نتيجة استفتاء دارفور تعلن فوز خيار الولايات بالأغلبية

المعارضة ترفضها.. وتعتبرها تزويرًا لإرادة أهل الإقليم

نتيجة استفتاء دارفور تعلن فوز خيار الولايات بالأغلبية
TT

نتيجة استفتاء دارفور تعلن فوز خيار الولايات بالأغلبية

نتيجة استفتاء دارفور تعلن فوز خيار الولايات بالأغلبية

أعلنت مفوضية استفتاء إقليم دارفور السوداني عن تصويت سكان الإقليم لنظام الولايات الخمس الإداري الحالي، بنسبة بلغت 97.72% من جملة المقترعين البالغ عددهم 3.153.896، لكن فور إعلان النتيجة رفضتها المعارضة المسلحة واعتبرتها تزويرًا لإرادة أهل دارفور.
وأوضحت المفوضية أن إعلان النتيجة هو إنفاذ لاستحقاق دستوري وفقًا لاتفاقية سلام دارفور، الموقعة في العاصمة القطرية الدوحة بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، ونصت هذه الاتفاقية على استفتاء سكان الإقليم وتخييرهم بين إبقاء نظام الولايات الحالي (الإقليم مقسم لخمس ولايات)، أو العودة للنظام الإقليم الواحد الذي كان سائدًا من قبل.
وقال عمر علي جماع، رئيس مفوضية الاستفتاء الإداري في دارفور، خلال مؤتمر صحافي عقد بالخرطوم أمس إن مفوضيته سجلت 3.535281 ناخبًا من بين السكان الذين يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 4.535.281، بنسبة تسجيل بلغت 77.4%، وبزيادة 18.7% عن آخر تسجيل في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت عام 2014.
ووفقًا لرئيس المفوضية فإن عدد الأصوات الصحيحة بلغت 3.153896، من جملة 3.207596 عدد المسجلين المؤهلين للمشاركة في التصويت، فيما تلفت 53.702 صوت. كما أوضح جماع أن 17 حزبًا و78 هيئة واتحادا وطنيا، إضافة إلى دول (روسيا، الصين، تركيا، ليبيا، كينيا، موزمبيق)، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي الوكالة الإسلامية، والسيسا، وغيرها، شاركت مراقبة الاقتراع بعدد 102 مراقب أجنبي، و1552 مراقبا وطنيا، وأن تقارير المراقبين ذكرت أن الاستفتاء الذي تم إجراؤه مطابق للمعايير الدولية.
وكانت دارفور إقليما واحدًا حتى 1994، حين قسمتها حكومة الرئيس عمر البشير إلى 3 ولايات، ثم زادتها في 2012 لتصبح خمس ولايات، وتدعم الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية خيار العودة للإقليم الواحد، فيما يؤيد الموالون للحزب الحاكم استمرار نظام الولايات الحالي.
ورفضت قوى المعارضة الدارفورية المسلحة، إضافة للمعارضة السودانية المدنية إجراء الاستفتاء، استنادًا إلى ما تسميه الأوضاع التي يعيشها الإقليم.
وقال جبريل آدم بلال، المتحدث باسم حركة العدل والمساواة السودانية المسلحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن نتيجة الاستفتاء التي أعلن عنها معروفة سلفًا، لأن حزب المؤتمر الوطني درج منذ استيلائه على السلطة في 1989 على تزوير الانتخابات بنسب كبيرة، موضحا أن 60% من سكان دارفور لم يشاركوا في مراحل الاستفتاء المختلفة، وأن زهاء 10% فقط، ممن أسماهم المنتفعين، صوتوا لصالح خيار الحزب الحاكم، وزورا إرادة أهل دارفور، حسب تعبيره. وأضاف آدم بلال: «طالما أن المؤتمر الوطني اختار تزوير إرادة أهل دارفور، فإننا نتمسك بموقفنا من الاستفتاء، ونرفضه ونعتبره باطلاً، وسنعمل على عودة دارفور إلى سابق عهدها دون استفتاء، ونعتبر مطلب الإقليم مطلبا شرعيا وقانونيا وحقا لكل أهل دارفور ولا تنازل عنه، لأن الحكومة حين اختارت تقسيم الإقليم لولايات لم تستف أحدًا من أهله».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.