جيسي عبدو: أشارك في الأعمال الدرامية اليوم بخطوات ثابتة

أكدت أن ما تقدّمه في «بسمات وطن» لا يخدش ذوق المشاهد

جيسي عبدو: أشارك في الأعمال الدرامية اليوم بخطوات ثابتة
TT

جيسي عبدو: أشارك في الأعمال الدرامية اليوم بخطوات ثابتة

جيسي عبدو: أشارك في الأعمال الدرامية اليوم بخطوات ثابتة

قالت الممثلة جيسي عبدو إنها اتخذت قرارها في دخول عالم الدراما من بابه العريض. وأضافت الفنانة المعروفة بأدوارها الكوميدية منذ تسع سنوات حتى اليوم: «قراري هذا لا يعني انتقالي من عالم الكوميديا إلى عالم الدراما، فالممثل يمكنه تأدية جميع الأدوار مهما كانت طبيعتها لأنها تدخل في صلب مهنته». وتابعت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أنا اليوم منكبّة على عملي الدرامي من حلال مشاركتي في مسلسل (جريمة شغف)، المنتظر أن يعرض في موسم رمضان المقبل، وأجد تجربتي هذه رائعة لا سيما وأنني أقف فيها إلى جانب نجوم كبار على الشاشة العربية أمثال منى واصف وقصي الخولي ونادين الراسي». ورأت جيسي عبدو أن ابتعادها لفترة طويلة عن أعمال درامية هو بسبب انتقائها للأدوار التي ترغب في تجسيدها، بحيث لا تطلّ ألا في العمل الذي يتلاءم وقناعاتها التمثيلية. وقالت: «في جريمة شغف» أؤدّي دورا يحمل رسالة اجتماعية، وهو من النوع المركّب الذي يتطلّب جهدا لتحضيره، ولكن هذا لا يعني أن الأعمال الدرامية هي أصعب من الكوميدية، فمن السهل جدا أن تبكي المشاهد، ولكنه في المقابل من الصعب إضحاكه، مما يعني أن الكوميديا تتطلّب جهدا أكبر».
وأشارت الممثلة اللبنانية التي ما زالت تطلّ حتى اليوم في البرنامج التلفزيوني الانتقادي الساخر «بسمات وطن» من خلال تجسيدها فيه أدوارا مختلفة، إلى أن تركيزها في الماضي على الأعمال الكوميدية ساهم في ابتعادها عن الدراما بشكل عام، إلا أنها اليوم حزمت أمرها وباتت مستعدّة للقيام بأي دور درامي يعجبها.
وعما إذا كانت تعتبر نفسها مقيّدة في العمل مع شربل خليل كاتب «بسمات وطن» بحيث لا تستطيع الخروج عن سربه في ظلّ عملها معه منذ تسع سنوات ردّت موضحة: «هذا الأمر غير صحيح أبدا فأنا سبق وشاركت في مسلسل (باب إدريس) لكاتبته كلوديا مارشيليان وفيلم (بي بي) مع بطلته ماغي بو غصن وفي فيلم (حلوة وكذّابة) وغيره من الأعمال، ولكن في مجال الدراما نحن نفتقد لكتّاب محترفين فهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، وشربل خليل واحد منهم فأنا معجبة بكتاباته وأسلوبه الانتقادي ولذلك لم أعمل في مجال البرامج الكوميدية إلا معه». وردّا على إذا ما كانت تفكّر بكتابة الكوميديا أو الدراما يوما ما أسوة بكارين رزق الله مثلا أجابت: «لا، كارين لديها هذه الموهبة وهي أن نتمتّع بها أو العكس، وأنا شخصيا لا أملك هذه الموهبة بتاتا».
