عائلات الضاحية الجنوبية تواجه «حزب الله» «انتخابيا» بمعقله في بيروت

الأمين: تهديدات مباشرة تلقاها مرشحون منافسون

عائلات الضاحية الجنوبية تواجه «حزب الله» «انتخابيا» بمعقله في بيروت
TT

عائلات الضاحية الجنوبية تواجه «حزب الله» «انتخابيا» بمعقله في بيروت

عائلات الضاحية الجنوبية تواجه «حزب الله» «انتخابيا» بمعقله في بيروت

بعد النتائج المخيبة التي حصدها ما يسمى «حزب الله» في أكثر من منطقة في الجولة الأولى للانتخابات البلدية التي انطلقت الأحد الماضي، وبشكل خاص في مدينة بعلبك أحد أبرز معاقله في منطقة البقاع شرق لبنان، يتحضر الحزب لخوض معارك جديدة ولكن هذه المرة في معقله الرئيسي في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قرر عدد من العائلات الدخول بمواجهة تتخذ طابعا «إنمائيا» في ظل تردي الخدمات التي تقدمها المجالس البلدية المحسوبة على الحزب وبالتحديد في منطقتي برج البراجنة والغبيري.
وتُخَصص الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل لبلدات وقرى محافظة جبل لبنان، حيث تتركز المعارك في الضاحية الجنوبية ومنطقتي سن الفيل وجونية والحدث. وفيما نجح تحالف ما يسمى «حزب الله» – حركة أمل – التيار الوطني الحر بتشكيل لوائح توافقية في معظم مناطق الضاحية، إلا أنه فشل بمحاولاته في منطقتي برج البراجنة والغبيري، فيما لا تزال المساعي مستمرة في حارة حريك، حيث قرر آل دكاش التمرد على «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون.
وتتواجه في منطقة البرج، حيث للأكثرية الشيعية لائحتان، الأولى مدعومة من الأحزاب وتحمل اسم لائحة «الوفاء والتنمية والإصلاح» ويترأسها عاطف منصور، شقيق الوزير السابق عدنان منصور، والثانية مدعومة من عائلات المنطقة وتحمل اسم لائحة «قلبي لبرج البراجنة» ويترأسها جمال رحال. وفيما أكدت هذه الأخيرة التي أعلنت برنامجها الانتخابي يوم السبت الماضي أنّها تضم 17 مرشحا من المستقلين، تجنبت إطلاق عناوين سياسية تواجه فيها الأحزاب وعلى رأسهم ما يسمى حزب الله، فاقتصرت بنود البرنامج المذكور على ملفات إصلاحية - إنمائية - تنظيمية.
إلا أن تردد أعضاء اللائحة، والمرشحين للمقاعد الاختيارية بوجه الحزب، عن الإدلاء بأي تصاريح، وحديث أحدهم لـ«الشرق الأوسط» عن «ظروف تمنعهم من التصريح»، كلها عناصر تضاف إلى المعلومات التي نقلها الباحث السياسي المعارض لما يسمى «حزب الله» علي الأمين لـ«الشرق الأوسط»، والتي تقول بـ«تعرض المرشحين على اللائحة المنافسة للحزب في برج البراجنة لتهديدات مباشرة لمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي بالترويج للائحتهم قبل أيام معدودة من موعد العملية الانتخابية»، لافتا إلى أن للضاحية «خصوصية نظرا لرمزيتها، ولكونها معقلا لما يسمى (حزب الله) الأمني والعسكري والسياسي، وبالتالي هي بالنسبة إليه خط أحمر من غير المسموح المساس به من خلال تهديد دوره على المستوى البلدي».
ولفت الأمين إلى أن اللوائح المنافسة للحزب إن كان في البرج أو في الغبيري «تخوض المعركة باللحم الحي، في وجه ماكينة أمنية - عسكرية ومالية ضخمة للحزب تدعمها أيضا أجهزة الدولة»، مستغربا غياب الدعم الإعلامي لهذه اللوائح كما دعم المجتمع المدني والقوى السياسية التي هي على خصومة مع ما يسمى «حزب الله». وأضاف: «وهذا ما حصل أيضا في بعلبك، حيث لم تتلق لائحة (بعلبك مدينتي) التي حازت على 46 في المائة من أصوات أبناء المدينة أي دعم يُذكر بمقابل الدعم الهائل الذي تلقته لائحة بيروت مدينتي على المستوى الإعلامي».
ويبدو لافتا عدم خوض الحزب أي معركة بلدية تُذكر في أي منطقة لبنانية منفردا، وإصراره على التواجد مع حركة «أمل» وباقي قوى 8 آذار على لائحة واحدة، وهو ما يعتبره معارضو الحزب مؤشرا واضحا لتخوف ما يسمى «حزب الله» من نتائج تُظهر حقيقة حجمه، بعدما أكّدت نتائج الانتخابات النيابية في البقاع، بحسب الأمين، أن فئة واسعة من الشيعة تتراوح ما بين 30 و40 في المائة لا تؤيد الحزب وصوّتت ضده.
وفي منطقة الغبيري والتي تُعتبر إحدى كبرى مناطق الضاحية وحيث يصل عدد الناخبين إلى 27 ألفًا، تواجه لائحة «الغبيري للجميع» تحالف ما يسمى «حزب الله» و«أمل» بـ20 عضوا من أصل 22 هو عدد أعضاء المجلس البلدي في المنطقة، بعد أن أعلن المرشح ربيع الخنسا سحب ترشيحات لائحة «قرار الغبيري لأهلها» لصالح لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من الحزب.
وبحسب علي ناصر، أحد المرشحين على لائحة «الغبيري للجميع»، فهم لا يخوضون المعركة بمواجهة لائحة الأحزاب من منطلقات سياسية: «خاصة أننا نتلاقى معهم بدعم المقاومة وقتال التكفيريين»، مؤكدا أن «لا مشروع سياسي لنا، إنما مشروع إنمائي بعدما فشلت المجالس البلدية منذ 18 عاما وحتى يومنا عن تحقيق أي إنجاز يُذكر بموضوع التنظيم الداخلي لمنطقتنا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نتعرض لأي ضغوطات تُذكر للانسحاب وحتى ولو حصل فذلك لن يؤدي إلى تراجعنا لأن قرار النهضة بالغبيري اتُخذ وماضون فيه حتى النهاية في حال نجحنا بالانتخابات يوم الأحد».



غروندبرغ يشدد على تنسيق دولي لخفض التوترات في اليمن

عناصر حوثيون يرفعون أسلحتهم خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرفعون أسلحتهم خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

غروندبرغ يشدد على تنسيق دولي لخفض التوترات في اليمن

عناصر حوثيون يرفعون أسلحتهم خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرفعون أسلحتهم خلال حشد في صنعاء (إ.ب.أ)

في ظل المخاوف التي يعبر عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في كل مرة من عودة الحرب في اليمن بين القوات الحكومية والجماعة الحوثية، شدد في أحدث تصريحاته، الأربعاء، على تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوترات والحوار البناء.

وجاءت تصريحات المبعوث الأممي غداة إعلان الجماعة الحوثية على لسان متحدثها العسكري العودة لمهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن تحت مزاعم فرض الحصار على إسرائيل لجهة عدم إدخال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة.

وفي حين تواصل الجماعة المدعومة من إيران هجماتها على خطوط التماس مع القوات الحكومية، تتصاعد المخاوف من نسف التهدئة الهشة القائمة بخاصة مع شعور الجماعة بفائض من القوة إثر تمكنها من تعبئة آلاف المجندين الجدد تحت لافتة الاستعداد لمحاربة أميركا وإسرائيل.

وذكر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، في بيان على منصة «إكس»، أنه اختتم زيارة إلى الرياض؛ حيث التقى السفير السعودي محمد آل جابر والسفير الإماراتي محمد الزعابي، وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن وكبار المسؤولين.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وإذ ركّزت المناقشات على التطورات في اليمن والمنطقة، بما في ذلك «الديناميكيات السياسية الرئيسية»، شدد غروندبرغ – بحسب البيان - على ضرورة تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لدعم الحوار البناء، وخفض التوترات، والمضي قدماً في عملية سياسية شاملة.

كما أكّد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، في بيانه، على أهمية الوحدة والتعاون المشترك للتوصل إلى حل مستدام وسلمي للنزاع في اليمن.

ومع عدم وجود يقين بشأن مسار السلام المتعثر لم يُخفِ غروندبرغ، في أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن، مخاوفه من انهيار التهدئة والعودة إلى مسار الحرب؛ خصوصاً مع أحداث التصعيد الميداني للجماعة الحوثية في جبهات مأرب والجوف وتعز.

وطبقاً لتقارير يمنية، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً حوثياً متسارعاً في جبهات مأرب، ومواجهات مع القوات الحكومية، بالتزامن مع دفع الجماعة بحشود إضافية من مجنديها إلى جبهات المحافظة الغنية بالنفط، إلى جانب هجمات أخرى في جبهات الجوف وتعز.

عودة للتصعيد

مع أمل المبعوث الأممي في أن يعيد إحياء المسار السياسي اليمني المتجمد، عادت الجماعة مجدداً للتهديد باستئناف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن تحت مزاعم محاصرة إسرائيل، رداً على منع الأخيرة دخول المساعدات إلى غزة.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» قد توصلتا بوساطة قطرية ومصرية وأميركية إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، ومنذ ذلك الحين توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

ونقلت «رويترز» أن الجماعة أعلنت، في بيان، الأربعاء، عبر البريد الإلكتروني «استئناف حظر عبور جميع السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات المحددة بالبحرين الأحمر والعربي، وكذلك باب المندب وخليج عدن.. ويبدأ سريان الحظر من ساعة إعلان هذا البيان».

ناقلة نفط يونانية تعرضت لهجمات حوثية في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وأضافت الجماعة أن «أي سفينة إسرائيلية تحاول كسر هذا الحظر سوف تتعرض للاستهداف في منطقة العمليات المعلن عنها، وأنه سيستمر هذا الحظر حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء».

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية وباتجاه إسرائيل تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام، ومقتل أربعة بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.