بدء حملة إزالة العبوات الناسفة وتنظيف المناطق التي دمرها «داعش» في الأنبار

بمشاركة 300 متطوع.. وفرق دولية تشارك في تطهير المحافظة من الألغام

الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية لتحرير الرمادي الصور («الشرق الأوسط»)
الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية لتحرير الرمادي الصور («الشرق الأوسط»)
TT

بدء حملة إزالة العبوات الناسفة وتنظيف المناطق التي دمرها «داعش» في الأنبار

الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية لتحرير الرمادي الصور («الشرق الأوسط»)
الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية لتحرير الرمادي الصور («الشرق الأوسط»)

تواصل فرق الجهد الهندسي والدوائر الخدمية التابعة للمقر المسيطر في محافظة الأنبار، وبمشاركة 3000 متطوع من أبناء المحافظة، عمليات إزالة العبوات الناسفة والألغام وتنظيف المناطق من آثار الدمار الذي تسبب بانهيار آلاف المنازل التابعة للمواطنين والدوائر والمؤسسات الحكومية، بعد العمليات العسكرية التي شهدتها مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار أثناء تحريها من سيطرة تنظيم داعش المتطرف.
وبحث محافظ الأنبار صُهيب الراوي، مع خبراء من التحالف الدولي في رفع المخلفات الحربية وإعادة إعمار المناطق المحررة في مدينة الرمادي وباقي المدن في المحافظة.
وقال الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «فرقًا متخصصة تابعة لقوات التحالف الدولي ستساهم بصورة فاعلة في رفع العبوات، وتفكيك آلاف المخلفات الحربية، والقيام بمسح تقني شامل لمدينة الرمادي وباقي مدن الأنبار»، وأضاف: «حيث تباحثنا مع خبراء من قبل التحالف الدولي في مبنى المقر المسيطر في منطقة عامرية الفلوجة على هذه المسألة، وتم الاتفاق على المشاركة الفعلية لرفع المخلفات الحربية وإعادة إعمار المدن المحررة وعودة العائلات النازحة من أجل استتبات الأمن وإعادة الاستقرار إلى مدن الأنبار».
وفي سياق متصل أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجح بركات العيساوي، عن تطهير 70 في المائة من مناطق مدينة الرمادي، من العبوات الناسفة والمتفجرات.
وقال العيساوي لـ«الشرق الأوسط» أن «دوائر الدولة الخدمية التابعة لوزارات البلديات والصحة والبيئة، وبمشاركة فاعلة من قبل قوات الجيش والشرطة، تعمل على رفع العبوات الناسفة، ومعالجة الأجسام الغربية من المناطق والأحياء السكنية في مدينة الرمادي، لضمان عودة النازحين إلى منازلهم بعد تأمين سلامتهم عبر تأمين المناطق بالكامل من إزالة تلك العبوات التي خلفها بالآلاف تنظيم داعش الإرهابي قبل هروب مسلحيه من المدينة».
ميدانيًا، عزا قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، تأخر عملية تطهير جزيرة الخالدية، شرقي الرمادي، إلى وجود المئات من المباني المفخخة والعبوات الناسفة.
وقال المحلاوي: «الكم الهائل من المباني المفخخة والعبوات الناسفة الموضوعة عند الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى منطقة الجزيرة شرقي مدينة الرمادي، أصبحت عائقا صعبا أمام عملية تقدم القوات الأمنية باتجاه تطهير المنطقة كون أن هذه المنطقة تعد من أهم مناطق ارتكاز (داعش) الإجرامي في القاطع الشرقي للمدينة».
وأضاف أن «القوات الأمنية تتعامل بحذر مع هذه المناطق، وتحاول إيجاد طرق بديلة تضمن محاصرة عصابات (داعش) الإجرامي، واقتحام المنطقة وبأقل الخسائر».
وبين المحلاوي أن «وحدة معالجة المتفجرات تعمل على معالجة حقول الألغام والتمركز في مناطق متقدمة من المنطقة المستهدفة»، موضحا أن «(داعش) ابتكر طرقا إجرامية خبيثة لزرع كميات كبيرة من الألغام في المناطق التي تخضع لسيطرته».
وتمكنت القوات الأمنية من تحرير مدينة الرمادي خلال عملية أمنية كبرى بمشاركة كل القطاعات العسكرية ومقاتلي العشائر في الأنبار، فيما واصلت تقدمها باتجاه كل المحاور الأخرى القريبة من المدينة بهدف تأمينها، ثم تمكنت من تحرير مدينة هيت، فيما تستمر القوات الأمنية في عمليات تقدمها نحو تحرير المدن الغربية في محافظة الأنبار، حيث تقوم طائرات قوات التحالف الدولي بتركيز ضرباتها في استهداف القيادات الميدانية والفاعلة لتنظيم داعش في العراق، لما لهذه القيادات من أر على الأتباع، إذ تمكنت طائرات التحالف من قتل قياديين ميدانيين بصفوف «داعش» بمحافظة الأنبار هما «شاكر وهيب» في قضاء الرطبة، ونظيره في التنظيم «أبو مسلم» في جزيرة الخالدية شمال شرق الرمادي.
من جانب آخر أعلن رئيس مجلس ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار، الشيخ مال الله العبيدي، عن افتتاح قاعدة عين الأسد لاستقبال متطوعي العشائر بالجيش.
وقال العبيدي إن «رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وافق على تطوع أبناء عشائر حديثة والبغدادي وهيت وكبيسة في الجيش ضمن الفرقة السابعة».
وأضاف العبيدي أنه «تم افتتاح قاعدة عين الأسد لاستقبال متطوعي العشائر بالجيش»، لافتا إلى أنه «من المقرر أن يتم استقبال نحو أكثر من 3000 متطوع من أبناء العشائر من أجل زجهم في صفوف الجيش العراقي».
يذكر أن القوات الأمنية ورجال العشائر، يسيطرون على قضاء حديثة وناحية البغدادي، فيما يشهد القضاء والناحية هجمات لتنظيم «داعش» بين الحين والآخر، والتي غالبا ما يتم صدها وإلحاق خسائر مادية وبشرية بصفوف التنظيم المتطرف.
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، أن قوات مكافحة الإرهاب استكملت استعداداتها للبدء بعمليات تحرير مناطق غرب محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش.
وقال النعمان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قواتنا أتمت استعداداتها العسكرية بشكل كامل، وهي جاهزة تمامًا الآن للبدء بعمليات تحرير مناطق غرب محافظة الأنبار من سيطرة عصابات (داعش) الإرهابية، حيث تمت عمليات تجهيز القوات بالأسلحة والمعدات الحديثة والمتطورة من أجل حسم المعركة وتحرير مدن الأنبار بالكامل من سطوة تنظيم داعش».
وأضاف النعمان «أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تنتظر الأوامر العسكرية من القيادات العليا للبدء بعمليات تحرير مدن عنة وكبيسة وراوة، بعد أن تمكنت قواتنا من تحرير مدينة هيت بالكامل، بالإضافة إلى فك الحصار عن مدينة حديثة غرب الأنبار».
وأشار النعمان إلى أن «قيادة العمليات المشتركة أوعزت لطيران الجيش بإلقاء مئات الآلاف من المنشورات على مدن غرب الأنبار، تحث المدنيين المحاصرين داخل مدن عنة وراوة وكبيسة والرطبة والقائم الحدودية مع الأردن وسوريا على الخروج من تلك المدن، وتدلهم على الطرق التي ستوصلهم إلى القوات الأمنية العراقية ثم نقلهم إلى الأماكن الآمنة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.