الأزهر: نرصد فتاوى وآراء «داعش» المُنحرفة على الإنترنت بـ6 لغات

مصدر بالقاهرة: المشيخة قدمت لمجلس الأمن 9 توصيات لمواجهة جماعات العنف

الأزهر: نرصد فتاوى وآراء «داعش» المُنحرفة على الإنترنت بـ6 لغات
TT

الأزهر: نرصد فتاوى وآراء «داعش» المُنحرفة على الإنترنت بـ6 لغات

الأزهر: نرصد فتاوى وآراء «داعش» المُنحرفة على الإنترنت بـ6 لغات

كشف مصدر مسؤول في مجمع البحوث الإسلامية بمصر أمس، عن أن «الأزهر قدم 9 توصيات أمام مجلس الأمن لمواجهة جماعات العنف والتنظيمات الإرهابية وتنظيم داعش المُتطرف، مضيفا: أن «الأزهر يعمل ليل نهار على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين ومواجهة كافة أشكال الإفساد والتشويه التي تقترفها الجماعات المُتطرفة والتي ساهمت في انتشار (ظاهرة الإسلاموفوبيا) في الغرب تحديدا».
بينما قال الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن «الأزهر يعمل على مواجهة الفكر المُتطرف عبر تقديم برامج تدريبية للأئمة والدعاة من جميع أنحاء العالم، ورصد ما تنشره التنظيمات الإرهابية مثل (داعش) على الإنترنت».
وأضاف عفيفي على هامش مُشاركته في جلسة مجلس الأمن «مُحاربة الإرهاب الدولي» أن «الأزهر يُرد على فتاوى وآراء (داعش) بست لغات هي الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والإسبانية، والصينية، وذلك بهدف تحذير الشباب من خطر الفكر الداعشي وتحصينهم من أن يكونوا ضحايا لهذا التنظيم المُتطرف». وكانت مصر قد ترأست جلسة مجلس الأمن التي اختتمت ببيان ركز على ضرورة وضع استراتيجية دولية شاملة لمكافحة الخطاب المتطرف.
وقال المصدر المسؤول في مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن توصيات الأزهر لمجلس الأمن لمواجهة «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية تمثلت في، الاهتمام بمناقشة الأفكار المُتطرفة والرد عليها وتحذير الشباب منها وذلك عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، والتعاون الدولي في مواجهة تفوق تلك التنظيمات في استخدام الفضاء الإلكتروني في تسويق الإرهاب. فضلا عن إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية المُشتركة بين الأديان والانفتاح عليها. بالإضافة إلى عدم الربط بين سلوكيات التنظيمات الإرهابية والدين. وكذا تفعيل دور القادة الدينيين والحوار بينهم والعمل على ترسيخ مفاهيم السلام والتعايش بين الشعوب. وكذلك التركيز على دور الشباب ودعمهم في المُجتمعات المُختلفة وتوفير فرص العمل لهم لإثبات ذاتهم وحماية لهم من الفكر المتطرف.
وتابع المصدر بقوله: إلى جانب دعم دور المرأة واحترام قدراتها وإشراكها في المواجهة وتفعيل دور الأسرة، لأن تقوية الجبهات الداخلية في المُجتمعات ضمانة أساسية في مواجهة الإرهاب وتنظيماته المختلفة. وأيضا تحقيق العدالة بين الشعوب وعدم التفرقة واحترام خصوصيات المجتمعات. بالإضافة إلى التركيز على التعليم ومناهجه التي ينبغي أن ترسخ لمفاهيم التعايش السلمي واحترام الآخر والمواطنة العالمية وقبول التعددية الدينية والثقافية. وكذا مُساهمة أصحاب القرار والساسة في المجتمع الدولي في المواجهة الحقيقة للإرهاب الذي بات يهدد الأمن والاستقرار العالمي وتعاظم خطره في السنوات الأخيرة.
من جهته، أوضح الدكتور عفيفي أن «المؤسسة الدينية في مصر شكلت هيئة رقابية لرصد ما ينشره تنظيم داعش على الإنترنت بهدف تفنيد التعاليم المغلوطة التي ينشرها المتطرفون»، قائلا: «شاهدنا أفكارا مُنحرفة ومفاهيم تتناقض مع الدين الإسلامي، وهي مُنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي»، مضيفا: أن «هذه الأفكار تتحول من كونها تهديدا بالعنف إلى إرهاب فعلي». وكان عفيفي قد قال في كلمة المؤسسة الدينية الرسمية أمام مجلس الأمن والتي حملت عنوان «استراتيجية الأزهر في مُقاومة الفكر المُتطرف»، إن «التنظيمات المُتطرفة قامت باستقطاب الشباب وتجنيدهم عبر المواقع الإلكترونية، وتم طرح مفاهيم وقضايا مثل «التكفير، وحتمية الصدام، ومفهوم الخلافة، والدولة الإسلامية، ومفهوم التمكين».. وتُعد هذه الأمور من المُشتركات بين التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» وغيرها التي انطلقت من فكر أبو الأعلى المودودي، وسيد قطب (الأب الروحي لجماعات العنف والمسؤول الأول عن بحور الدماء التي سفكها التكفيريون على مدار نصف القرن الأخير)، وغير ذلك من الفكر المُتشدد والمُتعصب، لأنه لا ينبغي أن نتعامل مع مظاهر العنف ونترك أسبابه، لأن علاج الأسباب مهم للغاية.
ويوضح المصدر المسؤول في مجمع البحوث نفسه، أن «جذور الفكر التكفيري ونشأته وانتشاره يعود إلى سبعة من دعاة العُنف والإرهاب باسم الدين الذي نراه اليوم، من أبو الأعلى المودودي الهندي، إلى العراقي أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم (داعش)، مرورا بحسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، وسيد قطب، ومحمد عبد السلام فرج، وقلب الدين حكمتيار، وأيمن الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة)».
وتابع أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، بقوله: إن مشكلة التكفيريين أنهم لا يملكون العقل المُتفتح والثقافة العميقة الواسعة في أصول العقيدة والتشريع، فالتكفير ينم عن ذهنية الانغلاق، ولا يعبر عن أصالة ووعي بحقيقة الدين وتعاليمه. كاشفا عن أن الأزهر يقوم بتنفيذ برامج تدريبية لأعداد كبيرة من الدعاة والخُطباء من مُختلف أنحاء العالم في «أميركا وبريطانيا والصين وكولومبيا وشيلي والأرجنتين وباكستان وأفغانستان وكردستان العراق وإندونيسيا ونيجيريا والصومال»، لترسيخ مفاهيم الوسطية والسماحة والتعايش السلمي والاعتدال وقبول الآخر والحوار ونبذ العنف والتطرف والغلو واحترام قوانين الدول وحرية العقيدة والتعددية الدينية والثقافية، وغير ذلك من القضايا التي تُرسخ للسلم والتعايش بين الشعوب في مواجهة الأفكار التي تقوم التنظيمات الإرهابية بتسويقها.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن «الأزهر يعمل على المستوى الإقليمي على التواصل بين المرجعيات الشيعية والسنية في العراق وسوريا واليمن لمواجهة الاستخدام السياسي للصراع المذهبي، وما يحدث في المنطقة وبيان حرمة الدماء وأهمية احترام إنسانية الإنسان، لوقف تمدد داعش وغيره من الميليشيات التي تستغل الاختلاف المذهبي بين السنة والشيعة لتوسيع رقعة الحروب».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.