ولد الشيخ: لن نرجع من الكويت إلا بالسلام.. ولا سقف زمنيًا للمشاورات

أمير الكويت تدخل لإنقاذ المفاوضات واجتمع مع وفدي الطرفين لتقريب وجهات النظر

إسماعيل ولد الشيخ أكد أن العمل في المشاورات يسير وفقًا للأجندة والمحاور المتفق عليها والمنبثقة عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 (أ.ب.أ)
إسماعيل ولد الشيخ أكد أن العمل في المشاورات يسير وفقًا للأجندة والمحاور المتفق عليها والمنبثقة عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 (أ.ب.أ)
TT

ولد الشيخ: لن نرجع من الكويت إلا بالسلام.. ولا سقف زمنيًا للمشاورات

إسماعيل ولد الشيخ أكد أن العمل في المشاورات يسير وفقًا للأجندة والمحاور المتفق عليها والمنبثقة عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 (أ.ب.أ)
إسماعيل ولد الشيخ أكد أن العمل في المشاورات يسير وفقًا للأجندة والمحاور المتفق عليها والمنبثقة عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 (أ.ب.أ)

قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الوصول إلى السلام في اليمن لن يحدث إلا بحل سياسي، وإن العمل في تثبيت وقف إطلاق النار يأخذ وقتا طويلا وجهدا كبيرا، وأكد أن مجلس الأمن الدولي طالب بخطة زمنية لتطبيق القرار الأممي.
وأضاف، في مؤتمر صحافي في الكويت مساء أمس: «بدأت ألمس شيئا من الانفراج بعد الاتصالات التي جرت»، وأنه لا يتوقع التوقيع على أي اتفاق في غضون الأيام المقبلة، مؤكدا أن أي اتفاق سريع وعاجل لن يصمد، وذكر أن النقاط الخمس المحددة لجدول الأعمال سوف تبحث بشكل متزامن. وقال ولد الشيخ إن مشاورات السلام اليمنية في الكويت ليست محددة بوقت معين؛ «لأن القضايا سوف تأخذ وقتا كافيا»، مضيفا: «لا نريد أن نرجع إلى اليمن إلا بالسلام، وسنأخذ الوقت الكافي».
وردا على أسئلة الصحافيين، تحدث عن دور روسيا والولايات المتحدة في إطار دور الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وقال: «إن الدول الـ18 الراعية للسلام في اليمن، تقوم بدور كبير في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية المتنازعة، من خلال سفرائها في اليمن والموجودين الذين يعملون على مدى الساعة»، مشددا على أن «الحل سيكون يمنيا – يمنيا». كما تطرق إلى خروقات وقف إطلاق وإلى الجهود التي تبذلها لجنة التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار.
واستؤنفت المشاورات اليمنية – اليمنية، أمس، بعد أن تدخلت دولة الكويت ممثلة بأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إضافة إلى الضغوط التي مارسها سفراء الدول الـ 18، الراعية لعملية السلام في اليمن على وفد الانقلابين الحوثيين – صالح. وجاء تدخل أمير الكويت لإنقاذ المشاورات من الانهيار بعد مرور 6 أيام على انطلاقها برعاية الأمم المتحدة، دون الدخول في صلب المشاورات.
وعقدت جلسة مشاورات مباشرة بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة، واستمرت لنحو 40 دقيقة، نوقش خلالها جدول الأعمال، قبل أن ترفع عقب تثبيته والاتفاق على البدء في مناقشة أجندته في الجلسة التي ستعقد اليوم (الأربعاء).
وقد أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن العمل، أن المشاورات تسير وفقا الأجندة والمحاور المتفق عليها والمنبثقة عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وهي تسليم الأسلحة للدولة، وانسحاب الميليشيات من المؤسسات والمدن، واستعادة مؤسسات الدولة والترتيبات الأمنية، والإفراج عن المعتقلين، ثم استئناف العملية السياسية. كما أكد ولد الشيخ حرص المجتمع الدولي على ضرورة نجاح مسار السلام في اليمن، في حين كان الانقلابيين يريدون الدخول مباشرة في مناقشة البند الأخير المتعلق بالتسوية السياسية، قبل تنفيذ ما ينص عليه القرار الأممي بشأن السلاح والمعتقلين ومؤسسات الدولة، وكذا تعنتهم، خلال الأيام الماضية، ومطالبتهم بوقف تحليق طيران التحالف.
وقال عبد العزيز جباري، نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخدمة المدنية، عضو وفد الحكومة اليمنية في المشاورات إنه يعتقد أن «هناك توجها لدى الجميع للدخول في مناقشة القضايا الأساسية»، واعتبر ذلك «شيئا جيدا»، فيما أكد عضو وفد الحوثيين، ناصر باقزقوز لـ«الشرق الأوسط» الاتفاق على جدول الأعمال، مشيرا إلى أن الاتفاق تجاوز النقاط الخمس، دون أن يورد المزيد من التفاصيل.
