الحزب الاشتراكي ينهي قطيعته للحكومة ويعلن انضمامه إلى الشرعية

وفد من الحزب يصل إلى الرياض

الحزب الاشتراكي ينهي قطيعته للحكومة ويعلن انضمامه إلى الشرعية
TT

الحزب الاشتراكي ينهي قطيعته للحكومة ويعلن انضمامه إلى الشرعية

الحزب الاشتراكي ينهي قطيعته للحكومة ويعلن انضمامه إلى الشرعية

أعلن الحزب الاشتراكي اليمني، ثالث أكبر الأحزاب اليمنية، تأييدهم لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث وصل وفد رفيع من قيادته إلى العاصمة السعودية الرياض للانضمام إلى الشرعية، وبحسب مصادر في الحزب، لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوفد يتكون من الدكتور عبد الرحمن عمر السقاف، أمين عام الحزب، ونائبه، وأعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية وسكرتيري المحافظات.
وتعد هذه الخطوة، بحسب مراقبين، خطوة مهمة لفك ارتباط الحزب مع الانقلابيين في صنعاء، بعد انضمام عدد من قياداته وأعضائه إلى الميليشيات، وظل الحزب بسبب الانقلاب منقسما بين القيادات المؤسسة له والقيادة الحالية التي كانت قد أصدرت بيانات سابقة تؤيد ما قامت به ميليشيات الحوثي وصالح في سبتمبر (أيلول) 2014.
وفي حين لم تعلن الحكومة رسميا وصول قيادة الحزب الاشتراكي إلى الرياض، فإن مصادر أكدت، لـ«الشرق الأوسط»، وصولهم مساء أمس الاثنين، واعتبرت أن الهدف من الزيارة إنهاء القطيعة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة الحزب، متوقعة أن يعقد هادي اجتماعا مع الاشتراكيين، لمناقشة الخطوات التي تجريها الحكومة لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة، وتفعيل حضور مؤسساتها الشرعية التنفيذية ووحداتها الإدارية، والاستماع إلى رؤية الحزب ومشروعه في كيفية استعادة الدولة.
وذكرت المصادر أن حضور قيادات الحزب الاشتراكي إلى الرياض ولقاءه الرئيسي هادي هو محاولة لإزالة حالة الالتباس الحاصلة بين الطرفين حول بعض الخطوات والمواقف، وهو ما سيشكل محطة فارقة نحو رفع حالة العزلة التي كانت مفروضة على الحزب من قبل دوائر السلطة وإنهاء القطيعة بينه وبين الحكومة.
ويعد الحزب الاشتراكي ثالث أكبر الأحزاب اليمنية بعد حزبي التجمع اليمني للإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام، وشكل مع «الإصلاح» وأربعة أحزاب معارضة تكتل اللقاء المشترك الذي قاد انتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011.
ومنذ آخر انتخابات داخل الحزب تغير موقفه تجاه الانقلاب، وأعلن مقاطعته حكومة الرئيس هادي، وهو ما تسبب في انقسام داخل الحزب، إذ تسبب سلسلة بيانات صدرت باسم الحزب غيرت مواقف الحزب لصالح الطرف الانقلابي، وعدم إدانة الانقلاب صراحة، مما دعا القيادي البارز في الحزب محمد غالب أحمد، عضو المكتب السياسي ورئيس دائرة العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني، إلى التبرؤ من هذه البيانات، ونفى أن تكون تمثل الحزب، واعتبرها مخالفة للنظام الداخلي للاشتراكي، مؤكدا أن ما صدر من بيانات تعبر عن مواقف شخصية من أصدرها.
وقالت قيادات في الحزب إن الحضور الفاعل لقيادة لحزب بجانب الحكومة قد يعزز بشكل فعلي من قدرة الأحزاب على العمل، والتأثير الإيجابي في معركة استعادة الدولة، واستعادة العملية السياسية التوافقية وصناعة القرار الوطني، وفقا لذلك، والحد من الفجوات التي تشكلت فيما بين أطراف العمل السياسي خلال الفترة الماضية، وتلافي تشكلها مثل تلك الفجوات بينها وبين المكونات الشعبية المقاومة في الميدان.
ولفتت إلى أن الانقلابيين استغلوا التباعد بين قيادة الشرعية وقيادة الحزب بصورة مكنتهم من الاستفادة من تمرير كثير عبر تبني عديد من المطالب النبيلة التي ظل الحزب الاشتراكي، وما زال يحملها، الأمر الذي مكن قوى الانقلاب من تحييد طبقة كبرى من المكونات الاجتماعية والمدنية كان ولا يزال بإمكان الحزب الاشتراكي تحريكها.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.