مندوب البرازيل لدى الأمم المتحدة: الأزمة السورية لها وقع خاص على بلادنا

أشار إلى أن جزءا من البرازيليين يتحدرون من أصول سورية ولبنانية

أنطونيو باتريوتا
أنطونيو باتريوتا
TT

مندوب البرازيل لدى الأمم المتحدة: الأزمة السورية لها وقع خاص على بلادنا

أنطونيو باتريوتا
أنطونيو باتريوتا

قال السفير أنطونيو باتريوتا، المندوب الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة بأن الأزمة السورية لها وقع خاص على بلاده على اعتبار أن الكثير من البرازيليين يتحدرون من أصول سورية ولبنانية، وأضاف في لقاء خاص أنه رغم أن غالبية هؤلاء من المسيحيين فإن بينهم أيضا من المسلمين، وعليه، فإن حالة عدم الاستقرار واتساع نطاق العنف في الأراضي السورية له تأثير كبير علينا بشكل شخصي وعاطفي.
وأشار باتريوتا الذي شغل سابقا منصبي وزير الخارجية وسفير بلاده لدى واشنطن أن الوضع في سوريا في الوقت الحالي أصبح أكثر عنفا ووحشية ودموية، مؤكدا أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لنا للخروج من تلك الأزمة، حيث إننا لا نحبذ الحل العسكري للوضع في سوريا، وهذا ما أكدنا عليه مرارا وتكرارا في مجلس الأمن. وأضاف قائلا: «إن الوثيقة الختامية لمؤتمر جنيف الأول في منتصف عام 2012، مثلت خطة عمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة السورية. غير أنه وللأسف، لم يقر مجلس الأمن تلك الوثيقة خلال الأشهر التالية لأسباب أعتقد أن لها علاقة بالسياسة الداخلية في بعض الأعضاء (الدول) الدائمين في مجلس الأمن، وليس لها علاقة بالأزمة السورية نفسها. وقد أدى ذلك إلى تأخر وضع استراتيجية للضغط على الأطراف للقبول بالدخول في عملية انتقال السياسي. وبعد عدة أشهر، أدى استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إلى عقد اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا انضمت سوريا بموجبه إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، ووافقت على تفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية الخاصة بها، وهو ما يعد في حد ذاته تطورا إيجابيا للغاية. ولكن ربما كان الأمر الأكثر أهمية هو إقرار وثيقة مؤتمر جنيف الأول بشكل نهائي من قبل مجلس الأمن، والتي تنص – ضمن أمور أخرى – على أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية وتتوقع تنفيذ برنامج سياسي وخطة انتقالية للبلاد.
وحول رؤيته للصيغة المناسبة لتحقيق السلام في سوريا قال: إن الصيغة موجودة بالفعل في وثيقة مؤتمر جنيف الأول، ولهذا فنحن لسنا في حاجة إلى البدء من المربع صفر. وأعتقد أن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه في الوقت الحالي هو: هل سيكون لخطوة تنقية الأجواء بين السلطات الإيرانية والحكومات الغربية - لا سيما الولايات المتحدة – والتي أدت إلى توقيع اتفاق مؤقت بشأن الملف النووي الإيراني، آثار إيجابية على الوضع في سوريا. التأثير الذي أصبح أكثر وضوحا في الأشهر القليلة الماضية هو أنه بعد أن كانت بعض البلدان تعد رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد شرطا مسبقا لبدأ مرحلة انتقالية في سوريا، حسنا، لم يعد هذا الاقتراح واقعيا بالمرة، وعد الاتفاق الخاص بالأسلحة الكيماوية نقطة تحول على الكثير من المستويات.
وعن نظام الأسد والمخاوف من انحدار سوريا إلى سناريو الدولة الفاشلة قال: إن مصطلح «الدولة الفاشلة» يبدو مبالغا فيه بعض الشيء. لأن سوريا تتميز بذلك الشعور القوي بالهوية. لكن السؤال المهم هو كيف يمكن التعامل مع بعض من هذه الأجندات الإسلامية التي تطفو على السطح في الوقت الحال في منطقة الشرق الأوسط. وتابع قائلا: «أعتقد أنه طالما أن تلك الجماعات الإسلامية لا تدعو إلى العنف، وتظهر المزيد من الاستعداد للمشاركة في العملية الديمقراطية، فيجب أن يعطوا الفرصة للمشاركة في العملية السياسية».
وبالنسبة إلى الاتفاق النووي الأخير مع إيران قال: «أعتقد أن شيئا مهما قد حدث بالفعل، وأعتقد أن الإدارة الجديدة في طهران - المنتخبة على أساس برنامج يقوم على فكرة التغلب على هذا الانسداد الذي يخلق المزيد من الصعوبات لإيران – تمضي نحو تحقيق المزيد من التقدم. وبالنسبة للولايات المتحدة، أعتقد أن هناك استعدادا لفتح قنوات جادة للاتصال مع طهران، وهذا شيء طيب لم يحدث منذ سبعينات القرن الماضي. وعليه، فإن ما حدث في جنيف بين طهران وواشنطن يعد حدثا دبلوماسيا كبيرا، وعلينا ألا نقلل من أهميته. وأعتقد أنه سيؤدي إلى تغيير حقيقي في قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط بشكل إيجابي، أي أنه سيساعد في الحد من العنف وتقليل التوتر وإضافة مزيد من العقلانية لطرق حل مشكلات المنطقة». وردا على سؤال حول مشاركة البرازيل في مفاوضات إعلان طهران الذي صدر في عام 2010. وما إذا كان لها دور حاليا في المفاوضات لضمان التوصل إلى نتائج إيجابية قال: «أعتقد أن إعلان طهران يبقى مساهمة هامة على الصعيد الدبلوماسي، إذ يجري اللجوء إليه عندما تُستنفد قنوات الاتصال الأخرى وقبل اللجوء إلى فرض قرارات معينة».
وحول جهود وزير الخارجية الأميركي بشأن القضية الإسرائيلية - الفلسطينية أعرب عن اعتقاده بأن الذين يتشككون فيما قد تؤدي إليه هذه الجهود، لديهم بعض الحق في ذلك. في الواقع، هناك شعور بأن تلك الجهود نسخة مكررة مما جرى قبل ذلك، حيث يواصل الإسرائيليون بناء المستوطنات، وعليه، فنحن لا نرى نتائج ملموسة على أرض الواقع تتمخض عن تلك المفاوضات الدبلوماسية. لكن الجانب الآخر، تثبت التجربة العملية أنه حتى عندما يبدو أن الأمر يتكرر على نفس النحو السابق، تبقى هناك بعض العناصر الجديدة التي تدخل إلى السياسة على المستوى المحلي أو إلى الدبلوماسية على المستوى الدولي والتي تغير المعادلة بطريقة أو بأخرى. وإذا نظرنا إلى حقيقة أن الولايات المتحدة تدخل في محادثات مع إيران في الوقت الحالي وأنه جرى التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، فإن ذلك يدحض حجة السلطات الإسرائيلية بأن التهديد الحقيقي لوجود إسرائيل هو الملف النووي الإيراني. وكلنا نعلم أن التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس إيران، بل هو الفشل في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وهذا هو ما تحتاجه إسرائيل حقا من أجل الاستمرار في مسار مستدام من التنمية والسلام في منطقتها. تلك هي العناصر الأساسية لما ينبغي أن يُبنى عليه أي اتفاق بين الجانبين. إنها حقا مسألة إرادة سياسية وقيادة مستنيرة قادرة على اتخاذ القرار الصعب لعمل تنازلات حيث ينبغي أن تكون التنازلات.
* بالاتفاق مع «كايرو ريفيو»



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.