مقتل 79 عنصرًا من قوات النظام و«حزب الله» والإيرانيين خلال أسبوع

«التركستاني» يتبنى أسر مقاتلين إيرانيين في خان طومان جنوب حلب

مقطع من فيديو بثه الحزب الإسلامي التركستاني وتبنى فيه أسر مقاتلين إيرانيين جنوب حلب (قاسيون)
مقطع من فيديو بثه الحزب الإسلامي التركستاني وتبنى فيه أسر مقاتلين إيرانيين جنوب حلب (قاسيون)
TT

مقتل 79 عنصرًا من قوات النظام و«حزب الله» والإيرانيين خلال أسبوع

مقطع من فيديو بثه الحزب الإسلامي التركستاني وتبنى فيه أسر مقاتلين إيرانيين جنوب حلب (قاسيون)
مقطع من فيديو بثه الحزب الإسلامي التركستاني وتبنى فيه أسر مقاتلين إيرانيين جنوب حلب (قاسيون)

لم تهدأ جبهة حلب بشكل كامل أمس، بعد ليلة تخللها تبادل للقصف بين قوات النظام والفصائل المعارضة، على الرغم من سريان هدنة مؤقتة بين الطرفين، في وقت استمرت معارك خان طومان، وأعلن عن سقوط المزيد من قتلى ما يسمى «حزب الله» والفصائل الإيرانية المقاتلة إلى جانب النظام. وبث الحزب الإسلامي التركستاني، مقطعا مصورا، عن المعارك الأخيرة التي خاضها في بلدتي (خان طومان، والخالدية) في ريف حلب الجنوبي، ويتضمن المقطع صورا من المعارك في البلدة، إضافة إلى أسرى الحرس الثوري الإيراني الذين سقطوا بيد الحزب.
ويظهر في المقطع الذي نشرته وكالة (قاسيون) ثلاثة أسرى إيرانيين مكبلي الأيدي، وهم بيد الحزب الإسلامي التركستاني، إضافة إلى صور قتلى الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية الذين قتلوا خلال معركة السيطرة على خان طومان. ويشير الإصدار إلى خطة عسكرية وضعها الحزب إلى جانب «جبهة النصرة»، وتنظيم جند الأقصى، والتي سبقت السيطرة على خان طومان في الريف الجنوبي لمدينة حلب.
في سياق آخر، لفت مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إلى تسجيل خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في مدينة حلب، من قبل قوات النظام والمعارضة على حد سواء، إلا أنها لم تخلف خسائر بشرية، فيما استمرت المعارك في منطقة خان طومان بريف حلب الجنوبي.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بتعرض الأحياء الشرقية في حلب لغارات جوية من قبل قوات النظام استهدفت ليلا مواقع للفصائل المعارضة في حيي المواصلات وسليمان الحلبي، قبل أن يتجدد القصف الجوي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف الليل على حيي الميسر والقاطرجي؛ ما تسبب في إصابة شخصين بجروح على الأقل.
وأورد المرصد، من جهته، أن «طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل أمس غارات عدة على أحياء بني زيد، كرم الجبل، بستان الباشا، والجندول في شمال حلب، تزامنا مع قصف جوي على أحياء أخرى في شرقها». وأفاد بقصف جوي استهدف مناطق عدة في ريفي حلب الشمالي والجنوبي.
وفي الأحياء الغربية، تحت سيطرة قوات النظام، أشار المرصد إلى سقوط قذائف بعد منتصف ليل الثلاثاء (الأربعاء) على حيي حلب الجديدة وقرب حي الحمدانية الخاضعين لسيطرة قوات النظام.
وأعلن المرصد عن توثيق، منذ 5 مايو (أيار) الحالي وحتى أمس، مقتل ما لا يقل عن 79 عنصرا من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وعراقية ولبنانية وإيرانية، بينهم 20 إيرانيا، من ضمنهم 13 مستشارا، و6 عناصر مما يسمى «حزب الله» اللبناني، و21 مقاتلا أفغانيا و14 عنصرا من قوات النجباء العراقية، و18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية.
وأشار إلى وصول عدد قتلى «جبهة النصرة» وفصائل المعارضة وتنظيم جند الأقصى والفصائل المقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني إلى 94 مقاتلا قضوا في المعارك التي دارت في خان طومان ومحيطها بريف حلب الجنوبي.
ولفت كذلك إلى أن الضربات الجوية المكثفة والقصف المدفعي والصاروخي والاستهدافات المتبادلة والاشتباكات العنيفة بين الطرفين، أسفرت عن إصابة أكثر من 300 مقاتل وعنصر من الفصائل و«النصرة» والتركستاني و«جند الأقصى»، والمسلحين الموالين للنظام من جنسيات عربية وآسيوية وسوريا، بينهم العشرات ممن بترت أطرافهم وآخرون أصيبوا بجراح بليغة.
من جهتها، أفادت قناة سكاي نيوز، نقلا عن مصادر في المعارضة السورية، بوصول أكثر من 10 مصابين إلى مستشفى تشرين العسكري في مدينة حلب من عناصر ما يسمى «حزب الله»، فيما قتل 9 عناصر من مسلحي «الحزب» في معارك قرب جبل عندان.
وأوضحت المصادر، أن 9 عناصر قتلوا، من بينهم المقدم مصلح يونس مسؤول الحملة العسكرية الأخيرة لما يسمى «حزب الله» في جبل عندان، بعد معارك عنيفة دارت بين القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها وفصائل المعارضة السورية.
وأضافت المصادر، أن «(جيش الفتح) أكد مقتل مجموعة مؤلفة من 5 عناصر من الميليشيات الإيرانية على محاور خان طومان بريف حلب شمالي سوريا».
وتم التوصل إلى الهدنة المعلنة في حلب؛ استنادا إلى اتفاق روسي- أميركي. وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 فبراير (شباط)، لكنه ما لبث أن انهار في حلب، حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ليتم الاتفاق على هدنة جديدة تم تمديدها مرتين، كان آخرها الثلاثاء 48 ساعة إضافية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.