أمين «الأصالة والمعاصرة» المغربي يؤكد سعيه لرئاسة الحكومة المقبلة

العماري قال إنه سيعطي الأولوية للتعليم والصحة.. وتشغيل الشباب والنساء

أمين «الأصالة والمعاصرة» المغربي يؤكد سعيه لرئاسة الحكومة المقبلة
TT

أمين «الأصالة والمعاصرة» المغربي يؤكد سعيه لرئاسة الحكومة المقبلة

أمين «الأصالة والمعاصرة» المغربي يؤكد سعيه لرئاسة الحكومة المقبلة

قال إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، إن الدفاع عن القضية الوطنية للمغرب «يقتضي السفر إلى البلدان التي ينشط فيها الأعداء والعمل على إحباط مؤامراتهم».
وجاءت تصريحات العماري في ندوة «مساءلة أصحاب القرار»، التي نظمتها مساء أول من أمس المدرسة العليا للتدبير بالدار البيضاء، ردا على الانتقادات التي وجهها له خصومه بخصوص تعاطفه مع إقليم كردستان العراق، وزيارته لكثير من الدول الأفريقية والأميركية الجنوبية، التي تدعم جبهة البوليساريو، الداعية لانفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب.
وأضاف العماري موضحا أن «الذين يحاربوننا لا يتوقفون عن الجري ونسج المؤامرات، فهل نترك لهم المجال فارغا؟ ففي الأوروغواي مثلا تمكنوا من جمع توقيعات 67 أستاذا جامعيا على عارضة معادية لموقف المغرب، وأرسلوها إلى رئيس الجمهورية، والنتيجة اعتراف الأوروغواي بـ(الجمهورية الصحراوية)».
كما دافع العماري بقوة وحماسة عن زيارته لكردستان وعلاقاته بالحزب الديمقراطي الكردستاني، التي وجه له خصومه انتقادات بسببها، عادين الأمر يتعلق بحركة انفصالية. وقال العماري ردا على هذه الانتقادات: «أبدا الأكراد ليسوا انفصاليين، ولولا توجههم الوحدوي لابتلع الفرس العراق. فمن حرر اليزيديين؟ ومن يقف اليوم في وجه (داعش)؟ ومن يواجه الأطماع التوسعية للفرس؟ إنهم الأكراد حفدة صلاح الدين الأيوبي»، مشيرا إلى أن علاقته بكردستان قديمة، وأنه اشتغل مع الحزب الديمقراطي الكردستاني حول قضية استعمال الإسبان للغازات السامة ضد سكان جبال الريف (شمال المغرب)، وأضاف العماري موضحا: «لقد وجدت تفهما ومساعدة كبيرين من الأكراد في هذا الملف كونهم عانوا من المأساة نفسها حين قصفهم صدام حسين بالكيماوي».
من جهة أخرى، أكد العماري سعي حزبه للفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة، وبالتالي الفوز برئاسة الحكومة، موضحا أن حزبه بصدد إعداد برنامجه الانتخابي الذي سيعلن عنه بعد أسابيع. ولم يكشف العماري أي تفاصيل حول البرنامج، لكنه أشار إلى كونه سيعطي الأولوية للتعليم والصحة، وتشغيل الشباب والنساء، وقال بهذا الخصوص: «عندما ننتهي من إعداد البرنامج سنعرضه أولا على الخبراء، ثم على شخصيات مهمة، لنناقشه معهم ونقومه قبل أن نعرضه للعموم».
وردا على سؤال حول الجدل الدائر حول مجانية التعليم بالمغرب، قال العماري: «أين هي المجانية؟ فالتلميذ يشتري دفاتره وكتبه وأدواته، ويتنقل إلى المدرسة على الأقدام، ويكون ذلك أحيانا لعدة كيلومترات، ويحمل معه أكلا من البيت من صنع أمه؟ فأين هي المجانية»، مضيفا أن الدول التي طرحت فيها إشكالية المجانية تتحمل فيها الحكومات كل مصاريف التمدرس من الحقائب المدرسية، والبدلة، إلى النقل المدرسي والمطعم. وقال إنه «في هذه الحالة يكتسي النقاش حول مساهمة الأسر مشروعية. أما عندنا فكل ما توفره الحكومة هو أجور المعلمين والبنايات التي لا يراعي بعضها المعايير المطلوب توفرها في البنايات المدرسية».
وأشار العماري إلى أن 78 في المائة فقط من الأطفال يدخول المدرسة في المغرب، ولا يجتاز منهم الشهادة الابتدائية إلا 30 في المائة، وأن 260 ألف طالب في الجامعة لا يتخرج منهم إلا النصف، وتساءل قائلا: «أمام كل هذا الهدر ما كلفة التعليم بالنسبة للحكومة؟ 32 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة لم يلجوا المدارس قط».
وشدد العماري على أن أي حزب في المغرب لا يمكنه ادعاء القدرة على مواجهة المشكلات التي تعاني منها البلاد بمفرده، وقال: «علينا أن نتعاون، وأن نضع اليد في اليد من أجل تحقيق أهداف مشتركة».
وبخصوص التحالفات المحتملة للحزب بعد الانتخابات المقبلة، أشار العماري إلى أنه لن يتحالف إلا مع الأحزاب التي يتقاسم معها المرجعية نفسها المبنية على الحفاظ على الهوية المغربية واحترام الدستور. وقال بهذا الخصوص: «لن أتحالف مع من يرسل أبناءه للدراسة في البعثات الأجنبية، ويفرض على أبناء الشعب مناهج دراسية سيئة».
وحول آيديولوجية الحزب، أشار العماري إلى أنها مختزلة في اسم الحزب «الأصالة والمعاصرة»، موضحا أن الأصالة لا تعني التقاليد، بل الهوية المغربية التي تكونت عبر التاريخ العريق للمغرب. أما الحداثة، يقول العماري، فهي ليست حكرا على الغرب، بل هي نتاج حركات التحرر في العالم.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.