حزن عميق وذهول يخيمان على أهالي الضحايا المصريين

5 من قرية واحدة بينهم طفلة تحمل الجنسية الفرنسية

بعض من اهالي ضحايا الطائرة المصرية التي تحطمت أمس في طريقها من باريس إلى القاهرة (رويتر) (أ ف ب)
بعض من اهالي ضحايا الطائرة المصرية التي تحطمت أمس في طريقها من باريس إلى القاهرة (رويتر) (أ ف ب)
TT

حزن عميق وذهول يخيمان على أهالي الضحايا المصريين

بعض من اهالي ضحايا الطائرة المصرية التي تحطمت أمس في طريقها من باريس إلى القاهرة (رويتر) (أ ف ب)
بعض من اهالي ضحايا الطائرة المصرية التي تحطمت أمس في طريقها من باريس إلى القاهرة (رويتر) (أ ف ب)

خيمت حالة من الحزن العميق والذهول على أهالي الضحايا المصريين في الطائرة المنكوبة أمس، فحتى الآن لم يصدق بعضهم ما حدث من هول الصدمة، وبعضهم لم يستطع أن يكمل حديثه تحت وطأة الحزن.
هيثم سمير ديدح (32 عاما)، لم يكن يعلم بأن الطائرة المصرية التي أقلعت من فرنسا فجر أمس الخميس في طريقها لمصر، لن تمكنه من الوصول إلى منزل أسرته في محافظة الغربية (غرب القاهرة)، ولا العودة مجددا لإدارة شركته في مجال العمارة بالعاصمة باريس.
سمير الذي اصطحب طفلته الصغيرة (حاملة الجنسية الفرنسية) وثلاثة من أبناء قريته (ميت بدر حلاوة سمنود) بمحافظة الغربية لقضاء الإجازة وسط أسرتهم وأهالي القرية المعروفة بالقرية الفرنسية لسفر 8 آلاف من أبنائها إلى فرنسا، انتظرتهم أسرهم بالدموع والحزن بدلا من أخذهم في أحضانهم فرحا بعودتهم لهم.
وبينما كان حسن شداد ابن خالة هيثم سمير أحد ضحايا الطائرة في طريقه لمطار القاهرة للانضمام للأسرة لمتابعة تطورات الحادث قال لـ«الشرق الأوسط»: «كان من الشباب القافز هناك في مجال البناء والعمارة وكان محترما وخدوما مع كل الناس»، وتابع: «لديه شركة في مجال العمارة وابنته حاصلة على الجنسية الفرنسية وجميعهم معهم إقامة ويعملون هناك».
شداد، وهو دكتور صيدلي، قرأ الأخبار في الصباح حول الحادث، ولكنه قام بالدعاء أن لا يكون أحد من بلدهم ضمن الضحايا، يقول شداد: «علمت من الأخبار ولم يحدثنا قبلها ولا أثناء تواجده في الطائرة، لكننا كنا نعلم بمجيئه هو (هيثم) يأتي إلى مصر كثيرا، والكثير من الشباب يعودون إلى مصر لقضاء شهر رمضان وسط أسرهم».
وبحسب شداد، فإن قرية سمنود اتشحت بالسواد جراء الحزن الذي خيم عليهم بعد الحادث، مشيرا إلى أن الشارع الذي يقع به منزله كان له نصيب 2 من ضحايا الطائرة.
أما خالد السيد طنطاوي، مهندس إلكترونيات، فسافر بصحبة صديقه لقضاء إجازة في عاصمة السحر والجمال باريس، وبرغم إصرار صديقه على العودة إلى مصر، رفض طنطاوي أن يعود على متن الطائرة المصرية ويكون أحد ضحايا الطائرة، بحسب ما ذكر صالح فرهود رئيس الجالية المصرية في فرنسا لـ«الشرق الأوسط».
يقول فرهود هناك 4 من أقاربي وأصدقائي كانوا على متن الطائرة من ضمنهم خالد عبد الخالق علام، وهيثم سمير، وأحمد طايل إلا أنه أكد أنه لا يمكن التواصل مع ركاب الطائرة لعدم وجود تكنولوجيا تسمح بالتواصل مع سكان الأرض بعد إقلاع الطائرة، لافتا إلى أن أهالي الضحايا من المصريين والفرنسيين سافروا إلى مصر لمتابعة تطورات الحادث.
ومن مطار شارلي ديغول قالت السفيرة سريناد جميل، قنصل مصر في باريس، إنه عقد اجتماع لخلية الأزمة بمشاركة الخارجية المصرية وشركة مصر للطيران للوقوف على أسباب الحادث، لافتة إلى حضور وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك، الاجتماع وأبرز تضامن فرنسا مع الضحايا من مختلف الجنسيات.
وأضافت جميل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أنه سافر 18 شخصا من أهالي الضحايا إلى مصر بتسهيل من الجانب الفرنسي وشركة مصر للطيران، مؤكدة على أنه لا يوجد حتى الآن ما يوصف طبيعة الحادث وكل ما يتم تداوله أخبار غير رسمية يتم نشرها على وسائل الإعلام المختلفة، وأن السفارة تتواصل مع الفرنسيين وغيرهم للوقوف على مستجدات الأوضاع.



انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.