وأضافت: «ما أتمنى القيام به مستقبلا هو العمل المسرحي، فأنا أتوق للمشاركة في عمل من هذا النوع أخرج فيه بعضا من طاقاتي الدفينة لا سيما إذا ما كان من النوع الاستعراضي». وعن تجربتها في الوقوف إلى جانب ممثلين مخضرمين أمثال منى واصف قالت: «في الحقيقة عندما نعمل مع ممثلين من الزمن الجميل يستوقفك احترافهم واحترامهم للغير، ومدرستهم في الأداء والتمثيل، لقد شعرت بالانبهار وأنا أقف إلى جانب ممثلة عملاقة كمنى واصف، فهي لم يلمع اسمها أو تحقق كل هذه النجاحات بالصدفة بل لأنها فنّانة بكل ما للكلمة من معنى وهي بنظري إيقونة في الدراما العربية لن تتكرر». وعما لفتها في الممثل قصي الخولي تقول: «لديه حضوره الأخاذ وتقنية خاصة في الأداء، والأهم من كل ذلك هو أنه متواضع ويمدّ يده للجميع فيساعدهم ويشجعهم فهو ممثل محترم جدّا».
وعن رأيها بالدراما اللبنانية أجابت: «لقد ساعدتنا الدراما المختلطة في الخروج من قوقعتنا دون شك كممثلين أو مخرجين وكتاب لبنانيين، ولكن فيما يخص الدراما اللبنانية فإننا ما زلنا بحاجة إلى كثير لرفعها إلى المستوى المطلوب رغم ما تحقّقه محلّيا، فإدارة تلك الأعمال من ألفها إلى يائها تشوبها أخطاء وهنا بيت القصيد».
وعما إذا لديها أدوات أو عادات تمارسها في أعمالها التمثيلية ردّت موضحة: «لكلّ دور طبيعته وأدواته ومتطلّباته، فليس لدي تقاليد معيّنة أقوم بها بل تحضيرات لأقوم بالدور على المستوى المطلوب». وجيسي التي بقيت في ذاكرتنا من خلال مشاركتها في دور مساحته صغيرة في مسلسل «باب إدريس»، إلا أن معظم المشاهدين لا يمكن أن ينسوها في الشخصيات التي أدتها في برنامج «بسمات وطن» الانتقادي، والتي تطلّبت بعضها مشاهد إغراء. «لا أعتقد أنني مطبوعة في ذهن المشاهد من خلال دور نافر قمت به، فجميع أدواري تنبع من الواقع ولقد قمت بها كغيرها من الأدوار المختلفة الأخرى التي ترتكز أحيانا على المبالغة في الأداء لإظهار مشكلة ما، وأحيانا أخرى على خطوط عريضة لشخصّيات ساخرة يصبّ هدفها في خانة الكوميديا». وتتابع: «الأهم في هذا الموضوع هو أنني لم أتخطّ يوما حدود اللياقة في أدائي، فلم أتفوّه بكلام بذيء أو بعبارات تخدش ذوق المشاهد أبدًا».
وهل ترددت في القيام بدور وجدته جريئا إلى حدّ ما؟ تردّ: «لا فكل الأدوار التي طلبت منّي هي عادية ولا تخرج عن المألوف».
ووصفت أجواء التمثيل مع فريق برنامج «بسمات وطن» بالرائعة وبأنهم يؤلّفون مجتمعين فريقا منسجما وكأنهم عائلة واحدة. وعندما سألتها عن الشخص الذي يمكنه إضحاكها، وهي التي تضحك كثيرين، ردّت: «في الحقيقة نادرا ما أجد شخصا يمكنه إضحاكي، فهذا الفن صعب وقليلون في لبنان من يجيدونه. إذ يعتقد البعض أن التفوّه بكلام بذيء أو خارج عن حدود اللياقة يمكنه أن يضحك الناس وهو أمر خاطئ تماما لأن هذا النوع من الكوميديا مبتذل، وأنا أفضل ذلك الذي يرتكز على الموقف وعلى الفعل وردّ الفعل، فهو أصعب ولكنّه الأفضل في عالم الكوميديا عامة».
وعن مشاريعها المستقبلية قالت: «عندما أنتهي من مشاركتي في مسلسل (جريمة شغف) سآخذ عطلة وجيزة لأعود من بعدها إلى عملي التلفزيوني. ولكن قد أقوم بإنزال أغنية في الأسواق سبق أن سجّلتها منذ فترة إلا أنني لم أجد الوقت اللازم لإصدارها. وهي أغنية مصرية بعنوان (بالسلامة)».



السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
TT

السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})

كشفت مطربة الأوبرا المصرية (السوبرانو) أميرة سليم عن استعدادها لتقديم أغنيات باللهجة العامية المصرية بعدما قدمت أغنية «بنحب المصرية»، كما بدأت تقديم أغنيات باللغة المصرية القديمة بعدما حققت أغنيتها «ميروت إك» وتعني «حُبك» صدى واسعاً عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب» وفي حفلاتها بمختلف دول العالم.

وأكدت المطربة المصرية التي تتنقل في إقامتها بين مصر وفرنسا، أنها تتطلع لإعادة تقديم أغنيات لمطربين آخرين على غرار شادية، كما أكدت حبها لصوت شيرين عبد الوهاب، وأبدت تطلعها لدخول مجال التمثيل إذا ما تلقت عملاً يجذبها.

السوبرانو المصرية أميرة سليم ({الشرق الأوسط})

وقدمت أميرة سليم حفلات عدة في أوروبا، بكل من الأوبرا الفرنسية والإيطالية والألمانية، كما قدمت أعمالاً بالأوبرا المصرية عقب تخرجها في معهد «الكونسرفتوار» بالقاهرة، وشاركت بالغناء في حفل «موكب المومياوات الملكية» 2021.

ومع قرب احتفالات أعياد الميلاد أحيت سليم قبل أيام حفلاً في «الأكاديمية المصرية للفنون بروما» بمصاحبة عازفة البيانو «باسكال روزيه»، قدمت خلاله أعمالاً غربية وعربية من بينها «أنشودة إيزيس» لأول مرة في إيطاليا، وأغانٍ للفنان فريد الأطرش.

وعن مشاركتها في الحفل الموسيقي الذي قدمه الموسيقار هشام نزيه على هامش مهرجان «الجونة السينمائي» تقول: «العمل مع هشام نزيه ممتع، فهو منفتح على مختلف أنواع الموسيقى ولا يرتبط بنوع معين، كما أنه ديمقراطي في عمله وصاحب روح جميلة، وقدمت معه (أنشودة إيزيس)، وهي المرة الأولى التي أقف معه بصفته مؤلفاً على المسرح، وذلك يمثل قيمة كبيرة ونادرة بالنسبة للفنان».

تتبنى سليم فكرة تقديم أغنيات باللغة المصرية القديمة ({الشرق الأوسط})

وتقدم السوبرانو حفلات بمصر بين وقت وآخر، لكنها تعترف بأنها ليست كافية، مؤكدة أنها تهتم بالجودة وتقديم حفل لائق في كل التفاصيل، وأن هذا ليس متاحاً دائماً.

وغنت أميرة سليم في حفلات بكل من السعودية والبحرين وعُمان وقطر، وحول الفرق في التلقي بين الجمهور العربي والغربي، تقول: «التفاعل الأكبر يكون مع الجمهور المصري والعربي، فهناك حميمية في ردود أفعالهم، بينما الجمهور الأوروبي لديه نظرة قائمة على التحليل؛ كونه يهتم بالفنون الرفيعة ومطلعاً عليها بشكل كبير».

وبعد أكثر من 20 عاماً من عملها بصفتها مطربة أوبرالية اتجهت أميرة لتقديم أغنيات خاصة بها، وتقول عن ذلك: «لطالما قدمت أعمالاً لمؤلفين آخرين، لكنني أتمنى تقديم أعمال تخصني، وهو ما بدأت فيه مع أغنية (بنحب المصرية)، وقد أصدرها في ألبوم»، وأضافت: «لا أسعى لمنافسة أحد حيث أغني بأسلوبي الخاص بصفتي مطربة أوبرا».

تؤكد أميرة أنه قد حان الوقت لتقديم أغنيات خاصة بها ({الشرق الأوسط})

وتتبنى سليم فكرة إحياء اللغة المصرية القديمة من خلال الغناء، وقدمت أولى أغنياتها في هذا الصدد بعنوان «ميروت إك» وتعني «حُبك»، وتقول عنها: «هي أغنية عاطفية تُظهر وجهاً آخر للمرأة في الحضارة المصرية القديمة التي كانت تقع في الحب وتعبر عنه، وأتطلع لمواصلة هذا التوجه، برغم أنه أمر ليس سهلاً»، موضحة أن «صعوبته تكمن في أن الأغنيات تعتمد على أشعار فرعونية، لذا لا بد من استخراج النص وترجمته والتدريب على النطق الصحيح مع خبراء الآثار وعلم المصريات، ثم وضع موسيقى ملائمة له، وقد استخدمت في لحن الأغنية التي قدمتها مقطوعة شهيرة للموسيقار الألماني باخ مع ألحان من ارتجالي، وهناك ملحنون مصريون رحبوا بخوض تجربة التلحين لأغنيات بالهيروغليفية».

وعمن تسمع لهم في الغناء العربي تقول: «أستمع جيداً لكل ما يُطرح، لكنني أحب صوت شيرين عبد الوهاب فهو صوت مصري أصيل، كما أحب أغنيات فرقتي (مسار إجباري) و(كايروكي) لأن موسيقاهما تجمع بين الألحان الشرقية والغربية».

«ميروت إك» أغنية عاطفية تُظهر وجهاً آخر للمرأة في الحضارة المصرية القديمة

أميرة سليم

وتحرص أميرة في حفلاتها على تقديم أعمال الموسيقار الراحل سيد درويش الذي تراه «فناناً سابقاً لعصره» وتُعِده «بيتهوفن العرب» الذي حقق ثورة في الموسيقى وأحدث تطوراً كبيراً وأدخل «الهارموني» في الموسيقى الكلاسيكية، وهو في رأيها لم يتم اكتشاف ما أحدثه من تطوير في الموسيقى الشرقية بعد، مضيفة: «حين أغني له في أوروبا يتجاوب الأجانب معي بحماس رغم عدم فهمهم لكلماته، لكنهم يقدرون موسيقاه كثيراً».

كما تقدم السوبرانو المصرية ضمن حفلاتها أغنيات لفريد الأطرش وأسمهان، وأرجعت ذلك إلى أن «نوعية أغانيهما قريبة أكثر لصوتها، وقد تأثر فريد بالموسيقى الكلاسيكية، كما أن أسمهان صوت أوبرالي وقد تأثر بأعمالها كل مطربي الأوبرا».

«أستمع جيداً لكل ما يُطرح لكنني أحب صوت شيرين عبد الوهاب فهو صوت مصري أصيل»

أميرة سليم

وأبدت أميرة تطلعها لتقديم أغنيات لشادية، مؤكدة أن «شادية لديها رصيد كبير من الأغنيات الرائعة التي تتسم بـ(الشقاوة) مثل التي قدمتها مع الملحن منير مراد»، وترحب بخوض تجارب تمثيلية من خلال أعمال تناسبها، مؤكدة أن «مطرب الأوبرا لا بد أن تكون لديه قدرة على الأداء التمثيلي».

وتنتمي أميرة سليم لأسرة فنية، فوالدتها هي عازفة البيانو الشهيرة مارسيل متى، ووالدها الفنان التشكيلي الراحل أحمد فؤاد سليم، ولكل منهما بصمته الخاصة على مسيرتها، مثلما تقول: «والدتي هي من علمتني كل شيء في الموسيقى، وشجعتني ودعمتني مثلما دعمت أجيالاً عديدة من الفنانين، فيما أثر والدي علي في كل ما هو إنساني، مثل رسالة الفن وكيف نقدمها وأن يكون لدى الفنان شجاعة التجريب».