أشادت الأمم المتحدة بالتوقيع على اتفاق باريس لتغير المناخ، وقالت إن 175 دولة خطت الخطوة الأولى بالتوقيع على اتفاق باريس الدولي للحد من تغير المناخ، يوم الجمعة الماضي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، «اليوم صنعت حكومات العالم تاريخا كما فعلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في باريس».
وستحتاج كثير من الدول إلى موافقة برلماناتها للتصديق الرسمي على الاتفاق، ولن يوضع الاتفاق موضع التنفيذ إلا بعد موافقة 55 دولة على الأقل، تمثل 55 في المائة من الدول المسؤولة عن انبعاثات الاحتباس الحراري الناشئة عن الأنشطة البشرية.
ويتوقع بعض الخبراء أن الوصول إلى موافقة 55 في المائة من الدول يمكن بلوغه هذا العام.
وتقول الأمم المتحدة إنه حتى في حالة تنفيذ الاتفاق بالكامل، فإن الخفض المأمول لانبعاثات الاحتباس الحراري سيكون غير كاف للحد من الاحترار عند الحد الأقصى المتفق عليه. وتتحمل الصين والولايات المتحدة - اللتان تعهدتا بالتصديق على الاتفاق مجتمعتين - المسؤولية عن 38 في المائة من حجم الانبعاثات الغازية في العالم.
وسجلت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي - التي تضمنت موجات من الجفاف والحر وارتفاع منسوب مياه البحار - مستويات قياسية من درجات الحرارة، إذ كانت أعلى مستويات من نوعها منذ بدء تسجيل حرارة العالم في القرن التاسع عشر.
ووقّع عدد قياسي من الدول، بلغ 175 دولة، بينها الولايات المتحدة والصين أكبر دولتين ملوثتين في العالم، الجمعة في الأمم المتحدة، اتفاق باريس حول المناخ وذلك بهدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض.
وبشكل رمزي افتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الأمم المتحدة عملية التوقيع على الاتفاق المبرم في ديسمبر 2015 بالعاصمة الفرنسية.
وحتى الآن صادقت 15 دولة، معظمها من الدول الصغيرة المعرضة لمخاطر فادحة، على الاتفاق.
ومثّل الصين والولايات المتحدة نائب رئيس الوزراء الصيني زهانغ غاولي، ووزير الخارجية جون كيري. وقدم كيري برفقة حفيدته وكان موضع تصفيق حار من الحضور. وتمثل الدول التي وقعت الجمعة، بالتزامن مع إحياء يوم الأرض العالمي، الاتفاق مصدرا لـ93 في المائة لانبعاثات الغازات المسببة الاحتباس الحراري، بحسب معهد «وورلد ريسورسز» غير الحكومي.
ودعا هولاند من على منصة الأمم المتحدة، العالم إلى ترجمة اتفاق باريس حول المناخ «أفعالا» لمواجهة الوضع الملح الذي لا يزال قائما. كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى إعطاء المثل. وأضاف أن «الأشهر الماضية كانت الأكثر سخونة في السنوات المائة الماضية». وتابع: «يجب التحرك بسرعة». وحض الممثل الأميركي الحائز جائزة أوسكار والناشط البيئي ليوناردو ديكابريو، الذي حضر أيضا إلى الأمم المتحدة، قادة العالم على التحرك بسرعة.
وشدد على أن «العالم يراقبنا الآن (..) كفى خطبا رنانة وأعذارا وكفى تلاعبا بالعلم والسياسات من الشركات المرتبطة بالطاقات الأحفورية»، مثل النفط والفحم الحجري. وأضاف: «نعم اتفاق باريس مصدر أمل، لكن ذلك ليس كافيا».
وحضر ستون من قادة الدول والحكومات إلى مقر الأمم المتحدة بمناسبة توقيع الاتفاق.
وأشاد المجتمع المدني بهذه الدفعة للاتفاق. وقال مايكل بروني المدير التنفيذي لنادي سييرا «إنه منعطف للإنسانية لتتجه إلى اقتصاد نظيف بنسبة مائة في المائة».
ويُلزم اتفاق باريس موقعيه السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود «أقل بكثير من درجتين مئويتين» وإلى «مواصلة الجهود» لئلا يتجاوز 1. 5 درجات. غير أن هذا الهدف الطموح جدا يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من أجل الانتقال إلى موارد طاقة نظيفة.
والاتفاق سيبقى مفتوحا لتوقيع الدول الـ195 التي تفاوضت بشأنه.
ولدخول الاتفاق حيز التنفيذ يتعين أن تصادق عليه واحدة أو اثنتان من كبار الملوثين (الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا والهند). ووعدت الصين - المسؤولة عن 20 في المائة من التلوث - والولايات المتحدة (18 في المائة)، أنهما ستصادقان على الاتفاق في 2016. ولا يحتاج الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة الكونغرس لذلك. كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جوستن ترودو أن تصادق بلاده على الاتفاق هذا العام.
الأمم المتحدة تشيد بالتوقيع على اتفاق باريس لتغير المناخ
لن يوضع موضع التنفيذ إلا بعد موافقة 55 دولة مسؤولة عن انبعاثات الاحتباس الحراري
الأمم المتحدة تشيد بالتوقيع على اتفاق باريس لتغير المناخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة