رياض حجاب: نريد العودة إلى جنيف بإجراءات عملية لا بكلام في الإعلام

شدد على الحاجة لأسلحة تحدث فرقًا على الأرض

رياض حجاب
رياض حجاب
TT

رياض حجاب: نريد العودة إلى جنيف بإجراءات عملية لا بكلام في الإعلام

رياض حجاب
رياض حجاب

دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب الدول الداعمة للمعارضة إلى تقديم «أفعال وليس أقوالاً»، مطالبًا بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحظى على حد قوله بـ«ضوء أخضر للمضي بتجاوزاته». وقال حجاب: «نريد العودة إلى جنيف. إننا في طريق مسدود اليوم لأن النظام لا يريد البحث في عملية انتقالية»، مؤكدًا مرة جديدة أنه لا حل ممكنًا مع بشار الأسد. مشددًا على أنه «من غير الواقعي إطلاقًا تصور بقائه في السلطة».
وأسف حجاب الذي حضر اجتماعًا لممثلي نحو 10 دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية الاثنين في باريس، لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد نظام دمشق الذي اتهم بارتكاب «أكثر من 2300 انتهاك للهدنة»، منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 فبراير (شباط).
وقال: «في أبريل (نيسان) وحده، وقعت 27 مجزرة وعمليات قصف على أسواق ومدارس ومستشفيات ارتكبها النظام. لقد رأينا ما حصل في حلب أخيرًا»، متهمًا دمشق وحليفتها موسكو بارتكاب «جرائم حرب». وتابع حجاب في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية «ما نطلبه إجراءات عملية وفعالة على الأرض. لسنا بحاجة إلى بيانات أو كلام جميل في الإعلام، لأن هذا لا يعطي نتائج».
وقال حجاب معلقًا باستياء: «هذا غير كافٍ إطلاقًا. البيان الروسي الأميركي المشترك يتحدث عن (الحد قدر الإمكان) من عمليات القصف على المدنيين والمناطق المدنية. وكأنهم يعطون النظام ضوءًا أخضر لمواصلة تجاوزاته، وكأنهم يقولون له: «كنتم تقتلون مائة سوري في اليوم، حسنا، اليوم عليكم ألا تقتلوا أكثر من عشرة».
وتبرر دمشق مواصلة غاراتها الجوية بمكافحة «المجموعات الإرهابية»، مثل جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، وتنظيم داعش، وكلاهما مستثنى من اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وتابع حجاب في حواره مع الوكالة: «خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالاً، بل أفعالاً من أصدقائنا. نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، أن يتحركوا على الأرض»، مطالبًا بمزيد من الأسلحة، وهو ما تطالب به المعارضة منذ بدء النزاع عام 2011. وقال: «مضت خمس سنوات والولايات المتحدة تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للطائرات. وكانت حتى وقت قصير تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للدبابات».
وأضاف: «إننا نقاتل على جبهات عدة: ضد (داعش)، وقعت معارك شرسة في الأيام الأخيرة في محيط حلب وحمص ودمشق وفي الجنوب. ونحن نكافح قوات النظام، وحزب الاتحاد الديمقراطي (قوات كردية)، والميليشيات الطائفية المقبلة من العراق ولبنان، ومرتزقة أفغانًا وسواهم.. إننا بحاجة إلى أسلحة يمكن أن تحدث فرقًا على الأرض». وشدد حجاب على وجوب أن تتخذ المجموعة الدولية لدعم سوريا التي ترأسها موسكو وواشنطن وتضم 17 دولة تدعم أحد طرفي النزاع، التدابير الضرورية لإرغام النظام على الالتزام بطلبات الأسرة الدولية على الصعيد الإنساني. وتعقد هذه المجموعة اجتماعًا، الثلاثاء المقبل، في فيينا.
من جهة أخرى، رأى حجاب أن الهدنة التي تسعى موسكو وواشنطن إلى إحيائها «ليست هدفًا بحد ذاتها. الحل لسوريا هو في انتقال سياسي فعلي».
وجرت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة منذ مطلع العام في جنيف دون إحراز تقدم. وعلقت الجولة الثالثة في أبريل مع استئناف المعارك في حلب.
وقال حجاب: «نريد العودة إلى جنيف. إننا في طريق مسدود اليوم لأن النظام لا يريد البحث في عملية انتقالية»، مؤكدا مرة جديدة أن لا حل ممكنا مع الرئيس بشار الأسد. وقال: «من غير الواقعي إطلاقًا تصور بقائه في السلطة».
وسقط اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي كان ساريًا منذ 27 فبراير في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق أميركي روسي تدعمه الأمم المتحدة، والتزمت به قوات النظام والفصائل، إثر خروقات كبرى وتحديدًا في حلب، كبرى مدن شمال سوريا المنقسمة منذ يوليو (تموز) 2012 بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة وأحياء غربية تحت سيطرة قوات النظام. وأُقرت الأسبوع الماضي هدنة جديدة هشة في حلب، بعدما أدت أعمال العنف في المدينة إلى مقتل 300 شخص من 22 أبريل إلى 5 مايو (أيار). وتعهدت واشنطن الداعمة للمعارضة وموسكو الداعمة لدمشق الاثنين بـ«مضاعفة جهودهما» من أجل ترسيخها وتوسيع نطاقها.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.