نائب لبناني: سنعمل على تطهير الجيش والمؤسسات العسكرية من ملوثات «حزب الله»

أنطوان زهرا أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب أصبح عبئًا ثقيلاً على لبنان وجلب له الأذى

النائب اللبناني أنطوان زهرا
النائب اللبناني أنطوان زهرا
TT

نائب لبناني: سنعمل على تطهير الجيش والمؤسسات العسكرية من ملوثات «حزب الله»

النائب اللبناني أنطوان زهرا
النائب اللبناني أنطوان زهرا

وجّه النائب اللبناني أنطوان زهرا انتقادات لاذعة لما يسمى «حزب الله»، مؤكدًا أن الحزب أصبح عبئًا ثقيلاً على لبنان، وأنه جلب له الأذى، بنشاطاته في اليمن والبحرين وبقية الدول الخليجية، وأنه ترتب على ذلك انهيار مؤسسات الدولة وتعطيل الانتخابات الرئاسية، وإساءة علاقة بيروت بالرياض، بسبب الخروج عن الإجماع العربي إثر عدم الوقوف إلى جانب السعودية، على خلفية الاعتداءات الإيرانية على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد.
وشدد زهرا على ضرورة تصحيح هذا الواقع الذي صنعه ما يسمى «حزب الله»، من خلال الاستمرار ديمقراطيًا وسلميًا لتحرير لبنان منه، وتطهير الجيش والمؤسسات العسكرية من ملوثاته.
وقال زهرا لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف لبنان محكوم بالاستمرار بالمحاولة ديمقراطيًا وسلميًا لتغيير هذا الواقع، ذلك أن الاستسلام خيار مرفوض بالنسبة لنا، وإلا سلمنا البلد وذهبنا إلى غير رجعة»، مؤكدًا أن ما يسمى «حزب الله»، جزء من فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، المكلف بالعمليات الخارجية، لخلق الفوضى بالمنطقة، بشكل ظاهر للعيان ومكشوف، بدءًا من اليمن إلى البحرين إلى محاولة التدخل في بقية الدول الخليجية، منوها بأن الحزب يضطلع بدور رئيسي في الحرب الدائرة في سوريا نيابة عن الولي الفقيه، وأصالة عن نفسه.
وذكر أن تعاطي الخارجية اللبنانية مع الاعتداءات الإيرانية على مباني البعثة السعودية في إيران، في اجتماع الجامعة العربية، أحرج غالبية الشعب اللبناني، وأكد وجود خطأ كان بالإمكان تداركه.
ولفت إلى أن اللبنانيين لا يغامرون بالعلاقات السعودية – اللبنانية، «فعند التفكير بالعلاقات الثنائية، لا يجب التفكير فقط في مصلحة اللبنانيين المقيمين في السعودية وفي بقية دول مجلس التعاون الخليجي، كمؤسسين للاقتصاد اللبناني وجزء عزيز من الشعب اللبناني ومن مكوناته، لأنه ليس هذا هو الأساس، إنما الأساس احترام دولة منذ نشأتها وهي السعودية؛ إذ إنها طوال هذا الوقت من عمرها، تتعاطى مع لبنان وبقية البلاد العربية، من منطلق الأخوة الصادقة والصداقة والدعم عندما تتوفر إمكانات ذلك، دون التدخل في الشؤون الداخلية».
وأكد النائب اللبناني أن «اتفاق الطائف»، كان للتوفيق بين اللبنانيين ولم يكن فرضًا لوجهة نظر خارجية على لبنان، منوها بأنه «في أصعب الظروف، لا تتدخل السعودية في الشأن الداخلي للبنان قط»، موضحا أن «هذا يبين احترامها لنفسها بصفتها دولة ذات سيادة، واحترامها للدول العربية وسيادتها، ومن بينها لبنان، رغم حاجة الدول لها ولإمكاناتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية».
وزاد: «العلاقات السعودية – اللبنانية، حتما ستعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي، كلنا نعرف أن هناك عبئا ثقيلا على لبنان الدولي وعلى لبنان الشعب وعلى لبنان الدبلوماسي، اسمه (حزب الله) وارتباطه، كونه جزءا من المخطط الإيراني؛ إذ لسنا مغشوشين بطبيعة (حزب الله)، فهو جزء من (فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني، وهو الفيلق المكلف بالعمليات الخارجية، ولذلك، فإن نشاطاته ظاهرة للعيان ومكشوفة من اليمن إلى البحرين إلى محاولة التدخل في بقية الدول الخليجية، وطبعا الحرب الدائرة في سوريا التي يضطلع بدور كبير فيها وبشكل رئيسي نيابة عن الولي الفقيه، وأصالة عن نفسه».
و«رغم هذا الواقع المرير»، على حد تعبير زهرا، «يبقى الأمل كبيرا في تغييره في المستقبل القريب»، مبينا أنه يمثل العائق الأساسي أمام بناء الدولة وأمام سيادتها وحريتها وسياساتها الخارجية والدفاعية واستقرارها وبناء مؤسساتها، مشددا على ضرورة تكريس ما تبقى من مؤسسات وقدرات لإعادة العلاقات مع السعودية.
وأعرب عن أمله في إعادة تصويب المؤسسة العسكرية اللبنانية وتحريرها من قبضة ما يسمى «حزب الله»، لافتًا إلى أن «لبنان من دون رئيس نتيجة لتحكم السلاح غير الشرعي وتولي (حزب الله) الحياة السياسية اللبنانية ومنع الحياة السياسية الدستورية، من السير بشكلها الطبيعي، وبالتالي تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، مع ما يترتب على ذلك من شكل لبقية مؤسسات الدولة الدستورية، وتراكم الأزمات على صعيد العمل الحكومي، وشلل العمل في المجلس النيابي، وعدم القدرة على إطلاق أي مبادرة جدية نحو تحسين الوضع في لبنان»، مؤكدًا أن المسؤول عنها بشكل مباشر هو ما يسمى «حزب الله» ومشروعه الذي لا يقيم وزنا لا للدولة ومؤسساتها ولا لمصالح الشعب اللبناني.
وأضاف أن ما يسمى «حزب الله» اختار أن ينهي نفسه بنفسه، عندما اختار التدخل في الحرب السورية، مبينًا أن «هذه بداية النهاية بالنسبة له، وعندما يبدأ انهيار مشروع ما من هذا الحجم، فسيكون التدحرج سريعا بخلاف المتوقع».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.