روسيا تطلب وضع «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة الإرهاب

مراقبون: إضعاف للمعارضة التي تستمد قوتها التفاوضية من قوى على الأرض

روسيا تطلب وضع «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة الإرهاب
TT

روسيا تطلب وضع «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة الإرهاب

روسيا تطلب وضع «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة الإرهاب

كثفت روسيا خطواتها التصعيدية في الشأن السوري، حيث وجهت طلبًا لمجلس الأمن الدولي لوضع مجموعتي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة العقوبات الدولية الخاصة بالمجموعات الإرهابية.
وفي خطوة جديدة يُستبعد أن تكلل بالنجاح، لكنها تحمل دلالات خطيرة، صرح فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، بأن روسيا وجهت طلبًا لمجلس الأمن الدولي لوضع مجموعتي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة العقوبات الدولية الخاصة بالمجموعات الإرهابية.
وكان لافتًا أنه وبعد يوم واحد من إقرار قناة «روسيا - 24» الرسمية بأن «جيش الإسلام» يخوض مواجهات دامية ضد «داعش» منذ 3 سنوات، وذلك ضمن تقرير عرضته عن المصالحة في مدينة الرحيبة بريف دمشق، يطل تشوركين من مقر الأمم المتحدة ليقول في عرضه مبررات التقدم بطلب ضم هذين الفصيلين إلى قائمة الإرهاب، إن «هذه المجموعات على ارتباط وثيق بالمنظمات الإرهابية وبالدرجة الأولى (داعش) و(القاعدة)، يقدمون لها ويحصلون منها على الدعم المالي والتقني العسكري». وفي بيانه لوسائل الإعلام يقول تشوركين، وفق ما نقلت عنه وكالة «تاس» الروسية للأنباء، إن روسيا كانت قد أعدت مشروع هذا الطلب منذ عدة أشهر، إلا أنه ومع انطلاق الجولة الحالية من المفاوضات في جنيف، قررت وقف العمل على هذا الأمر. إلا أنه، وفق ما يقول تشوركين «في الوقت الحالي وفي ظل انتهاكات دائمة من جانب (جيش الإسلام) و(أحرار الشام) لوقف إطلاق النار في سوريا، فقد قررت روسيا استئناف عرضها طلب إضافة هاتين المجموعتين إلى قائمة العقوبات مع (داعش) و(القاعدة)»، حسبما جاء في بيان تشوركين كما نقلته وكالة «تاس».
وإذ رجح مراقبون فشل هذا التحرك الروسي واصطدامه بالرفض من جانب 3 دول في مجلس الأمن، هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فإنهم يرون في هذه الخطوة الروسية مؤشرا خطيرا يكشف عن رغبة روسية في سحب البساط من تحت أقدام وفد المعارضة السورية بالهيئة العليا للمفاوضات، والتي تستمد موقفها وقوتها كطرف مفاوض بصورة رسمية من تمثيلها لقوى المعارضة الفعلية على الأرض، بما في ذلك المعارضة المسلحة، وأكبر فصيلين فيها «جيش الإسلام» و«أحرار الشام». من جانب آخر يرى المراقبون في هذا الطلب الروسي محاولة ضغط على الولايات المتحدة في موضوع «الاتفاق على آليات معاقبة الجهات التي تنتهك وقف إطلاق النار في سوريا». إذ كانت روسيا قد حذرت في تصريحات عن وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين يوم 21 مارس (آذار) الماضي، من أنها «ستقوم اعتبارا من يوم 22 مارس، وبصورة أحادية بالرد على المجموعات المسلحة التي تنتهك وقف إطلاق النار، إن لم تحصل على رد من الولايات المتحدة بشأن اقتراحات قدمتها بهذا الشأن».
وفي أول رد فعل على هذه التطورات من جانب المعارضة السورية، رأى رياض نعسان آغا، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، أن «موقف روسيا غير مبرر في إصرارها على محاربة الشعب السوري»، مشيرًا إلى أنها «حين تتهم فصائل الثورة بالإرهاب لمجرد أنها تحمل اسما إسلاميا، فإنها تذكرنا بتصريحات السيد لافروف، التي أعلن فيها أن روسيا لن تسمح للسنة في سوريا بالوصول إلى الحكم»، بحسب نعسان آغا الذي شدد على أن «هذه الفصائل (بينها جيش الإسلام وأحرار الشام) قد وقعت على بيان الرياض ورضيت بالحل السياسي ووافقت على الهدنة وأقرت ببناء دولة سوريا مدنية ديمقراطية، ولذلك لا يجوز اتهامها بالإرهاب».
من جهتها, أبدت واشنطن انتقاداتها لمحاولات روسيا إدراج اثنتين من جماعات المعارضة السورية، هما «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة الجماعات الإرهابية، إذ أوضح مسؤول كبير بالخارجية الأميركية علم واشنطن بقيام روسيا تقديم مقترح لمجلس الأمن بإدراج كل من «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة العقوبات الخاصة بالأمم المتحدة مثل «القاعدة» و«داعش» كمنظمات إرهابية.
وقال المسؤول في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن روسيا تحاول علنا إدراج تلك الفئات، التي هي أطراف في وقف الأعمال العدائية، على قائمة العقوبات الخاصة بالأمم المتحدة كمنظمات إرهابية، مثل «داعش» و«القاعدة»، وهذا من شأنه أن تكون له عواقب مدمرة تماما لهدنة وقف الأعمال العدائية التي تحاول تثبيتها وتهدئة الأوضاع على الأرض في سوريا.
وأضاف المسؤول بالخارجية الأميركية أن «النظام السوري يحتاج لإنهاء هجماته المتعمدة في الأطراف المشاركة في اتفاق وقف الأعمال العدائية، وهذه الهجمات تأتي مناقضة للالتزامات التي تعهد بها النظام بموجب اتفاق وقف الأعمال العدائية». وطالب روسيا كعضو في مجموعة أصدقاء سوريا بمناقشة هذا الأمر من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف. كما رأى المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات في الخطوات الروسية «محاولة للتفرد بتقرير مصير الشعب السوري»، متهمًا روسيا بأنها «تريد إبعاد الاتحاد الأوروبي وبقية دول مجلس الأمن عن الملف، مستغلة حالة الإهمال الأميركي للقضية السورية»، ليعرب بعد ذلك عن إصرار المعارضة السورية على وجود دور فاعل «لأصدقائنا الفرنسيين والبريطانيين والألمان، وبقية الدول التي استضافت اللاجئين السوريين، ونصر على وجود تركيا والسعودية والإمارات وقطر»، رافضا ترك الأمور على حالها وأن تكون روسيا «الخصم والحكم» حسب قوله. وأعرب نعسان آغا عن دهشته من أن «الطائرات الروسية تقصف الشعب السوري، وموسكو، في الوقت ذاته، راعية وحيدة للحل السياسي»، مطالبًا روسيا بدور «الراعي المنصف النزيه».
في غضون ذلك واصلت الدبلوماسية الروسية لليوم الثاني إطلاق تصريحات تحمل في طياتها «نبرة تعطيلية» لاجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، فقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بأنه «لا يوجد اتفاق حتى الآن لعقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا»، معربًا عن اعتقاده بأنه «من المهم أن تكون هناك نتائج، ولا بد من فهم جدول أعمال الاجتماع وما الذي سيخلص إليه».
إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية، قوله، إن بلاده تبقي على قوات في سوريا «تكفي لقتال الإرهابيين ومراقبة الهدنة». جاء ذلك خلال انطلاق الدورة الخامسة لمؤتمر موسكو الدولي للأمن، الذي انطلقت أعماله أمس ويستمر لمدة يومين، بمشاركة وفود من 80 بلدا. وكانت الفاتحة من رسالة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركين في المؤتمر، تلاها نيكولاي بارتوشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، ويقول بوتين فيها، إن «عملية القوات الجوية الروسية في سوريا ساهمت في تحقيق نقلة نوعية في مجال التصدي للإرهاب هناك، وتهيئة ظروف مناسبة للحوار حول تسوية النزاع».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.