انطلاق أعمال مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين

الإنتاج المحلي يغطي 15 % من السوق الفلسطينية و85 % منتجات إسرائيلية

انطلاق أعمال مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين
TT

انطلاق أعمال مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين

انطلاق أعمال مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين

انطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمان أعمال مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين، برنامج اللقاءات الثنائية، بمشاركة رجال أعمال من فلسطين والأردن، بتنظيم من ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني الأردني وملتقى الأعمال الفلسطيني في الخليل، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتنمية (GIZ).
وقال رئيس ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني الأردني الدكتور طلال البو إن مشروع تعزيز التبادل التجاري يهدف إلى تعزيز العلاقة التجارية المشتركة، ودعوة المستثمرين إلى تعزيز التعاون وإقامة المشاريع المشتركة بين الأردن وفلسطين.
وأضاف البو أن القطاع التجاري الأردني يتطلع إلى زيادة الهامش التجاري عبر اللقاءات وإتاحة الفرصة أمام رجال الأعمال لطرح فرصهم الاستثمارية، بالتنسيق مع غرف الصناعة والتجارة بما يحقق مصالح مشتركة، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين.
وطالب البو بتعديل اتفاق برتوكول باريس، مما يساهم في زيادة الكميات التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين. وقال إن الاقتصاد الفلسطيني لا يزال رهنية للاقتصاد الإسرائيلي، وأن السلطات الإسرائيلية تعمل على تدمير اقتصاد فلسطين، مبينًا أن رجال الأعمال معنيون بتعزيز الاقتصاد الفلسطيني رغم التحديات، وأن التنمية الاقتصادية في ظل الاحتلال الإسرائيلي تعتبر صعبة، الأمر الذي يحتم على رجال الأعمال زيادة التعاون التجاري بما يخدم اقتصاد الأردن وفلسطين.
من جانبه، قال محمد الحرباوي رئيس ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني إن مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين، يأتي ضمن عدة مشاريع اقتصادية، تهدف إلى دراسة آفاق التعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال من كلا البلدين، والتعرف على الإمكانات التي تساهم في رفد الاقتصاد الفلسطيني.
وبين الحرباوي أن رجال الأعمال الفلسطينيين يبحثون عن تعزيز التبادل التجاري منذ عام 1995، بهدف إعادة فلسطين للعمق العربي، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية نجحت في إتباع اقتصاد فلسطين إلى الاقتصاد الإسرائيلي. وأضاف أن لدى رجال الأعمال الفلسطينيين إصرار للتخلص من تبعية الاقتصاد الفلسطيني لإسرائيل.
وأشار إلى أن الإنتاج الفلسطيني يغطي 15 في المائة فقط من السوق الفلسطينية، وأن 85 في المائة من المنتجات التي تورد إلى فلسطين مصدرها المنتج الإسرائيلي، بحجم استيراد يصل إلى نحو 5 مليارات دولار.
وقالت ممثلة وكالة التعاون الألماني (GIZ) نينا لوتر إن مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين يأتي ضمن عدة مشاريع ينفذها وكالة التعاون الألماني بتمويل من الوزارة الألمانية للتعاون، وبهدف دعم التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط وخاصة بين فلسطين والدول العربية المجاورة.
وأضافت في كلمتها خلال أعمال المؤتمر أن الوكالة الألمانية تدرك الوضع الراهن للاقتصاد الفلسطيني الذي لا يستطيع النهوض، ويحتاج إلى دعم مشاريعه وزيادة التبادل التجاري عبر نقل الخبرات والوصول إلى تنمية اقتصادية تساعد على خلق فرص العمل.
وأشارت إلى أن ملتقى الأعمال الفلسطيني الأردني وملتقى رجال الأعمال الفلسطيني وضع أربعة مكونات استراتيجية ضمن مشروع تعزيز التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين، تتخلص في تصميم قاعدة بيانات للنشاط الاقتصادي لرجال الأعمال في كلا البلدين، بناء على معلومات وبيانات صحيحة، وتنفيذ سلسلة من اللقاءات الثنائية للجمع بين الأعمال التجارية في كلا البلدين بناء على تحليل دقيق لقاعدة البيانات الخاصة برجال الأعمال في كلا البلدين.
وأوضحت أن أهم العوائق التي يجب التوصل إلى حلها هي التحديات المتعلقة بعبور شحنات البضائع بين الأردن وفلسطين، حيث أصبحت مرافق المعبر الحدودي معوقات خطيرة لحركة البضائع في ظل ارتفاع حركة التبادل التجاري عبر جسر الملك حسين.
وبينت أن الوكالة الألمانية تأمل أن تثمر اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم الفلسطينيين في معرفة المعيقات وتسهيل إيجاد الحلول بالتنسيق مع الجهات الرسمية. وقالت إن التعاون بين الأردن وفلسطين يساعد في تقديم نموذج من التنسيق بغض النظر عن العوائق السياسية.
ويصل حجم التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين إلى 100 مليون دولار سنويًا، بينما يصل حجم توريد البضائع الإسرائيلية إلى السوق الفلسطيني بنحو 4.5 مليون دولار. وحضر اللقاء عدد كبير من رجال الأعمال الفلسطينيين والأردنيين، حيث تم تنظيم لقاءات عمل مشتركة بينهم، لبحث إمكانية تفعيل التجارة البينية وتدفق حركة البضائع وإقامة مشاريع مشتركة في كل من الأردن وفلسطين.
يشار إلى أن اتفاقية باريس تشمل سبعة بنود، وتحدثت هذه البنود عن حرية تنقل السلع الصناعية بين الجانبين حيث سمحت إسرائيل وبشكل عام بدخول المنتجات الصناعية الفلسطينية إلى أسواقها دون الحاجة إلى تصاريح مسبقة، شريطة أن يلتزم المنتج الفلسطيني بالمواصفات والتعليمات الصحيحة، إلا أنها منعت دخول المنتجات الدوائية الفلسطينية إلى أسواقها بحجة عدم مطابقتها لمتطلبات الصحة العامة.
أما المنتجات الإسرائيلية الصناعية فقد دخلت إلى أسواق الضفة الغربية وقطاع غزة بحرية تامة، وقد شكلت الصادرات الصناعية الفلسطينية إلى إسرائيل نسبة عالية جدًا وخاصة في سلع الملبوسات، والأحذية، والمنتجات الخشبية، وصناعة الخيزران، ومواد البناء وحجر الرخام.



محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)
TT

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)

أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تخلفه سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مشيرين إلى أنهم سيتحركون ببطء أكبر بشأن خفض أسعار الفائدة بسبب حالة عدم اليقين، بحسب محضر الاجتماع الذي صدر يوم الأربعاء.

ولم يذكر ملخص الاجتماع ترمب بالاسم، بل تضمن على الأقل أربع إشارات إلى التأثير الذي قد تخلفه التغييرات في سياسة الهجرة والتجارة على الاقتصاد الأميركي.

ومنذ فوز ترمب في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني)، أشار إلى خطط لفرض تعريفات جمركية عقابية صارمة على الصين والمكسيك وكندا، فضلاً عن شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتزم مواصلة المزيد من إلغاء القيود التنظيمية والترحيل الجماعي.

ومع ذلك، فإن مدى ما ستكون عليه تصرفات ترمب، وعلى وجه التحديد كيف سيتم توجيهها، يخلق نطاقاً من الغموض حول ما هو قادم، وهو ما قال أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية إنه يتطلب الحذر.

وقال المحضر: «لقد حكم جميع المشاركين تقريباً بأن المخاطر الصعودية لتوقعات التضخم قد زادت. كأسباب لهذا الحكم، استشهد المشاركون بقراءات أقوى من المتوقع مؤخراً للتضخم والآثار المحتملة للتغييرات المحتملة في سياسة التجارة والهجرة».

صوّت أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على خفض سعر الاقتراض القياسي للبنك المركزي إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة. ومع ذلك، فقد خفضوا أيضاً توقعاتهم بشأن التخفيضات المتوقعة في عام 2025 إلى اثنين من أربعة في التقدير السابق في اجتماع سبتمبر (أيلول)، على افتراض زيادات ربع نقطة.

خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بنقطة كاملة منذ سبتمبر، وتشير أسعار السوق الحالية إلى تحرك واحد أو اثنين فقط إلى الأسفل هذا العام.

وأشار المحضر إلى أن وتيرة التخفيضات المقبلة من المرجح أن تكون أبطأ بالفعل.

وجاء في الوثيقة: «في مناقشة آفاق السياسة النقدية، أشار المشاركون إلى أن اللجنة كانت بالقرب من النقطة التي سيكون من المناسب عندها إبطاء وتيرة تخفيف السياسة».

وعلاوة على ذلك، اتفق الأعضاء على أن «سعر السياسة أصبح الآن أقرب بكثير إلى قيمته المحايدة مقارنة بما كان عليه عندما بدأت اللجنة تخفيف السياسة في سبتمبر. بالإضافة إلى ذلك، اقترح العديد من المشاركين أن مجموعة متنوعة من العوامل تؤكد الحاجة إلى اتباع نهج حذر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية خلال الأرباع القادمة».

وتشمل هذه الظروف قراءات التضخم التي تظل أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي السنوي البالغ 2 في المائة، ووتيرة قوية للإنفاق الاستهلاكي، وسوق عمل مستقرة، ونشاطاً اقتصادياً قوياً، حيث كان الناتج المحلي الإجمالي ينمو بمعدل أعلى من الاتجاه حتى عام 2024.

وذكر المحضر أن «أغلبية كبيرة من المشاركين لاحظوا أنه في المرحلة الحالية، مع موقفها الذي لا يزال مقيداً بشكل كبير، كانت اللجنة في وضع جيد يسمح لها بتخصيص الوقت لتقييم التوقعات المتطورة للنشاط الاقتصادي والتضخم، بما في ذلك استجابات الاقتصاد للإجراءات السياسية السابقة للجنة».

وشدد المسؤولون على أن التحركات السياسية المستقبلية ستعتمد على كيفية تطور البيانات وليست على جدول زمني محدد.

وأظهر مقياس بنك الاحتياطي الفيدرالي المفضل أن التضخم الأساسي بلغ معدل 2.4 في المائة في نوفمبر، و2.8 في المائة عند تضمين أسعار الغذاء والطاقة، مقارنة بالعام السابق. ويستهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي التضخم عند 2 في المائة.

في الوثائق التي تم توزيعها في الاجتماع، أشار معظم المسؤولين إلى أنه في حين يرون أن التضخم يتجه نحو الانخفاض إلى 2 في المائة، فإنهم لا يتوقعون حدوث ذلك حتى عام 2027 ويتوقعون أن المخاطر القريبة الأجل هي في الاتجاه الصعودي.

في مؤتمره الصحافي الذي أعقب قرار سعر الفائدة في 18 ديسمبر، شبّه الرئيس جيروم باول الموقف بـ«القيادة في ليلة ضبابية أو الدخول إلى غرفة مظلمة مليئة بالأثاث. عليك فقط أن تبطئ».

يعكس هذا البيان عقلية المشاركين في الاجتماع، الذين لاحظ العديد منهم أن «الدرجة العالية الحالية من عدم اليقين تجعل من المناسب للجنة أن تتخذ نهجاً تدريجياً مع تحركها نحو موقف سياسي محايد»، وفقاً للمحضر.

أظهر «الرسم البياني النقطي» لتوقعات الأعضاء الفرديين خفض أسعار الفائدة مرتين أخريين في عام 2026 وربما مرة أو مرتين أخريين بعد ذلك، مما يؤدي في النهاية إلى خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الأمد البعيد إلى 3 في المائة.