال تتم وفق مذكرات قبض، لكن الأمر يختلف برمته، المختطفون كلهم سنة، وهو ما يشير إلى أنها تنطوي على بعد طائفي». وأردف قائلا إن العبادي أبدى تعاطفًا واضحًا لكنه لم يكن يعلم شيئًا ووعد بالبحث عنهم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.