الداخلية: اعتقال خلية حوثية حاولت القيام بأعمال إرهابية في مدن محررة

وزير الداخلية اليمني أكد أن جهة رسمية تديرها من صنعاء

اللواء الركن حسين عرب
اللواء الركن حسين عرب
TT

الداخلية: اعتقال خلية حوثية حاولت القيام بأعمال إرهابية في مدن محررة

اللواء الركن حسين عرب
اللواء الركن حسين عرب

كشف اللواء الركن حسين عرب، نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الداخلية، أن الحكومة اليمنية تمكنت من ضبط مجموعات من أفراد الميليشيا في عدد من المدن المحررة تستعد للقيام بأعمال إرهابية في تلك المدن، مستغلة رغبة الحكومة في المضي قدما لتحقيق السلام المبني على مخرجات القرارات الدولية.
وأكد وزير الداخلية اليمني أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجهات الأمنية ضبطت عددا من أفراد الميليشيا في عدن، وهم من الخلايا النائمة التي زرعتها الميليشيا، وكشفت التحقيقات مع المقبوض عليهم في العاصمة المؤقتة «عدن» عن عزمهم القيام بأعمال إرهابية بحسب اعترافاتهم، والتي أشارت إلى أن هناك جهة رسمية تديرهم من صنعاء، بحسب أجندة محددة في ضرب أهداف الدولة، إضافة إلى بعض الأفراد الذين ضبطوا في بعض المدن المحررة. ولفت اللواء الركن حسين، إلى أن الأجهزة الأمنية في البلاد لديها معلومات مؤكدة عن تحرك الحوثيين في هذا الجانب، وما هي أهدافهم، والأعمال المراد تنفيذها في الفترة المقبلة، موضحا أن هناك ضباطا من الوحدات الخاصة موجودة مع هذه العناصر الإرهابية، حيث تقوم بتوجيه هذه الخلايا التي تشكل خطرا على اليمن، وهذه العمليات التي تنفذ من قبل الميليشيا ليست بالجديدة من قبل ميليشيا الحوثيين بحق البلاد والعباد.
وقال وزير الداخلية اليمني، إن ميليشيا الحوثيين وراء وجود «القاعدة» في المدن الجنوبية من اليمن، وهي خلايا نائمة زرعت في وقت سابق عندما كانت الشرعية في وضع عسكري واقتصادي صعب، واستغلوا هذه الفترة لزرع هذه الخلايا وتحريكها في الوقت الراهن، لإشغال البلاد وإدخالها في نفق الأعمال الإرهابية.
وعن خروقات ميليشيا الحوثيين للهدنة التي أبرمت معهم، أشار وزير الداخلية اليمني، إلى أن الحكومة الشرعية في اليمن تعي ما تقوم بها الميليشيا، ولقد تعودنا من هذا الفصيل القيام بمناهضة ما يتفق عليه، ومن ذلك الهدنة ووقف إطلاق النار، وندرك جيدا أن الميليشيا تتعمد الكذب والخديعة في لقاءاتها، وهو مباح في سياستهم لتحقيق مصالح وإن كان فيها خرق لأي اتفاق أو عهود.
وشدد اللواء الركن حسين، على أنه ورغم الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا، فإن الحكومة وفقا لقرارها، ورؤية الرئيس عبد ربه منصور هادي تعمل في جانب السلام وإيجاد الحلول السريعة للشعب اليمني، وأنه لا بد أن نبذل كل جهد من أجل إيجاد الحل السلمي، لأننا مسؤولون عن كل مواطن يمني، وما يحدث في البلاد، بخلاف ميليشيا الحوثيين، فليس لديهم أي مسؤولية تجاه أي أحد، ويحاولون أن يكسبوا الوقت، وأن يقوموا بالبلطجة على الساحة اليمنية.
وحول ما إذا كانت الحكومة ترد على هذه الانتهاكات والخروقات الأمنية، أكد وزير الداخلية أن الحكومة تقوم بدورها في هذا الجانب على الأرض لردع هذه الخروقات، بدعم ومساندة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بضرب لهذه العناصر وهو رد على هذه الانتهاكات لسيادة الدولة، وردع أي خروقات تقوم بها الميليشيا وأعوانها، وما يجري اليوم في المكلا لتدمير القاعدة التي زرعت من قبل الميليشيا لهو دليل واضح على قوة التحرك لوقف أي تجاوز.
وأضاف نائب رئيس الوزراء اليمني، أنه لا يبدو أن هناك نية لوقف إطلاق النار من قبل الحوثيين، طالما أنهم يسيرون ومتحالفون مع «طهران»، ولا نتوقع منهم سوى مزيد من هذه الأعمال التخريبية ضد المواطن اليمني، ومهما حاولوا من كسب للوقت والقيام بأعمال مخالفة لكل المواثيق إلا أننا متأكدون من أنهم لن يستطيعوا أن يعملوا شيئا، لأن الشعب اليمني يسير في اتجاه النصر وتحقيق ما يريد من أمن واستقرار.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.