التهدئة انتهت في سوريا والاقتتال يتصاعد في شرق دمشق وحلب

فصائل المعارضة تتمكن من السيطرة على بعض الأراضي من النظام

التهدئة انتهت في سوريا والاقتتال يتصاعد في شرق دمشق وحلب
TT

التهدئة انتهت في سوريا والاقتتال يتصاعد في شرق دمشق وحلب

التهدئة انتهت في سوريا والاقتتال يتصاعد في شرق دمشق وحلب

نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم (الاربعاء)، عن الجنرال سيرجي كورالينكو المسؤول عن المركز الروسي لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا، أنّ الوضع في أجزاء من شمال اللاذقية وحلب وفي محافظة دمشق، ما زال "متوترا".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وعمال انقاذ، إنّ ضربات جوية استهدفت منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية شرق دمشق اليوم، بعد أن انتهى في منتصف الليل أجل اتفاق كان يهدف إلى وقف الاقتتال هناك. مضيفًا أنّ قتالا اندلع بين جماعات المعارضة وقوات النظام في المنطقة التي استُهدفت بالضربات الجوية في بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية.
وذكرت خدمة الدفاع المدني للانقاذ في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من ريف دمشق، أنّ المنطقة استهدفت بـ21 ضربة جوية وقصف بالمورتر في الوقت ذاته. وتابعت في بيان أنّه لم تقع أي اصابات.
وأفاد المرصد ومصادر من الجانبين، أنّ عشرات قتلوا في معركة دارت على مدى يوم كامل بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام في غرب حلب، وما زالت مستمرة بشكل متقطع اليوم.
وقدمت المصادر روايات متضاربة عن نتيجة المعركة التي اندلعت في وقت مبكر أمس، في منطقة جمعية الزهراء بغرب حلب وفي محيطها.
وقال أحد مقاتلي المعارضة إنّ المقاتلين تمكنوا من السيطرة على بعض الاراضي من قوات النظام، في حين يدّعي النظام أنّه صد الهجوم.
وهدد القتال الخطوط الدفاعية لقوات النظام حول المناطق الخاضعة لسيطرته في غرب حلب.
من جهته، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، إنّ عشرات قتلوا من الجانبين، فيما وصفها بأنّها أعنف معركة في المنطقة خلال عام. وأضاف أنّ قوات النظام حصلت على تعزيزات من حلفائها في حزب الله اللبناني.
في المقابل، أفاد مقاتل في المعارضة بأنّ نحو 40 من المقاتلين في صفوف قوات النظام، قتلوا، ولم تتجاوز خسائر مقاتلي المعارضة عشرة قتلى. فيما ذكر مقاتل ثان في المعارضة، أنّ مقاتلي المعارضة انتزعوا موقعا استراتيجيا يعرف باسم (فاميلي هاوس)؛ لكنّهم فقدوا السيطرة عليه في وقت لاحق، بعد أن جلبت قوات االنظام تعزيزات.
وكانت موسكو قد أعلنت يوم الاثنين تمديد تهدئة مؤقتة، توسطت فيها مع الولايات المتحدة حتى نهاية يوم الثالث من مايو (أيار). ولم يُعلن أي تمديد آخر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.