توقيع 15 اتفاقية بين المغرب والصين تضمنت استثمارات صناعية وخدمات مالية

المغرب يسمح أخيرًا بإنشاء «شاينا تاون» قرب طنجة

من حفل توقيع الاتفاقيات بين البلدين (ماب)
من حفل توقيع الاتفاقيات بين البلدين (ماب)
TT

توقيع 15 اتفاقية بين المغرب والصين تضمنت استثمارات صناعية وخدمات مالية

من حفل توقيع الاتفاقيات بين البلدين (ماب)
من حفل توقيع الاتفاقيات بين البلدين (ماب)

عاد مشروع «شايناتاون المغرب» إلى الواجهة بعد سبات طويل، على هامش الزيارة التي اختتمها العاهل المغربي أمس إلى الصين على رأس وفد سياسي واقتصادي عالي المستوى، بهدف وضع أسس تعاون استراتيجي جديد بين البلدين.
وشكل مشروع إنشاء منطقة صناعية وتجارية وسكنية صينية قرب مدينة طنجة موضوع أولى الاتفاقيات الـ15 التي وقعت أول من أمس في بكين بحضور العاهل المغربي.
ووقع الاتفاقية كل من حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة المغربي، وإلياس العماري، رئيس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، ولي بياو، رئيس مجموعة هايتي الصينية.
ويعود موضوع إنشاء مدينة صينية بالمغرب إلى بداية الألفية، وخُطط آنذاك لإنشائها في منطقة بوسكورة في ضاحية الدار البيضاء، غير أن المشروع تأجل بسبب معارضة بعض الأطراف المغربية.
وكان الوزير الأول الصيني السابق، وين جيا باو قد عبر خلال زيارته للرباط في يونيو (حزيران) من العام الماضي عن رغبة الصين في إنشاء منطقة نشاط صناعي وتجاري خاصة بها في المغرب، وهو ما تمت الاستجابة له خلال الزيارة الملكية، إضافة إلى إلغاء تأشيرة دخول المغرب بالنسبة إلى المواطنين الصينيين.
وشملت الاتفاقيات الـ15 الموقعة أمام الملك بين الحكومة المغربية وشركات ومصارف مغربية وصينية كثيرًا من المشاريع الصناعية، منها إنشاء مصنع للحافلات الكهربائية في إطار شراكة بين شراكة «يانغتسي» الصينية، وشركة الاستثمار الطاقي الحكومية المغربية، ومجموعة ماريتا المغربية التي تضم مساهمين خليجيين، والبنك الشعبي المركزي المغربي.
كما وُقعت اتفاقية أخرى لإنشاء مصنع لمكونات وخلايا لاقطات الطاقة الشمسية بين «هاريون سولار» الصينية، وشركة الاستثمار الطاقي المغربية، وشركة «جيت كونراكتور» المغربية، والمجموعة المصرفية الأولى «التجاري وفا بنك».
وتعلقت اتفاقيات أخرى بمشروع لنقل الماء من الشمال إلى الجنوب، والتعاون السياحي، ومشاريع في صناعات السيارات والطائرات، وصناعة سخانات الماء العاملة بالطاقة الشمسية، والخدمات المالية. ووقع مصرف التجاري وفا بنك ست اتفاقيات، ضمنها اتفاقيات مع مصارف ومؤسسات مالية صينية بشأن خدمات مالية واستثمارية موجهة لأفريقيا، كما وقع مصرف البنك المغربي للتجارة الخارجية ثلاث اتفاقيات في الاتجاه نفسه.
وخلال الزيارة الملكية وقع البنك المركزي المغربي اتفاقية مبادلة العملات مع نظيره الصيني، التي تمتد لثلاث سنوات، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تلبية حاجات المصارف والشركات من البلدين من العملة الصينية والمغربية في إطار المعاملات التجارية والاستثمارية، بشكل مباشر دون المرور عبر عملة ثالثة (الدولار).
ومن شأن هذه الاتفاقية تفادي تكاليف عمليات الصرف من عمولات وفوائد، التي تترتب عن الاضطرار إلى استعمال الدولار كعملة وسيطة في العمليات التجارية بين البلدين، ويرتقب أن يكون لها وقع كبير على مستوى المبادلات التجارية وتدفقات الرساميل الاستثمارية بين المغرب والصين.
كما وقعت الحكومة المغربية والبنك الصيني «إندستريال آند كوميرشال بانك أوف تشاينا ليميتيد» اتفاقية تعاون في مجال الاستثمار والمالية، وأُعلن خلال حفل التوقيع عن تشكيل عدة صناديق استثمار مشتركة، بعضها موجه لبلدان أفريقيا.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.