لا حديث لأوساط الموضة حاليا سوى أن العرب اخترقوا عالم الموضة، وأصبح لهم «في كل عرس قرص». والحديث هنا ليس عن محلات «هارودز» اللندنية، بل عن بيوت أزياء مهمة. ففي عام 2012، مثلا، اشترت شركة «إينفيستكورب»، ومقرها البحرين، علامة جورج جانسن الدنماركية بـ140 مليون دولار. وفي عام 2013، اشترت مجموعة «مايهولا الاستثمارية»، ومقرها قطر، دار «فالنتينو» بـ850 مليون دولار، إلى جانب استحواذها على حصص في كل من دار «أنيا هينمارش» و«بال زيليري» الإيطالية. وتملك شركات قطرية أيضًا حصصا في كل من «لويس فويتون مويه هينيسي»، و«تيفاني أند كو»، في حين انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات بمحاولات تقوم بها شركة قطر الاستثمارية لشراء حصة في «بالمان». بيد أن ما فتح هذا الملف في الأسبوع الماضي، وزاد الشهية على تناوله بإسهاب، هو خبر شراء محمد العبار، رئيس مجموعة إعمار العقارية ذائعة الصيت، حصة في مجموعة «يوكس نت أبورتيه»، وهو ما أثار كثيرا من الاستغراب في البداية، فمحمد العبار معروف في مجالات العقارات، ومجمعات التسوق الضخمة، بينما قد يكون «يوكس نت أبورتيه» أكبر موقع تسوق للمنتجات المترفة في العالم، إلا أنه يبقى إلكترونيا. فما الذي جمعهما مع بعض؟ التفسير الواضح أن السيد العبار انتبه إلى أن مستقبل التسوق الإلكتروني في المنطقة سيكون قويا، وهو رأي تُعززه شخصية العبار وتاريخه، فهو معروف بنظرته المستقبلية وقراءته الجيدة لأحوال السوق، بدليل أنه صاحب فكرة مهرجان دبي للسياحة والتسوق الذي اجتذب الملايين إلى الإمارة، وفتح الأنظار في المنطقة على أهمية سياحة التسوق، إلى جانب مجمعات التسوق الضخمة التي عمرتها مجموعته إعمار، ولا تزال، وتحتضن أسماء عالمية متخصصة في مجال الترف عموما، والموضة خصوصا. أما مصلحة «يوكس نت أبورتيه» من بيعها هذه الحصة، ولو كانت صغيرة جدا، فهي رغبة في التوسع والتطوير لجذب زبائن جدد، ربما لا يزالون مترددين في منح ثقتهم الكاملة لمواقع إلكترونية، وهم قلة، حسبما تشير الدراسات.
ومجموعة العبار استثمرت نحو 100 مليون يورو في الموقع الذي تقدر قيمته بنحو 4.2 مليون دولار، وهذا يعني أنها ستمتلك 4 في المائة فقط، في حين ستبقى مجموعة «ريتشموند» المالك للحصة الأكبر في الموقع.
تجدر الإشارة إلى أن «يوكس نت أبورتيه» تصل إلى 180 بلدا، وفي كل شهر تقريبا تشهد التحاق اسم جديد بها، مما يجعلها أكثر المواقع توسعا لحد الآن، من ناحية معروضاتها، والمصممين الذين يثقون فيها ثقة عمياء لتسويقهم للعالم. والمنطقة العربية مهمة بالنسبة لهؤلاء، ويحاولون منذ فترة الوصول إليها، وكسب ودها بشتى الطرق، رغم أنها لا تشكل سوى 5 في المائة من سوق المنتجات المترفة عالميا.
لكن رغم ما يردده بعض المتشائمين من أن المنطقة شهدت فتورا في حركة البيع والشراء في 2015، بسبب تراجع عدد السياح الروس، وانخفاض سعر البترول، والوضع السياسي، إلا أنها تبقى مهمة من الناحية النوعية، كما أن مستقبلها واعد، لا سيما وأن الأزمة عالمية.
العبار يحصل على حصة في موقع «نت أبورتيه»
العبار يحصل على حصة في موقع «نت أبورتيه»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة