كشفت مسؤولون عسكريون في الجيش الوطني اليمني، أن الميليشيات الحوثية وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قامت بتجنيد أكثر من 48 ألف فرد من القاصرين والشباب داخل العاصمة اليمنية «صنعاء» خلال الأيام الماضية، بخلاف عمليات التجنيد التي تنفذها في عدد من المديريات التي تسيطر عليها، وذلك تمهيدًا لإنشاء عدد من الألوية العسكرية المدربة تحت إشراف خبراء أجانب.
وأكد المسؤولون أثناء حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات استغلت الهدنة وسيطرتها على بعض المدن والمديريات في عمليات التجنيد الإلزامي لعدد كبير من فئات المجتمع المدني، كما حولت الكثير من المدارس والكليات في صنعاء، والحديدة، وذمار، إلى ثكنات عسكرية وأخرى لحسينات، ومراكز تدريب للأفراد، وإرسالهم فيما بعد إلى نقاط التماس مع الجيش الوطني.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد «اللواء 15 ميكا» وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن، لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، استفادت كثيرا في الأيام الماضية منذ انطلاق الهدنة في تجهيز وترتيب صفوفهم العسكرية، وإعادة توزيع قواهم على الجبهات، في محاولة لاختراق صفوف الجيش الوطني، والاستيلاء على المدن المحررة التي كانت في وقت سابق تحت سيطرتهم. وأضاف العميد الصبيحي، أنه وخلال الفترة الماضية المقرونة بالهدنة قامت الميليشيا بتجنيد أكثر من 48 ألف عنصر من سكان العاصمة صنعاء، غالبيتهم من القاصرين والمراهقين الذين لم تتجاوز أعمارهم 16 عاما، إضافة إلى عمليات التجنيد في عدد من المديريات التي تسيطر عليها والتي يجري رصد المنتسبين الجدد فيها.
ولفت العميد الصبيحي، إلى أن هذه الأعداد التي جُندت بأساليب مختلفة، منها الإكراه، والضغط على أهالي المجندين، تسعى الميليشيات وحليفها الرئيس المخلوع، لاستخدامها خلال الفترة المقبلة، بإشعال المعارك الحربية خاصة في المدن الرئيسية داخل الأقاليم والتي يتمركز فيها الجيش الوطني، موضحا أن الجيش الوطني، جاهز لكل الاحتمالات التي من المتوقع حدوثها ويتعامل مع هذه التحركات بحذر وحيطة. وعن المواجهات المباشرة، قال قائد «اللواء 15 ميكا»، إن هناك عددا من المواجهات المباشرة مع الميليشيات في مواقع مختلفة، والجيش الوطني يرد بكل قوة على هذه الخروقات والاستفزازات من قبل الحوثيين، إلا أن أبرز الخروقات التي تشنها الميليشيات بدعم من الحرس الجمهوري تحدث في جبهة «الوازعية» بالقرب من مدينة تعز والتي تشهد تدفقا لأفراد الميليشيا من بعض المعسكرات، إضافة إلى الخروقات في «باب المندب» والتي ضُربت بصواريخ باليستية صباح أمس الثلاثاء وفي مواقع متفرقة.
وشدد العميد الصبيحي، أن الجيش يرد على هذه الخروقات بكل حزم وقوة، وتعامل مع هذه التحركات من خلال رصدها ومتابعتها، خاصة وأن الجيش الوطني اعتاد وعلى مدار الفترة الماضية، أن الميليشيا تقوم بالاستفادة من هذه الهدنات والتي عادة ما تنتهك في التجهيز والإعداد وتقوية قدراتها في خطوة منها لإطالة عمر الحرب.
وحول استفادة الميليشيات من المقار التعليمية في تحويلها لثكنات، قال العميد الصبيحي، إن الحوثيين وحلفاءهم، يستفيدون من كل موقع في الأماكن الآمنة التي لا يصل إليها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من خلال تحويلها إلى أي شيء يخدم مخططاتهم، ومنها التدريب العسكري والتجنيد، ومنها المدارس والكليات في المحافظات والمديريات التي تقع تحت سيطرتهم في الحديدة، وصنعاء، وذمار، وحجة، والمحويت، مخالفين بذلك كل الأنظمة المحلية والدولية من خلال تحويل المنشآت التعليمية لمواقع تدريب عسكري.
وفي هذا السياق، ذكر ناشطون حقوقيون، أن آخر مواقع التعليم التي تحولت إلى مراكز للأنشطة الطائفية والتحريضية التي سجلت أمس الثلاثاء كانت في كليتي التربية والعلوم الإدارية برداع، التابعتين لجامعة البيضاء، كما تنشر الميليشيا بين الطلاب، وفقا للحقوقيين، كل ما يدعو للطائفية، وممارسة التحريض، وبث النعرات العنصرية، وتغذية الصراعات المذهبية والسياسية والفكرية، ووصف كل من يخالفهم بالمرتزقة والخونة.
قائد اللواء 15: الانقلابيون جندوا ألاف الأطفال وحولوا المدارس إلى معسكرات
تمهيدًا لإنشاء عدد من الألوية العسكرية استعدادًا للفترة المقبلة
قائد اللواء 15: الانقلابيون جندوا ألاف الأطفال وحولوا المدارس إلى معسكرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة