الميليشيات الانقلابية تحرك وحدات عسكرية باتجاه المدن الجنوبية

اللواء الطاهري: نتعامل مع هذه التحركات.. ونرفع تقارير يومية عن الوضع الميداني

حدد الجيش الوطني، في تقاريره العسكرية للقيادة، أبرز المواقع الجنوبية التي تسعى ميليشيا الحوثيين لاختراقها ومنها: كرش، ومكيرات، والصبيحة، وبيحان(أ.ف.ب)
حدد الجيش الوطني، في تقاريره العسكرية للقيادة، أبرز المواقع الجنوبية التي تسعى ميليشيا الحوثيين لاختراقها ومنها: كرش، ومكيرات، والصبيحة، وبيحان(أ.ف.ب)
TT

الميليشيات الانقلابية تحرك وحدات عسكرية باتجاه المدن الجنوبية

حدد الجيش الوطني، في تقاريره العسكرية للقيادة، أبرز المواقع الجنوبية التي تسعى ميليشيا الحوثيين لاختراقها ومنها: كرش، ومكيرات، والصبيحة، وبيحان(أ.ف.ب)
حدد الجيش الوطني، في تقاريره العسكرية للقيادة، أبرز المواقع الجنوبية التي تسعى ميليشيا الحوثيين لاختراقها ومنها: كرش، ومكيرات، والصبيحة، وبيحان(أ.ف.ب)

أبلغ الجيش الوطني اليمني قيادته العليا بخطورة الأوضاع العسكرية على الأرض، وما يحدث من تعزيزات كبيرة في كثير من الجبهات الرئيسية، وما تقوم به ميليشيا الحوثيين، وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، هذه الأيام من تحريك وحدات عسكرية وآليات ثقيلة باتجاه المدن الجنوبية المحررة.
وحدد الجيش الوطني، في تقاريره العسكرية للقيادة، أبرز المواقع الجنوبية التي تسعى ميليشيا الحوثيين لاختراقها ومنها: كرش، ومكيرات، والصبيحة، وبيحان، وهذه المناطق تقوم الميليشيا بضربها بشكل مستمر، وتسعى من خلال تقدم وحداتها العسكرية للعودة إلى بعض المواقع التي كانت فيها قبل عملية التحرير.
ورصد الجيش عمليات تسليح كبرى لميليشيا الحوثيين على بعض الجبهات، وذلك بعد أن أفرغت الميليشيات مستودعات القوات المسلحة في المدن التي تسيطر عليها، كما أنها تعتمد في عملية التسليح على ما يجلب من عمليات التهريب عبر وسطاء، الذي أكد الجيش أن كثيرا من العمليات أحبطت في عدد من المنافذ الرئيسية.
وقال اللواء ركن الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، استفادت كثيرا من الهدنة، ووقف الضربات الجوية على الأهداف الرئيسية للميليشيا في تعزيز مواقعها والدفع بكثير من الآليات الثقيلة إلى جميع الجبهات المباشرة مع الجيش الوطني.
وأضاف اللواء الطاهري أنه منذ اللحظات الأولى لهذه التحركات العسكرية ونشر الوحدات والآليات، أبلغت قوات التحالف العربي أن الهدنة ليست فعليا على الأرض، وأن الميليشيات تكسب الوقت لتعزيز قدراتها العسكرية، ونحن ندعو قيادة التحالف إلى عودة العمليات الجوية وضرب الأهداف الرئيسية للميليشيات، بالتنسيق مع القوات على الأرض، لوقف هذه التجاوزات، خصوصا أن الجيش الوطني لم يستفد من الهدنة على الإطلاق، وما يقوم به في الوقت الراهن يتمثل في صد الهجوم والتحركات الميدانية لأتباع الميليشيات.
وشدد نائب رئيس هيئة الأركان، على أن ما يجري في الكويت من محادثات لإحلال السلام، تستغله الميليشيات وبشكل كبير على الأرض، موضحا أنه وفقا للأعراف والأنظمة الدولية فإن أي حشد عسكري يعد خرقا، وأي تعزيز نحو الجبهات يعد خرقا، وأي إطلاق للنار يعد خرقا، وهذا الأعمال تقوم بها الميليشيا يوميا، كما أن الميليشيات تقوم بأعمال هجومية كاسحة على كثير من المواقع، التي يتعامل معها الجيش والمقاومة الشعبية في وقف أي زحف أو اقتحام على أي مديرية.
وحول التقدم العسكري للحوثيين باتجاه المدن الجنوبية، أكد اللواء الطاهري، أن هذا التقدم العسكري باتجاه المدن المحررة في الجنوب، في المقاوم هو خرق لكل الاتفاقيات، كما أنه شيء مريب يجب التعامل معه بقوة لوقف هذا الانتهاك، لافتا إلى أنه ورغم ذلك لم تحقق الميليشيا أي مكاسب فعلية على الأرض، فالوحدات موجودة في المواقع الجنوبية وقادرة على المواجهة ودحر العدو، ولن تستطيع الميليشيات الحصول على ما تريد أو التوغل في المدن المحررة، حتى لو تمكنت من تجميع الشباب بالقوة، كما يحدث في صنعاء ومحيطها.
وأشار اللواء ركن الطاهري، إلى أن الميليشيا تقوم بضرب كرش، ومكيرات، والصبيحة، وبيحان، وهذه مناطق جنوبية، بأسلحة مختلفة، تسعى من خلال قصفها للتقدم بوحداتها العسكرية وآلياتها، وفرض سيطرتها على بعض المواقع التي كانت فيها قبل عملية التحرير، مؤكدًا أن الجيش يقف لها بالمرصاد، ولن تتمكن من اقتحام هذه المواقع، وستكون هناك عمليات رد على هذه التجاوزات.
ويرى نائب رئيس هيئة الأركان، أنه لولا الهدنة والمفاوضات التي تجري الآن في الكويت، ووقف الضربات الجوية، لما تمكنت ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع، من استغلالها بتحريك الأسلحة الثقيلة والمعدات، التي لم تكن تستطيع تحريكها في وقت سابق، باتجاه المواقع التي تنوي القيام بأعمال عسكرية، باتجاه الفرضة، وصرواح، والجوف، وبيحان، وكذلك المواقع الجنوبية المحررة، كما تشير هذه الأعمال العسكرية التي تنفذها الميليشيات في الوقت الراهن إلى أن هناك أعمالا نشطة ستقوم بها بعد انتهاء فترة الهدنة.
وعن التواصل مع القيادة العليا، قال اللواء الطاهري، إن هناك تقارير يومية ترسل حول الوضع الميداني حول تحرك الميليشيات نحو المدن الجنوبية، وما يحدث من خروقات خطيرة، كما تشمل هذه التقارير نيات الميليشيات واتجاهاتها العسكرية، ونأمل أن تأخذ هذه التقارير اهتماما أكبر والعمل على الرد بإجراءات عملية على الأرض.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.