تونس: الإعلان عن قرارات لمد جسور الثقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن

مبعوث صندوق النقد الدولي يطالب الحكومة بتنفيذ إصلاحات فورية

تونس: الإعلان عن قرارات لمد جسور الثقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن
TT

تونس: الإعلان عن قرارات لمد جسور الثقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن

تونس: الإعلان عن قرارات لمد جسور الثقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن

قال مسؤول أمني تونسي، أمس، إن بلاده تتجه إلى تأسيس «شرطة الجوار»، أسوة بتجارب غربية لدعم صورة الأمن الجمهوري في النظام الديمقراطي.
وأوضح عمر مسعود، مدير الأمن العمومي في تونس، أن السلطات الأمنية تتجه إلى تعميم تجربة «شرطة الجوار»، بهدف مد جسور الثقة بين المؤسسة الأمنية والمواطن، وتعزيز مفهوم الأمن الجمهوري.
ويتواجد مثل هذا الصنف من الشرطة غير التقليدية في الديمقراطيات العريقة، وترتكز أساسا على تحويل الخدمات الأمنية إلى خدمات عمومية قريبة من المواطن.
وأضاف مسعود موضحا أنه «تم تأسيس 6 مراكز أمن نموذجية بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة».
وقبل الثورة، كان ينظر إلى الشرطة بوصفها جهازا مرهوب الجانب، وأحد أذرع نظام الحكم المتسلط للرئيس السابق زين العابدين بن علي.
لكن خلال فترة الانتقال الديمقراطي منذ 2011. بدأت تونس تجري إصلاحات داخل المؤسسة الأمنية، بتعاون مع منظمات دولية وأممية لتحييد الأمن عن السياسة، وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، لكن انتقادات من منظمات حقوقية ما زالت تشير في تقارير لها إلى استمرار مظاهر العنف والتعذيب في مراكز الإيقاف والسجون، وأثناء فض الاحتجاجات الاجتماعية.
وقال مسؤولون إن من مهام «شرطة الجوار» أن تعمل على إذابة الجليد والحد من التوتر بين الأمن والمواطنين.
وعلى صعيد متصل بالإصلاحات في تونس، طالب أمين ماتي، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى تونس، الحكومة التونسية بتنفيذ إصلاحات فورية من المتوقع أن يتضمنها برنامج اتفاق قرض جديد.
وقال ماتي إن برنامج التعاون الجديد الذي وضعته الحكومة التونسية، في حاجة إلى توافق سياسي حوله، والتحاور بشأنه مع مكونات المجتمع المدني في البلاد حتى يتم تنفيذ الإصلاحات التي تضمنها.
وأضاف المسؤول في حواره مع وكالة الأنباء التونسية أن «هذه الإصلاحات ضرورية، ولا بد من تنفيذها فورا للتمكن من جني ثمارها في المستقبل، ولا بد أيضا من التعريف بهذه الإصلاحات والتواصل حولها على نطاق واسع».
وبعد أحداث الثورة في 2011 حصلت تونس على قرض أول في 2013 بقيمة 7.‏1 مليار دولار، مقابل إجراء حزمة من الإصلاحات الاقتصادية. وفي الأسبوع الماضي أعلن الصندوق عن اتفاق وشيك مع الحكومة التونسية بشأن الاتفاق على قرض ثان بقيمة 8.‏2 مليار دولار سيوجه لتعبئة الموارد المالية لمخططات التنمية بين سنتي 2016 و 2020.
وأوضح ماتي أن «مختلف الأطراف في تونس تتفق على أن إصلاح الإدارة التونسية يعد من بين الإصلاحات ذات الأولوية، وأنه من الضروري تحسين الخدمات العمومية في اتجاه أكثر نجاعة لضمان تحقيق نسبة نمو أكبر، وتصرف أفضل في النفقات العمومية».
وبحسب ممثل بعثة الصندوق، سيمنح اتفاق القرض الجديد تونس شروطا ميسرة في السداد، تتراوح بين 4 سنوات ونصف و 10 سنوات، مقابل نسبة فائدة تتراوح بين 1 و 3 في المائة.
وحققت تونس انتقالا سياسيا ناجحا، لكن منذ 2011 تعتمد الديمقراطية الناشئة بشكل كبير على سياسة الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية، والمساعدات من شركائها الأوروبيين لمجابهة الكساد الاقتصادي. وفي 2015 لم تتعد نسبة النمو الاقتصادي 8.‏0 في المائة، بينما أعلن صندوق النقد الدولي في تقريره حول آفاق الاقتصاد العالمي أن توقعاته للنمو في تونس العام الحالي ستكون في حدود 2 في المائة، بعد أن كانت مقدرة بـ3 في المائة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.