مقتل 13 مدنيًا من عائلة واحدة في قصف جوي على الرستن وسط سوريا

الصليب الأحمر: سنكثف عملياتنا في سوريا بسبب تطور حوارنا مع جميع الأطراف

مقتل 13 مدنيًا من عائلة واحدة في قصف جوي على الرستن وسط سوريا
TT

مقتل 13 مدنيًا من عائلة واحدة في قصف جوي على الرستن وسط سوريا

مقتل 13 مدنيًا من عائلة واحدة في قصف جوي على الرستن وسط سوريا

قتل 13 مدنيا من عائلة واحدة، بينهم 8 أطفال على الأقل، أمس، في قصف جوي طال مدينة الرستن، أحد معاقل الفصائل المقاتلة، في محافظة حمص في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستهدفت طائرات حربية تابعة لقوات النظام السوري بغارات، عدة «أحياء سكنية» في مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، ما أسفر، وفق المرصد، عن «مقتل 13 شخصا من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، إضافة إلى شقيقتي الرجل، و4 من أبنائهما، وبينهم 3 أطفال».
ورجح المرصد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، ارتفاع حصيلة القتلى «بسبب وجود مفقودين وجرحى في حالات خطرة»، مشيرا إلى أن القصف الجوي مستمر.
والرستن هي أحد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي الفصائل، إضافة إلى تلبيسة، في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ نحو 3 سنوات، ولكن الحصار أصبح تاما منذ بداية العام.
وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي، وبينها مدينتا الرستن وتلبيسة، وأخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم داعش.
ويعيش نحو 120 ألف شخص في مدينة الرستن والبلدات المحيطة بها، نصفهم من النازحين الفارين من محافظة حماه المجاورة.
ودخلت قافلتا مساعدات إنسانية إلى مدينة الرستن في شهر أبريل (نيسان) الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
في سياق آخر، وثقت «لجان التنسيق المحلية» مقتل 59 مدنيًا أول من أمس، في عمليات قصف وهجمات جوية من نظام الأسد والروس على مناطق مختلفة في سوريا. وذكرت أن 21 شخصًا قُتلوا في حلب في القصف الجوي العنيف الذي تعرض له حي السكري، بينما قضى 18 آخرون في الغوطة الغربية بريف دمشق، وقُتل 8 في حمص، إضافة إلى 5 آخرين في حماه، و3 مدنيين في إدلب، و3 في الحسكة، وشخص واحد في درعا. كما استطاعت «لجان التنسيق» توثيق مقتل 9 سيدات و7 أطفال وشخص واحد تحت التعذيب.
بالتزامن مع ذلك، بدأت قوات النظام عملية واسعة في الغوطة الغربية في محيط مخيم خان الشيح، وعلى جبهات أتوستراد السلام، الواصل بين دمشق والقنيطرة، لإحكام السيطرة عليه، وعلى النقاط الفاصلة بين بلدة زاكية ومخيم خان الشيح. وبدأت محاولة الاقتحام والتقدم البري تحت غطاء ناري من القصف المدفعي والجوي. ونجحت فصائل المعارضة في صد هجوم قوات النظام، قبل أن تشن هجمات معاكسة تمكنت خلالها من استعادة جميع النقاط التي خسرتها أول من أمس الثلاثاء، وأوقعت في صفوف قوات النظام عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، إضافة إلى أسر عنصرين، فيما سقط 8 قتلى في مناطق المعارضة، أغلبهم من المدنيين.
إلى ذلك، قال مسؤول بارز في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن اللجنة باتت تسلم مساعدات لأعداد أكبر من المدنيين السوريين، وتزور أعدادا أكبر من المعتقلين في سجون النظام، لكن الوضع لا يزال «مأساويا» في المناطق المحاصرة.
وقال روبير مارديني، رئيس عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط، إن اللجنة مستعدة للعب دور في تسهيل أي عملية لتبادل السجناء إذا وافقت الأطراف المعنية على ذلك.
وأضاف مارديني لـ«رويترز» من مكتبه في جنيف: «سوف نكثف عملياتنا في سوريا. هذا أمر مشجع لأننا قادرون على مساعدة مزيد من الناس، وندعو جميع الأطراف لتسهيل ذلك أكثر».
وتابع أن الصليب الأحمر سلم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مساعدات غذائية لنحو 6.‏2 مليون شخص في سوريا، أي أكثر بنسبة 60 في المائة عما فعل في الربع الأول من 2015.
وكشف مارديني عن أن مسؤولي الصليب الأحمر قاموا بتسع زيارات لسجون مركزية تديرها الحكومة العام الماضي، فيها أكثر من 15 ألف معتقل، وقاموا بزيارتين هذا العام لسجون فيها نحو ألفي معتقل. والصليب الأحمر هو الهيئة الوحيدة التي تدخل منشآت الاعتقال التابعة للنظام السوري، التي يعتقد أن أكثر من مائة ألف شخص محتجزون فيها. وقال: «كل هذا يمكننا من التواصل الدائم ومراقبة ظروف الاعتقال والعمل من أجل تحسينها». لكنه رفض الكشف عن تفاصيل النتائج السرية التي توصل إليها الصليب الأحمر.
وأضاف أن اتفاق وقف الاقتتال الذي أعلن في 27 من فبراير (شباط) كان «بصيص أمل قصير الأجل» حيث طغى عليه تصاعد القتال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال مارديني: «الوضع الإنساني مأساوي في أرجاء سوريا، وبصفة خاصة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها». وتابع أن الصليب الأحمر نفذ هذا العام 14 عملية تسليم مساعدات لمناطق ساخنة، بينها مدينة حلب المقسمة. وقال: «تحسنت قدرتنا على تنفيذ مثل هذه العمليات، بسبب تطور حوارنا مع جميع الأطراف».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.