بدء عمليات عسكرية في العراق لاستعادة «الرطبة» من «داعش»

تقع على الحدود العراقية ـ الأردنية.. وسقطت في قبضة التنظيم قبل عامين

جانب من القوات العراقية المشاركة في تحرير مدينة الرطبة الحدودية واستعادتها من «داعش» (أ.ف.ب)
جانب من القوات العراقية المشاركة في تحرير مدينة الرطبة الحدودية واستعادتها من «داعش» (أ.ف.ب)
TT

بدء عمليات عسكرية في العراق لاستعادة «الرطبة» من «داعش»

جانب من القوات العراقية المشاركة في تحرير مدينة الرطبة الحدودية واستعادتها من «داعش» (أ.ف.ب)
جانب من القوات العراقية المشاركة في تحرير مدينة الرطبة الحدودية واستعادتها من «داعش» (أ.ف.ب)

أعلنت القوات المسلحة العراقية أمس بدء عملية عسكرية وصفتها بالواسعة، لاستعادة مدينة الرطبة التي سيطر عليها تنظيم «داعش» قبل عامين. وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة إن القوى الأمنية تقدمت باتجاه الرطبة، الواقعة غرب محافظة الأنبار، في منطقة حدودية مع الأردن. وأوضح البيان العسكري أن القوى المشاركة تتكون من جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الأنبار والحشد العشائري، ولم يذكر البيان أي مشاركة لميليشيا «الحشد الشعبي».
وفصل البيان الأمني أمس الآليات المشاركة في العملية وهي دبابات ومدفعية، إضافة إلى قوات من المشاة العسكرية والهندسة وقوات حرس الحدود. وكل هذا بغطاء جوي من قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وقالت مصادر إن القوات العراقية ستواصل القتال هذه المرة حتى تحرير هذه المدينة واستعادتها، إلى جانب المناطق المجاورة لها في محافظة الأنبار. وفي تصريح متصل، قال اللواء علي إبراهيم دبعون، قائد عمليات الجزيرة، إنها «عملية عسكرية واسعة من محاور الشرق والجنوب والغرب، لتحرير مدينة الرطبة من سيطرة (داعش)».
وفي وقت لاحق، أعلنت الجهات الأمنية مقتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا حاول استهداف القوات المتقدمة في المحور الشرقي من الرطبة.
بدوره، قال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده أميركا، إن الرطبة مهمة وتمثل مصدر دعم إضافيا لـ«داعش» المتطرف، وإنه يجب استعادتها منه. وأضاف أن الإرهابيين يستغلونها «لتنظيم وإعداد القوات لشن عمليات». وأكد الكولونيل وارن أن القوات العراقية قادرة على تحرير الرطبة لعدم وجود تحصينات للتنظيمات الإرهابية كما هي الحال في مدن وقرى أخرى في الأنبار، وقال: «لا توجد دفاعات كبيرة كما كان في الفلوجة أو في الرمادي، وعندما يتخذون قرارا بتحرير الرطبة، فإنهم يقدرون على ذلك».
وتقول التقديرات إن عناصر «داعش» في الرطبة الحدودية بالمئات، ويستغلون المدنيين للتحصن بهم، مما أخر عملية تحرير المدينة الحدودية المهمة. وتقع الرطبة التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في يونيو (حزيران) 2014 غرب محافظة الأنبار قرب الطريق الرئيسي المؤدي إلى الأردن. وكانت القوات العراقية استعادت السيطرة على مناطق واسعة من محافظة الأنبار مطلع العام الحالي، كان آخرها مدينة هيت الاستراتيجية. وقال مسؤولون عراقيون في وقت سابق إن تحرير القرى والمدن المحيطة بالفلوجة (60 كلم غرب بغداد) مهم جدًا لتضييق الخناق على تنظيم «داعش» المتطرف وعزله، ليكون التمهيد لتحرير الموصل كذلك.
وكانت القوات العراقية قد استهدفت تجمعا لعناصر من «داعش» في أبريل (نيسان) الماضي، وصفتها بـ«المهمة»، وذلك بغارة جوية، وتمكنت القوات من قتل وجرح ثمانية عناصر إرهابية من بينهم شخص يسمى «أبو عزام العراقي» مسؤول عن مهام للتنظيم المتطرف أطلقوا عليها اسم «المضادات الجوية»، وعنصر آخر يكنى «أبو مجاهد التونسي». وبين الجرحى في تلك العملية شخص يقال إنه المسؤول العسكري لقضاء الرطبة اسمه ذاكر أحمد عبد عليوي.
وكان التنظيم المتطرف قد نشر تهديدات بعد سيطرته على المدينة الحدودية مع الأردن، وأنه سيوسع نطاق عملياته خارج العراق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.