مستشار خامنئي: وجودنا العسكري في سوريا بطلب من النظام السوري

طهران تؤكد رفض أي مرحلة انتقالية من دون الأسد

مستشار خامنئي: وجودنا العسكري في سوريا بطلب من النظام السوري
TT

مستشار خامنئي: وجودنا العسكري في سوريا بطلب من النظام السوري

مستشار خامنئي: وجودنا العسكري في سوريا بطلب من النظام السوري

شدد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي للشؤون الدولية، على دعم طهران رئيس النظام السوري بشار الأسد، ورفضها خروجه من السلطة، وكذلك رفضها أي حل سياسي يؤدي إلى مرحلة انتقالية من دونه، مؤكدًا أن إيران لن تسمح بتحقق ذلك. ولايتي دافع مجددًا، لدى لقائه السفير السوري في طهران عدنان حسن، أمس، عن تدخلات بلاده في الشؤون الداخلية السورية، ومشاركة قوات عسكرية إيرانية في الحرب الأهلية هناك. وفي تأكيد لتصريحات رسمية سابقة صدرت على لسان المسؤولين الإيرانيين، قال ولايتي إن إيران موجودة في سوريا بـ«طلب من الحكومة الشرعية وليس بإذن من الدول الأخرى». وفي إشارة إلى وجود قوات عسكرية من الحرس الثوري والجيش وميليشيات تابعة لإيران وصفها ولايتي بقوى «محور المقاومة» في سوريا لدعم نظام الأسد، ادعى ولايتي أن إيران «تدعم سيادة واستقلال سوريا... والحكومة الشرعية التي انتخبها السوريون» وفق ما أوردت عنه وكالة «إيسنا» الحكومية.
وفي هذا الصدد، أكد ولايتي رفض طهران ما وصفه بأي «خطة تتعارض مع مصالح الشعب السوري». وكان ولايتي، وهو وزير سابق للخارجية، قد شكك بوقت سابق في جدوى الهدنة والمفاوضات بين الأطراف المتصارعة في سوريا.
من جانب آخر، انتقد ولايتي معارضة بعض الدول للحكومة السورية التي وصفها بـ«الشرعية»، وعدَّ تلك معارضة لـ«مشروعية ومكانة» نظام بشار الأسد لدى الشعب السوري. وهاجم المسؤول الإيراني ضمنيا المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية برعاية الأمم المتحدة، بقوله إن أميركا و«بعض الدول الراعية للإرهاب» والجماعات «المتطرفة» ترید «حكومة عميلة» وأن ذلك «لن يتحقق». وعدَّ من جانب آخر أن إجراء نظام الأسد انتخابات برلمانية في سوريا في أوضاع صعبة «دليل على قوة الشعب السوري ومشاركتهم في تقرير مصيرهم».
جدير بالذكر، أنه قبل أسبوعين، استبق ولايتي جولة المحادثات الأخيرة في جنيف بإعلانه «الخط الأحمر» الإيراني، لأي شرط يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، وقال: إن إيران تعمل من أجل منع خروجه من السلطة، كما اعتبر مناقشة خروج الأسد من السلطة في المفاوضات «خطأ فادحًا». ومن ثم، انتقد ما رآه ضغطًا أميركيًا من أجل رحيل الأسد، وعدَّ كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن دور إيران وما يسمى «حزب الله» في سوريا، ودعوتها إلى خروج الأسد من السلطة «هراء» و«وقاحة».
هذا الموقف الإيراني من مستقبل بشار الأسد يوضح من جديد بعض الأسباب التي تعرقل التوصل إلى حل في الأزمة السورية. وخلافا لما تدعيه طهران عن دعمها الحل السياسي لوقف الحرب في سوريا، تقاتل حاليًا قوات إيرانية من مختلف القطاعات العسكرية إلى جانب قوات النظام السوري. ومع أن إيران تزعم أنها تقدم الدعم «الاستشاري» لنظام الأسد ضد من تعدهم إرهابيين، فإنها في الحقيقة أرسلت قوات نخبة من الحرس الثوري والجيش فضلا عن متطوعين وميليشيات أفغانية وباكستانية وعراقية وما يسمى «حزب الله» اللبناني، للقتال تحت لواء الحرس الثوري.
إلى ذلك تناقلت وكالات أنباء تابعة للحرس الثوري، صور تشييع آخر قتلى «القوات الخاصة» في الجيش الإيراني، بمشاركة قائد القوات البرية في الجيش، الجنرال أحمد رضا بوردستان. وكان قائد الجيش، عطاء الله صالحي قد أعلن قبل أيام أن الجيش لا يتحمل مسؤولية إرسال تلك القوات إلى سوريا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.