النواب الفرنسيون يؤيدون رفع العقوبات عن روسيا

منظمة الأمن والتعاون قلقة من تصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار في أوكرانيا

متمرّدون أوكرانيون يقفون قرب حطام سيارة في قرية أولينيفكا الانفصالية شرقي أوكرانيا أول من أمس (رويترز)
متمرّدون أوكرانيون يقفون قرب حطام سيارة في قرية أولينيفكا الانفصالية شرقي أوكرانيا أول من أمس (رويترز)
TT

النواب الفرنسيون يؤيدون رفع العقوبات عن روسيا

متمرّدون أوكرانيون يقفون قرب حطام سيارة في قرية أولينيفكا الانفصالية شرقي أوكرانيا أول من أمس (رويترز)
متمرّدون أوكرانيون يقفون قرب حطام سيارة في قرية أولينيفكا الانفصالية شرقي أوكرانيا أول من أمس (رويترز)

تبنى النواب الفرنسيون، أمس، قرارا، على شكل اقتراح قدمه حزب الجمهوريين اليميني، يدعو الحكومة الفرنسية إلى عدم تجديد العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، جراء النزاع الانفصالي في شرق أوكرانيا.
وأقر الاقتراح «غير الملزم» بأغلبية 55 صوتا، وعارضه 44 نائبا، إذ دعمه اليمين واليمين المتطرف وأقصى اليسار، وعارضه الاشتراكيون ونواب حزب الخضر.
وبعد سنتين على اندلاع النزاع، قال تييري مارياني، الذي قدم اقتراح القرار إن «العقوبات غير فعالة، واتفاقات مينسك وصلت إلى طريق مسدود، ووقف إطلاق النار يتعرض للانتهاك من قبل الطرفين، ولا وعود بإجراء إصلاحات» في أوكرانيا. مضيفا أن هذه التدابير «تشكل خطرا على اقتصادنا»، علما بأن فرنسا هي «المستثمر الثالث في روسيا». وقد تذرع عدد من النواب الذين يؤيدون رفع العقوبات بإلغاء عقد سفينة ميسترال الحربية، والثمن العالي الذي يدفعه المزارعون الفرنسيون.
وشددت مجموعة من النواب، ومنهم الوسطي فرنسوا روشبلوان، على «الحوار» و«التحالف» الضروري بين الاتحاد الأوروبي وروسيا من أجل محاربة «عدو مشترك، هو تنظيم داعش»، وإيجاد «حل للنزاع السوري».
وأكد سكرتير الدولة للشؤون الأوروبية، هارلم دزير، أن «روسيا شريك استراتيجي لفرنسا، كما يفترض أن تكون للاتحاد الأوروبي»، لكن «التعاون الوثيق قدر الإمكان» يجب أن يقوم على مبادئ في مقدمتها «احترام القانون الدولي».
وفي سياق متصل، دعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس، جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، مؤكدة أن عدد الانتهاكات بات الأكبر «منذ أشهر». وقال رئيس بعثة المراقبة التابعة للمنظمة، أرتوغرول أباكان، خلال اجتماع للمنظمة في فيينا: «خلال الأسابيع الأخيرة، سجلت (المنظمة) أكبر عدد من انتهاكات وقف إطلاق النار منذ أشهر»، مضيفا أن «أسلحة كثيرة كانت موجودة في مستودعات وأماكن للتخزين تستخدم مجددا على خط الجبهة»، ملاحظا أن «مدفعية وقذائف هاون تستخدم مجددا، رغم حظرها بموجب اتفاقات مينسك».
وأعلنت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا، أول من أمس، مقتل أربعة مدنيين، بينهم امرأة حامل، في قصف تعرضت له نقطة تفتيش انفصالية في أولينيفكا، على خط الجبهة شرقي أوكرانيا. وفي تقرير نشر الأربعاء، تحدثت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون عن «600 انفجار» سجلت أخيرا في منطقة دونيتسك، عاصمة المتمردين.
ونددت المنظمة أيضًا، أمس، بـ«هجمات» استهدفت طواقمها، ومعدات لبعثة المراقبة، من دون محاسبة منفذيها.
وذكر مارتن سجديك، ممثل المنظمة في مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، أنه «على جميع الأطراف احترام وقف إطلاق النار» الذي نصت عليه اتفاقات مينسك، في فبراير (شباط) 2015.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.