«ماما ليو وأولادها».. معلم صيني في قلب فيينا

من أشهر مطاعم المدينة وأكثرها زحمة

من أطباق ماما ليو وأولادها في فيينا  -  كل الأطباق تحضر على الطريقة التقليدية
من أطباق ماما ليو وأولادها في فيينا - كل الأطباق تحضر على الطريقة التقليدية
TT

«ماما ليو وأولادها».. معلم صيني في قلب فيينا

من أطباق ماما ليو وأولادها في فيينا  -  كل الأطباق تحضر على الطريقة التقليدية
من أطباق ماما ليو وأولادها في فيينا - كل الأطباق تحضر على الطريقة التقليدية

ماما ليو وأولادها Mama Liu & Sons.. بهذا الاسم سمت الطباخة الصينية ليو مطعمها، مبتعدة عن تلك الأسماء التقليدية لمطاعم صينية، مثل التنين السعيد أو بامبو شنغهاي، وفوك أو حتى جنجر وتوابل بكين.
تدير ماما ليو وابناها وزوجها مطعمهم الذي أصبح معلما صينيا بالعاصمة النمساوية فيينا؛ فأضافته المدينة إلى عدد من المعالم في أشرطة فيديو ومخطوطات تم توزيعها بمناسبة الاحتفالات بمرور 150 عاما على تشييد شارع «الرينغ اشتراسا» الشهير الذي يلف كالخاتم حول المدينة القديمة.
المطعم ليس ضخما أو فخما، بل بسيط من حيث الأثاث الخشبي المتين، والديكور يميل للحداثة، ويغلب عليه اللون الأسود مع إضاءة خافتة، ورسم صيني تقليدي على الجدران.
تقدم ماما ليو مختلف الأطباق الصينية من لحوم وأسماك ومأكولات بحرية، إضافة إلى الخضراوات والتوفو، ويعشق زبائنها ما تصنعه من معجنات على الطريقة الآسيوية، وتعتمد على الخضراوات بدلا من المعجنات، إلى جانب المحاشي التي تعد على طريقة القوالب الملفوفة أشبه بـ«السويس رول»، إضافة إلى كثير من أنواع الصلصات الحارة المطعمة بالشطة الخضراء والحمراء وتلك الباردة لمن لا يتذوقون أو لا يتحملون الطعم الحار.
أما أشهر أطعمتها على الإطلاق، والتي أكسبت المطعم شهرة واسعة وزوارا لدرجة استحالة الحصول على مقعد دون حجز، سواء نهارا أو مساء؛ فهو «الفوندو» أو الـ«هوت بوت».
عرفت فيينا الفوندو عن طريق المطبخ السويسري الذي يقدم الجبن مذابا طبقا رئيسيا، أو فوندو الشوكولاتة طبق حلوى.
وباستخدام نوع خاص من الشوك يغمس كل خبزه في حال الجبن، أو فاكهة في حال الشوكولاتة، وأحيانا تملأ الطنجرة بالزيت أو «بروث» ويستخدمون قطع لحم صغيرة.
بمطعم ماما ليو «الفوندو» عبارة عن مرق وحساء وشوربة، بمختلف المسميات والنكهات والوصفات، وما على الراغب غير أن يختار ما يشاء من لحوم أو بحريات وخضراوات تصله مقطعة، ومن ثم يعمل على طهيها سلقا في المرق الذي يغلي على فرن غاز صغير وعملي، يتوسط المائدة ويمكن التحكم في درجة اشتعاله.
ولا تظنوا أن اللحوم النيئة والغليان والموقد والطنجرة والغرافات، ستغير من أجواء وحقيقة أن الزبون يجلس في مطعم متزينا وأنيقا على الإطلاق؛ فالمطعم يظل أنيقا، والزبون يظل نظيفا، رغم ما يجري من عملية طهي حقيقي على الطاولة، وتلك هي «متعة التجربة» التي يتحكم فيها الزبون مستمتعا بالتهام ما يضعه من مختلف المكونات لتنضج في المرق وفق تعليمات يوضحها النادل بشأن درجة الحرارة، وكم من الزمن يحتاج كل مكون.
وعلى سبيل المثال لا تحتاج شرائح لحم البقر إلى أكثر من 8 دقائق، فيما يقل الزمن كثيرا بالنسبة للخضراوات الورقية، كالسبانخ مثلا.
وعادة، ينصح النادل بإضافة «النودلز» في نهاية الوجبة؛ حتى لا تزيد من ثقل الحساء ويصبح سميكا وليس سائلا.
ورغم أن المرء عندما يفكر في الذهاب إلى مطعم يتهيأ ذهنيا لتناول طعام يأتيه مطبوخا، فإن طعام ماما ليو يأتيك نيا لتطهوه في تجربة مثيرة يحلو تكرارها، ولا تفوتكم خلطة المشروبات التي تأتيكم جاهزة حتى تتفرغوا للطبخ والأنس.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.