من جانبه، دعا السفير خالد اليماني، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى عدم إضاعة المزيد من الوقت، والدخول في مشاورات جادة في المحاور أو النقاط الخمس التي حددتها الأمم المتحدة، في ضوء الاتفاق عليها في جدول الأعمال، مشددا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة «الالتفات إلى معاناة شعبنا من النساء والأطفال والشيوخ وكل شرائح المجتمع اليمني، ووضع حد ونهاية للقتل والدمار والخراب الذي تتعرض له البلاد منذ الانقلاب على الشرعية». وقال اليماني إن المساعي التي بذلها أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جاءت تتويجا للمساعي التي بذلتها الأمم المتحدة والدول الراعية لعملية السلام في اليمن، وأضاف أن «أمير الكويت عميد للدبلوماسية العربية، ولديه الكثير من الخبرة للتعامل مع مثل هذه النزاعات، وأن جهوده كللت بإقناع الطرف الانقلابي بالعودة إلى طاولة المشاورات التي تم فيها إقرار جدول الأعمال».
وأشار مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة إلى أن الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن وفي مقدمتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول الخليج، تراقب عن كثب تطورات المشاورات اليمنية وتبذل جهودا لإنجاحها، كما أشار إلى أن الطرف الانقلابي «يجب أن يعي تماما أن العالم يراقب كل تحركاته وتصرفاته»، وأن «عليه الإيفاء بالتزاماته الدولية وفي مقدمتها تطبيق الإجراءات الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمتصلة بالعودة عن الانقلاب والإجراءات أحادية الجانب التي أدخلت اليمن في نفق مظلم». وتطرق اليماني إلى المرونة الكبيرة التي يبديها وفد الحكومة اليمنية في التعاطي مع القضايا المطروحة ومع الأطراف الراعية والداعمة لعملية السلام في اليمن، وتمنى اليماني أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تسريعا للعمل لعودة السلام والوئام إلى ربوع اليمن، والبدء بمشاريع إعادة الإعمار، وإصلاح ما دمرته الحرب في كل المحافظات اليمنية، حاثا الطرف الانقلابي التعامل بحسن نية، وإثبات ذلك للشعب اليمني من خلال خطوات عملية وجادة».
واجتمع أمير الكويت، أمس، بالوفدين اليمنيين، كل على حدة، في محاولة لتقريب وجهات النظر، بعد لقائه المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووفقا لمصادر لـ«الشرق الأوسط»، فقد وعد وفد الانقلابيين أمير الكويت بالمرونة في التعاطي مع النقاط الخلافية، من أجل إنجاح المساعي والتوصل إلى تسوية سياسية وسلام في اليمن. وقال مصدر مقرب من المشاورات لـ«الشرق الأوسط» إن ما جرى، أمس، «يعد انتصارا للقرار الأممي 2216، وللمساعي التي بذلها سمو أمير دولة الكويت». وكان الانقلابيون الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تلقوا صفعة قوية بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، يدعم فيه وبشكل واضح عملية السلام، ويشدد على ضرورة التزام الانقلابيين وميليشياتهم بتطبيق القرار الأممي 2216. وأصدر المجلس، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بيانا شدد فيه على «أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن إطار المبادئ والآليات والعمليات المتعلقة بإبرام اتفاق شامل يفضي إلى وضع حد نهائي للنزاع». ودعا الأطراف اليمنية إلى «وضع خارطة طريق لتنفيذ التدابير الأمنية المؤقتة، لا سيما على المستوى المحلي وعمليات الانسحاب وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل». كما شدد مجلس الأمن الدولي على أهمية استعادة الحكومة اليمنية «لسيطرتها على جميع مؤسسات الدولة». وطالب بيان مجلس الأمن، أمين عام الأمم المتحدة، بتقديم خطة إلى المجلس في غضون 30 يوما للكيفية التي يمكن أن يدعم بها المبعوث الأممي عملية السلام في اليمن.
وبحسب مراقبين يمنيين، فإن المشاورات الفعلية بدأت أمس في الكويت، بعد أن كان مقررا أن تنطلق في الـ 18 من الشهر الحالي، غير أن تلكؤ وفد الانقلابيين وتأخره في الوصول إلى الكويت، أدى إلى افتتاح جلسة المشاورات بعد 3 أيام من التأخير، وخلال الفترة من 21 وحتى 26 أبريل (نيسان) الحالي، ظل وفد الحوثيين – صالح يراوغ ويرفض القبول بجدول الأعمال، ويطالب بالانتقال مباشرة إلى النقطة الأخيرة والمتمثلة في استئناف الحوار السياسي، على أمل أن يتم إشراكه في حكومة تشرف على تطبيق القرار الأممي 2216، كما يقول المراقبون.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم