مطبخ روما القديمة.. أول المطابخ العالمية وأكثرها تطورا وتعقيدا

طهاته استخدموا السرية فيما يحضرونه من طعام

مطبخ روما القديمة.. أول المطابخ العالمية وأكثرها تطورا وتعقيدا
TT

مطبخ روما القديمة.. أول المطابخ العالمية وأكثرها تطورا وتعقيدا

مطبخ روما القديمة.. أول المطابخ العالمية وأكثرها تطورا وتعقيدا

تبدلت ثقافة المطبخ والطبخ في روما القديمة على مدى فترات طويلة، طول عمر الإمبراطورية الرومانية نفسها. فقد تأثرت تقاليد المطبخ المبني على تقاليد يونانية قديما بالتقاليد الملكية ثم بالتقاليد الجمهورية ثم بالتقاليد الإمبراطورية، وقد ساهم توسع الإمبراطورية الرومانية الهائل في تبني الرومان حضارات وثقافات الشعوب التي سيطروا وقضوا عليها، وخصوصا جنوب المتوسط. ومن هذه الثقافات مواد وأدوات مطابخ الشعوب والمناطق التي حكموها في جنوب المتوسط وشمال أفريقيا وآسيا، وغيرها في أنحاء المعمورة. ومع هذا التوسع العسكري والتجاري، ازدهرت معظم قطاعات الإمبراطورية ومنها فن الطبخ الذي ساهم في تطور علم الطب لاحقا كما يؤكد جالينوس.
ونقلا عن أعظم المؤرخين الرومان تيتوس ليفيوس، الذي عاصر الغزو القرطاجي لإيطاليا وكتب بالتفصيل عن واقعة تراسيمين، وكما تقول بلقيس شرارة في كتابها «الطباخ ودوره في حضارة الإنسان»، يبدو أن الانتصارات العسكرية التي حققها الجيش الروماني عام 187 ق. م، هي التي أدت إلى تطور المطبخ وعالم الطبخ الروماني، إذ إن هذه الانتصارات أدت إلى استيراد كثير من العادات من الشرق، وانتشر البذخ في الولائم وبدأت عملية توظيف الأغنياء للطباخين في قصورهم، وبدأ التمييز بين الفقراء والأغنياء في استخدام الأدوات المصنوعة من الفخار والمصنوعة من الفضة.
وتشير شرارة إلى أن «في البدايات الرومانية، كانت النظرة إلى المهن والحرف تحط من مكانة الفرد الاجتماعية، على ما جاء في كتابات وفلسفات الفيلسوف الروماني المعروف شيشرون. ومن هذه المهن مهنة الطباخ: (... ليس هنالك أحط من الكذاب... وأقلهم احتراما هي التجارة التي تتعامل في إشباع الملذات، كبائعي السمك والجزارين والطباخين وبائعي الدجاج)».
بدأ احترام الطباخ واحترام مكانته في روما، بعد جلب أبناء الطبقات العليا من أثينا كثيرا من الطباخين وذواقة الطعام، وتحول مفهوم تناول الطعام من الضروريات الحياتية إلى فن من الفنون الأخرى. وقد اهتم الأباطرة بهذه الظاهرة حيث بدأوا الاحتفاظ بطباخ خاص والاهتمام بالطبخ بأنفسهم. ويقال إن الإمبراطور الروماني دوميشن أوقف النقاش في المجلس الروماني ليسأل أحد النواب عن نوع الصلصة التي استخدمها مع سمك الترس - Turbot.
وبعد هذا التطور الكبير وضع أهل روما أول أكاديمية لتعليم الطبخ أيام الإمبراطور العظيم أدريان، ورغم هذا التقدم ظل الطباخ يتعرض للعقاب الشديد مثل السجن والجلد في حال الفشل، وللمكافأة الضخمة في حال النجاح، كما حصل مع طباخ وليمة كليوباترا، الذي منحه أنطونيوس ماركوس ضاحية بكاملها مكافأة على وليمته الرائعة.
ورغم الروابط المهمة بين المطبخين الروماني والإغريقي، فإن الأول كان محليا وأكثر تقشفا وأبسط وأقل اعتمادا على التوابل، على عكس الروماني الذي كان أول المطابخ العالمية وأكثر تطورا وتعقيدا.
وقد اعتمد الرومان على استعمال «الصلصات ذات الطعم الحلو والحامض أو الحلو والمالح. واستعملت هذه الصلصات لتحسين بعض أنواع الخضراوات، مثل البصل والقرع واللفت والخيار والخس والجزر. وقد تجادل الرومان في تلك الأزمان حول موضوع إبقاء نكهة الطعام الأصلية والإكثار من استخدام التوابل وغيرها لتغيير تلك النكهة، كما تؤكد شرارة.
وفضلا عن أن الطباخين أيام الرومان كانوا يحافظون على تقليد السرية فيما يفعلون وكيفية تحضيرهم للطعام، فإن من الأمور المثيرة للاهتمام التي تذكرها شرارة في كتابها، أن أسلوب الطبخ تغير أيام الرومان وأصبح أكثر اعتمادا على الأطعمة المفرومة أو المقطعة لتسهيل عملية تناول الطعام للناس الذين كانوا يتكئون على الأرائك أثناء تناولهم الطعام كتقليد إغريقي، وكما يفعل البدو أو العرب.
ومن الأمور المهمة أيضا التي درج عليها الرومان هو استخدامهم ووعيهم أهمية الزيت والملح في تحضير الطعام، وكان الأخير كما هو معروف يستخدم بدلا من النقود كمعاشات للجنود، ويعود جذر كلمة «سالري - Salary» الإنجليزية التي تعني معاشا إلى «سالاريوم – Salarium» اللاتينية، التي تعني الأموال التي تعطى للجنود الرومان لشراء الملح. كما كانت قوافل الملح التي تسافر من بلد إلى آخر تضم آلاف الجمال.
كما كان الزيتون من المواد المهمة في المطبخ الروماني، وكان يباع في الشوارع كالمأكولات السريعة. وقد كان يحفظ بالخل وأحيانا بالتوابل والملح. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الرومان عرفوا 30 نوعا من أنواع الزيتون و40 نوعا من أنواع التين والإجاص المحلي والمستورد من الأقاليم الأفريقية والمتوسطية والشرقية. كما عرفوا 54 نوعا من أنواع الخضراوات المألوفة، و43 نوعا من أنواع الخضراوات البرية، التي لم توجد في العصر الحالي. ومن هذه الخضراوات الجزر الذي لم يكن برتقالي اللون كما هو الحال هذه الأيام، بل كان ليلكيا داكنا وأبيض وأصفر وغيرها. وتقول الموسوعة الحرة في هذا الإطار، إن الكثير من الخضراوات والحمضيات التي نتناولها هذه الأيام ويتناولها الإيطاليون أيضا، لم تكن موجودة قديما، وقد أتت لاحقا إلى إيطاليا عبر التجار العرب، مثل السبانخ والباذنجان، وعبر اكتشاف العالم الجديد والتبادل الكولومبي الكبير مع كريستوفر كولومبوس، مثل البندورة والفليفلة.
كان الرومان مغرمين بالفاكهة الطازجة، ويجففونها لأيام الشتاء، وقد عرفوا التفاح والإجاص والخوخ والفراولة والعنب والسفرجل والتوت والكشمش والرمان والبطيخ، ولم يعرفوا الكرز والمشمش والزعرور إلا في القرن الأول قبل الميلاد، والبرتقال والليمون والتكر والدراقن في القرن الأول للميلاد. ولم يزرع الليمون في روما حتى الفترة الأولى من تاريخ الإمبراطورية الرومانية، أو ما يعرف بعهد الزعامة - Principate.
أما الخضراوات التي عرفها الرومان قديما فكانت تضم: الجزر الليلكي والأبيض، والخيار، والفجل، والخس، والبصل، والملفوف، والقرع، والثوم، والكرفس، والكالي، والقرنبيط الأخضر أو البروكلي، والهليون، والكراث، واللفت، والهندبة، والشمندر، والبازلاء، والسلق، واللوبيا، والخرشوف، والزيتون، والفول، والحمص، والترمس.
لقد دأب أهل روما على استخدام حليب الغنم والماعز للطبخ، وتركوا البقر للحراثة، ولم يذبح إلا في المناسبات الدينية. وكانت أكثر اللحوم التي اعتمدوا عليها هي لحوم الغنم والطيور والأرانب والأسماك، وخصوصا الدجاج والأوز والحمام والطاووس والتونة والسردين والسلطان إبراهيم.
ولغرامهم بالأسماك كان الرومان أول من عرفوا الزراعة المائية أو ما يعرف بتربية الأسماك أو الاستزراع البحري للأسماك، وقد فعلوا ذلك بمهارة وعلى نطاق واسع مع المحار والسلطان إبراهيم.
ويعرف أن الرومان اخترعوا أول ماكينة عجين على يد العبد ماركوس برويساسس في القرن الميلادي الأول تعمل بالحصان، وكان السكان يتناولون أرغفة الخبز المصنوعة من حبوب قريبة من القمح مع الملح، وكان الأغنياء يتمتعون بتناول البيض والجبن والعسل إلى جانب الحليب والفاكهة. ولم يتم تناول الخبز المصنوع من القمح العادي إلا بعد نهاية الفترة الإمبريالية وبداية الفترة المسيحية. وكان يتم غطس الخبز بالنبيذ ومع الزيتون والجبن والعنب، كما يفعل الناس حتى الآن في كثير من البلدان.
ويصعب الحديث عن المطبخين الإغريقي والروماني من دون التعرض لموضوع الإسراف والبذخ في الطعام، وتقول شرارة في هذا الإطار، إن البذخ والترف في الولائم الرومانية تواصل حتى مجيء الإمبراطور أغسطس عام 63 ق. م، حيث أصدر القوانين الخاصة للحد من هذه الظاهرة، وتحد من كميات الطعام المسموح باستهلاكها للحفاظ على الصحة والأخلاق، وبالطبع وجد أهل روما كثيرا من السبل للتحايل على هذه القوانين.
ويقال إن الإسراف في الطعام والاستهلاك الكبير لكثير من المواد في نهاية القرن الميلادي الأول أدى إلى إتلاف التربة والتصحر، وكان أحد أهم أسباب أفول أو انهيار الإمبراطورية الرومانية البطيء.
ولمعرفة حجم البذخ والترف في الولائم، لا بد من المرور على عالم الإمبراطور نيرون، وما كتبه تيتوس بيترونيوس في روايته العالمية الساخرة والجامعة بين النثر والشعر والمترجمة إلى الإنجليزية، رواية «ستريكن». يقول بيترونيوس في هذه الرواية الخاصة بسلوك الناس والحياة اليومية الرومانية: «كانت لدينا صينية مستديرة نقشت على أطرافها أبراج النجوم، ووضع الخادم على كل برج ما يلائمه من الطعام، فوضع الضأن على برج الحمل، ولحم البقر على برج الثور... أقبلت راقصات ليرفعن الغطاء عن الطعام. كان من تحته طيور محشوة... يتوسطها أرنب، وفي الجانب أربعة تماثيل يخرج من مثانتها حساء مبتل يقع على السمك الذي يسبح في الصحاف...».
ومن أهم شخصيات المطبخ الروماني الذواقة والكاتب غافيس أبيسيوس الذي وضع كتاب «فن الطبخ» الضخم والشهير، باللغة اللاتينية والذي يعتبر من أقدم وأهم الكتب الأوروبية حول الطبخ، ويقال إن أبيسيوس كان من أشهر أصحاب الموائد الفاخرة، ومن الأفراد الذين ابتكروا كثيرا من سبل الطبخ ووصفات الطعام. وحسب كتاب «مائدة الحكماء» لأثينايوس، فإن أبيسيوس الذي عاش أيام الإمبراطور الروماني تيبيريوس، كان «مفرط الشهوة... وقد سافر خصيصا إلى ليبيا للحصول على القريدس الليبي الكبير الحجم. ولم يكن غريبا أن يموت أبيسيوس انتحارا خوفا من الموت جوعا بعدما بذر كل ثروته على الولائم».
ويشير أبيسيوس في كتابه الذي جمع فيه كثيرا من الوصفات التي حصل عليها من كثير من البلدان التي سافر إليها، إلى أن ميزات المطبخ القديم تعتمد - حسب الكاتبة شرارة - على الاستخدام الكثير للتوابل والأعشاب، مثل البصل والكمون والكزبرة والفلفل والزعتر والدارسين والنعناع والهيل. أضف إلى ذلك الاستخدام المكثف للكحول الذي يكون أحيانا مخلوطا بالفواكه والتمر والرمان وأوراق الأزهار، كالورد والبنفسج، والاستخدام الكثير للعسل والصنوبر واللحوم المفرومة، والأهم استخدام الصلصات الزكية.
كما بدأ الرومان على هذا الصعيد عمليات تسمين الحيوانات وإجبارها بالقوة على تناول بعض المواد لتسمينها بسرعة، وهي تقاليد لا تزال مستخدمة حتى عصرنا هذا في بعض البلدان الأوروبية وخصوصا فرنسا.
كان أهل روما القدماء يتناولون الفطور (ientaculum) عند الفجر، ثم يتناولون غداء خفيفا قبل الظهر، وكانت الوجبة الرئيسية هي العشاء (cena) عند المساء جريا على التقاليد الإغريقية القديمة. ومع تطور وتوسع الإمبراطورية الرومانية وجلب الكثير من الخيرات المختلفة من الأقاليم الشرقية والغربية والجنوبية تطور العشاء، تطور حجمه وتطورت أطباقه وانتقل من المساء إلى بعد الظهر ليحتل مكان وجبة بعد الظهر الخفيفة (vesperna) التي اختفت تماما بعد ذلك. وهذه التغيرات في التوقيت طالت الصبح والظهر، إذ تمت إضافة وجبة فطور ثانية عند الظهر. ومع الفترة الجمهورية تطور العشاء أيضا ليضم ثلاثة أطباق تنتهي بالحلوى.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».