فاقمت أزمة انقطاع المحروقات وتراجع الخدمات، في واحدة من معاقل النظام السوري في طرطوس على الساحل السوري، الضغوط عليه، لتُضاف إلى التململ الذي أوجده ارتفاع عدد القتلى في صفوف قوات النظام الذين يتحدرون من المحافظة، وأزمة النازحين التي رفعت أعداد سكان المحافظة إلى 3 ملايين ونصف مليون نسمة.
وقال ناشطون إن الاحتقان ضد النظام السوري في محافظة طرطوس «ازداد مع انقطاع الخدمات عنها»، وذلك بالتزامن مع وصول عشرات القتلى في صفوف النظام إلى قراهم في المحافظة، خلال الأسبوع الماضي، كان آخرهم 12 قتيلاً وصلوا أمس، وتوزعوا في قرى المحافظة، كما أفادت صفحات المعارضة في مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف مصدر معارض في المحافظة الوضع بأنه «محتقن». وأوضح أن السكان يسألون السلطات المحلية في المحافظة: «هل تكافؤوننا على تضحياتنا بقطع الخدمات عنا؟»، في إشارة إلى زيادة ساعات التقنين الكهربائي وقلة المحروقات وانقطاع المياه، مع ازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءًا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام في العام 2011.
وتعتبر محافظة طرطوس، الرافد الأساسي للمقاتلين في صفوف قوات النظام السوري، وتشكيلات «الدفاع الوطني» وغيرها. وتشير التقارير إلى أن أكثر من عدد القتلى في صفوف النظام، منذ بدء الحرب السورية، يتحدرون من المحافظة التي يسكنها العلويون والسنة والمسيحيون.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة التي ظهرت قبل أيام قليلة «ناتجة عن تراجع الأوضاع الاقتصادية للسكان في المنطقة»، مؤكدًا أن الناس «فقدت إمكاناتها المالية». وأضاف: «طرطوس اليوم أشبه بمدينة مقفلة، تتراكم فيها الأزمات مع تراجع الحركة الاقتصادية، وعجز النظام عن التعويض»، مشيرًا إلى أن مناطق سيطرة النظام في الساحل السوري «تعاني فقدانًا في الموارد الأساسية التي توفر الخدمات، مثل المحروقات».
وتفاقمت الأوضاع المعيشية في المحافظة، في ظل وجود مئات آلاف النازحين السوريين الذين نزحوا من مناطق تشهد معارك عسكرية، إلى المحافظة، خصوصًا من أرياف حمص ودمشق وحماه، وهو ما يضاعف عدد سكان المحافظة من نحو مليون نسمة، إلى 3 ملايين ونصف مليون، بحسب ما يقول ناشطون سوريون.
وأدى التأخير في وصول الموارد النفطية، إلى تراجع الخدمات. وأقرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام أمس، بأن أزمة البنزين «مستمرة في طرطوس ولا تزال طوابير السيارات المتوقفة أمام الكازيات مشهدًا مألوفًا في المدينة وبقية المناطق».
ونقل مكتب «أخبار سوريا» عن أبو يوسف النعيم، أحد سكان طرطوس، قوله: إن «التقنين الكهربائي زاد في معظم أحياء المدينة عما كان عليه قبل أشهر، إذ بلغ انقطاع الكهرباء 14 ساعة يوميا، ما أثر سلبا على توفير المياه جراء اعتماد المضخات عليها في عملها، وسط قلة مادة المازوت التي زادت الأزمة كون مولدات الكهرباء تشتغل عليه».
وذكر أن السكان يعانون، منذ نحو أسبوعين، من صعوبة كبيرة في تأمين البنزين، إذ تتجمع عشرات السيارات يوميا أمام محطات الوقود من أجل التزود بالمادة، مع انتشار الفوضى والمشاحنات المرافقة للازدحام، وسط تردي الوضع الاقتصادي، بسبب قلة فرص العمل وارتفاع الأسعار ومحدودية القدرة الشرائية لسكان المدينة.
وكانت محافظة طرطوس من أفضل المحافظات السورية من ناحية توافر المواد وانخفاض الأسعار وجودة الخدمات، لا سيما الوقود والكهرباء، فضلا عن الاستقرار الأمني والعسكري، مقارنة بباقي المحافظات التي ساءت أحوالها باطراد منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل أكثر من 5 أعوام.
انقطاع الخدمات في طرطوس يضاعف الضغوط على النظام في معقله
المحافظة تعد الرافد الأساسي للمقاتلين في صفوف الأسد
انقطاع الخدمات في طرطوس يضاعف الضغوط على النظام في معقله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة