يقيم المتحف الوطني للآثار (الاركيولوجي)، في العاصمة الإسبانية مدريد، معرضًا خاصًا عن حضارة «ماجان» التي ازدهرت الإمارات العربية المتحدة، وفيه يعرض ما عثر عليه علماء الآثار في إسبانيا، متمثلا في جامعة أوتونوما في مدريد، وعلماء الآثار في الإمارات العربية المتحدة، في منطقة «ماجان»، منذ عام 1994 حتى الآن.
ويحتوي المعرض على 240 قطعة أثرية، وكثير من الصور وأفلام الفيديو، باللغات الإسبانية والعربية والإنجليزية. وتم تقسيم المعرض إلى قسمين، الأول يحتوي على 180 قطعة متنوعة تعكس تاريخ حضارة ماجان، قبل أكثر من أربعة آلاف عام حتى القرن السابع الميلادي، ويحوي قطعًا أثرية من العصر الحجري والعصر البرونزي، من أسلحة وأوان وقلائد وقطع من السيراميك ومصوغات ونقود وشواهد قبور، وكذلك وثائق تؤكد وتوضح علاقة ماجان التجارية مع الدول الأخرى، مثل وادي الرافدين والسند واليمن.
أما القسم الثاني من المعرض، فيحتوي على 60 قطعة مما عثرت عليه التنقيبات الإسبانية في منطقة فلج، ومنها شاهد قبر يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد مكتوب بالعربية الجنوبية، وقد عثرت البعثة الإسبانية في منطقة فلج على مجار للمياه، مما يدل على مدى تطور المنطقة في الري والزراعة منذ العصر الحديدي، ويمكن مشاهدة مجسم يصور نهضة منطقة فلج في مجالات الحفاظ على المياه والري والزراعة. وبدورها، تقول كارمن ديل ثيرو، نائبة المشرف على المعرض: «إن هذه الآثار كانت مجهولة حتى زمن قريب». وعبر مسؤول المعرض، خواكين كوردوبا، عن استيائه من عدم التشدد في مراقبة سرقة آثار الشرق الأوسط، إذ إنها تتعرض للنهب المستمر من قبل المافيا، وانتقد الغرب لتساهله في هذه المسألة، قائلاً: «إن الذي يحطم الآثار هي المافيا، والذي يقوم بتوزيعها هي سويسرا، فهي المركز العالمي لتجارة الآثار، والذي يسمح بذلك هو نفاق التشريعات الغربية التي تسمح ببيع هذه الآثار دون التأكد من قانونية مصدرها».
يشار إلى أن الصناعة والتجارة والزراعة في «ماجان» كانت قد تطورت بشكل كبير، وقد ساعد موقعها الجغرافي كثيرا في نهضتها، وذلك لموقعها على خط التجارة بين الهند والدول المجاورة، وتحولت إلى نقطة مهمة للتجارة، كما أنها اشتهرت بصناعاتها، فكانت تصدر العطور والتوابل واللؤلؤ، وعرفت بإنتاج المعادن والرخام، وقد أكدت ذلك وثائق مسمارية تعود إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد في وادي الرافدين، ووثائق خاصة بالملك سرجون الأكدي، حيث أشارت إلى تطور التجارة كثيرا في هذه المنطقة، وازدهرت علاقاتها التجارية مع الدولة الأكدية، وكانت تصدر لها الرخام الأسود، ويذهب بعض الباحثين إلى أن مسلة حمورابي الشهيرة، والمحفوظة حاليا في متحف اللوفر بباريس، هي من الرخام الذي تم استيراده من «ماجان».
240 قطعة أثرية تؤرخ لحضارة «ماجان» بمعرض في مدريد
ازدهرت في الإمارات قبل 4 آلاف عام حتى القرن السابع
240 قطعة أثرية تؤرخ لحضارة «ماجان» بمعرض في مدريد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة