الجزائر: العثور على مخبأ يحوي كمية كبيرة من الأسلحة

الترسانة مصدرها «دواعش» ليبيا

الجزائر: العثور على مخبأ يحوي كمية كبيرة من الأسلحة
TT

الجزائر: العثور على مخبأ يحوي كمية كبيرة من الأسلحة

الجزائر: العثور على مخبأ يحوي كمية كبيرة من الأسلحة

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس، أن الجيش اكتشف مخبأ لجماعات متطرفة جنوب البلاد، بداخله 131 قطعة سلاح حربي من أنواع مختلفة، وكمية كبيرة من الذخيرة وأجهزة اتصال متطورة. وتقع المنطقة بالقرب من الحدود الليبية، حيث ينتشر الجيش بكثافة؛ خشية تسلل عناصر «داعش»، إلى التراب الجزائري.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: «إن العملية العسكرية التي قادت إلى اكتشاف المخبأ، تمت أول من أمس بمنطقة بئر الذر بولاية الوادي (650 كلم جنوب شرقي العاصمة)، وأدرجتها في إطار مكافحة الإرهاب، ومتابعة للعملية التي أفضت إلى القضاء على 14 إرهابيا في شهر مارس (آذار) الماضي بالقطاع العسكري للوادي، وكذا العملية النوعية التي مكنت من حجز كمية ضخمة من الأسلحة والذخيرة، يوم 15 أبريل (نيسان) الماضي». في إشارة إلى ضربات قوية استهدفت معاقل تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بالصحراء الكبرى. وتعرف منطقة بئر الذرَ، بكونها مكانا يتقاطع فيه نشاط مهربي الوقود والسلاح وتجارة المخدرات، مع نشاط الجماعات المسلحة المتطرفة، التي تستفيد من غياب سلطة الدولة بهذه المنطقة الصحراوية.
وأوضح البيان، أن «الأسلحة التي عثر عليها الجيش تتمثل، في 3 قذائف هاون عيار 60 ميليمتر، وبندقيتين رشاشتين من نوع (إف إم بي كا)، و4 قواذف صواريخ من نوع RPG – 7، وقاذفتي صواريخ من نوع RPG5».
إضافة إلى 117 مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، وبندقية بمنظار و310 مخازن ذخيرة خاصة بالمسدس رشاش كلاشنيكوف، و9 مخازن ذخيرة خاصة بالبندقية الرشاشة من نوع RPK، زيادة على حجز 51 أخمص خاصة بالمسدس الرشاش كلاشنيكوف، وكيس يحتوي على كمية من الصواعق الكهربائية، بحسب البيان الذي تحدث أيضا عن «عثور الجيش على ذخيرة تتمثل في 70 قذيفة هاون عيار 60 ملم و68 قنبلة يدوية دفاعية وهجومية 125 وصمامة خاصة بالهاون عيار 60 ملم، و127 مقذوف RPG - 7 مع 84 حشوة دافعة، و4 حزمات للفتيل الصاعق و6 ألغام مضادة للدبابات، وكمية ضخمة من الذخيرة مختلف العيارات، بالإضافة إلى 14 جهازا للاتصال بلواحقها».
وذكر البيان العسكري، أن «هذه النتائج المحققة تؤكد مرة أخرى، إصرار وعزيمة الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن، على إحباط أي محاولة لاختراق الحدود الوطنية والمساس بسلامة التراب الوطني». ولم تذكر وزارة الدفاع تفاصيل أخرى عن العملية، كالظروف التي أدت إلى اكتشاف المخبأ. كما لم تذكر ما هي الجماعة المسلحة «صاحبة» هذه الترسانة الحربية، وإن كان معروفا أن تنظيمين ينشطان بمنطقة الوادي: «القاعدة المغاربية» و«داعش».
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»: إن حجم ترسانة السلاح التي تم العثور عليها هي الأكثر أهمية منذ سنتين على الأقل». مشيرا إلى أن العملية العسكرية تمت بفضل متطرف «داعشي» ينحدر من ليبيا، اعتقله الجيش الأسبوع الماضي؛ إذ هو الذي دلَ العساكر على مكان المخبأ. وأضاف المصدر بأن كثرة عدد قطع السلاح التي عثر عليها الجيش، توحي بأن الإرهابيين كانوا بصدد التخطيط لضرب هدف معين بالصحراء. ورجح المصدر نفسه، أن السلاح تم استقدامه من ليبيا، حيث ينتشر السلاح بشكل واسع منذ سقوط نظام العقيد القذافي عام 2011. يشار إلى أن قوات الأمن حجزت كمية كبيرة من السلاح، في شقة بالعاصمة في نهاية العام الماضي. وقالت وزارة الداخلية: إن «مصدر السلاح ليبيا».
وترى السلطات الجزائرية أنها الأكثر تضررا، من الأزمة الأمنية التي تعصف بليبيا؛ فالحدود بين البلدين يفوق طولها 900 كلم، وهي مرتع لنشاط المهربين، وفيها أقام الجيش الجزائري عشرات مراكز المراقبة المتقدمة لصد اعتداءات محتملة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.