مطالبات بمحاكمات عاجلة لمرتكبي جرائم حقوق الإنسان في اليمن

848 طفلا تحت سن العاشرة جندتهم الميليشيات الحوثية للقتال

مطالبات بمحاكمات عاجلة لمرتكبي جرائم حقوق الإنسان في اليمن
TT

مطالبات بمحاكمات عاجلة لمرتكبي جرائم حقوق الإنسان في اليمن

مطالبات بمحاكمات عاجلة لمرتكبي جرائم حقوق الإنسان في اليمن

أكد الدكتور هادي آليامي، رئيس لجنة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، أهمية محاكمة كل من تورط في الجرائم ضد اليمنيين، داعيا الحكومة اليمنية للبدء في إجراءات التقاضي ورصد وتوثيق الانتهاكات التي تمثل جرائم حرب يعاقب عليها القانون.
من جانبه، اتهم الخبير الدولي الدكتور طارق شندب، خلال حوار مفتوح حول الانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، أمس بالرياض، إيران بالوقوف وراء الإرهاب الذي تمارسه الميليشيات الحوثية وميليشيات ما يسمى «حزب الله» في سوريا، وذكر أن «إيران نقلت الإرهاب الذي تمارسه (ما يسمى) حزب الله في سوريا اليمن عبر ميليشيات الحوثي، والتي تعد من أخطر وأفدح الانتهاكات والجرائم في قانون المجتمع الدولي»، موضحا أن أهم الممارسات التي ارتكبتها الميليشيات تمثل في حصار المدن والتفخيخ والتفجير وتجنيد الأطفال.
وشدد الخبير الدولي على أن إيران استخدمت مسميات دينية لميليشياتها باليمن ولبنان للإساءة للدين الإسلامي، وصدرت الإرهاب إلى الدول العربية التي تعاني بسبب دعم طهران لهذا الميليشيات.
وأوضح شندب، أن المخلوع علي عبد الله صالح، استخدم شماعة القاعدة في المناطق التي خرجت من تحت سيطرة الميليشيات، كما حدث في أبين وشبوة ولحج، وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه نظام بشار الأسد في سوريا مع «داعش».
وانتقد الدكتور شندب موقف المجتمع الدولي والصمت تجاه تصدير طهران للإرهاب في اليمن وسوريا والعراق، وقال: «(داعش) و(ما يسمى) حزب الله والحوثي يمثلون وجها واحدا في الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حدا لهذا الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة وأمن العالم». وتحدث الخبير الدولي عن دخول العشرات من خبراء ما يسمى «حزب الله» الإرهابي إلى اليمن عبر جوازات سفر مزورة، لتنفيذ مهام التدريب والتخطيط للميليشيات الحوثية.
وشدد على أهمية أن يقوم اليمنيون بتكثيف جهودهم لمحاربة الميليشيات وإخضاعها لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تشير إلى بطء المجلس في إلزام المتمردين بذلك؛ وهو ما يضاعف من مشكلة اليمن ويزيد من الفوضى في البلد المنهك بسبب الحروب.
إلى ذلك، استعرضت الإعلامية بشرى العامري الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في اليمن، مؤكدة أن الميليشيات الحوثية وصالح ارتكبت كثيرا من الاعتداءات ضد النساء، وصلت إلى حد القتل والاختطاف والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب. موضحة أن المسيرات النسائية الرافضة للانقلاب كانت تتعرض بشكل دائم للاعتداء المسلح من قبل الميليشيات، إضافة إلى ما تتعرض له المرأة في المدن والمؤسسات التي يسيطرون عليها.
وذكرت أن الانقلاب الحوثي وصالح تسبب في تسرب المئات من الطالبات من التعليم؛ ما أجبر كثيرا من الفتيات لممارسة مهنة التسول، حيث بلغت الانتهاكات أكثر من 30 اعتداء على ناشطات وإعلاميات، شملت القتل والاختطاف والاعتداء، سواء في منزلها أو في الشارع، إضافة إلى أن الميليشيات استخدمت النساء المواليات، للاعتداء على من يعارضهم من الناشطات وتنفيذ مهمات لاقتحام المنازل وانتهاك حرمات البيوت.
فيما قال الباحث نجيب السعدي، عضو التحالف اليمني رئيس منظمة وثاق للتوجه المدني: إن «الميليشيات الإرهابية انتشرت بعد 2011. حيث ضعف دور الدولة، لتحل محلها الميليشيات المسلحة، كما حدث في صعدة عندما استولى الحوثيون على المحافظة، وفي الجنوب سيطر تنظيم القاعدة على مدن في أبين وشبوة».
واستعرضت حلقة النقاش فيلما وثائقيا عن تجنيد الميليشيات للأطفال والانتهاكات التي يتعرضون لها، ورصد الفيلم أكثر من 50 ألف طفل جرى تجنيدهم في الحرب؛ ما يمثل نسبة 50 في المائة، ويؤدي الأطفال أدوارا عسكرية مع الميليشيات تمثل في توزيعهم على نقاط التفتيش وحمل السلاح، وبلغ عدد الأطفال المجندين ممن لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات، 848 طفلا.
وكشف تقرير حديث عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، عن أن ميليشيات الحوثي وصالح ارتكبت عمليات قتل راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف يمني، من المدنيين، بينهم 476 امرأة، و500 طفل. وذكر تقرير للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في الحلقة النقاشية التي أقامها أمس في الرياض، أن 8881 جرى اختطافهم، منهم 2700 مختفون قسرا، فيما تعرض أكثر من ألف شخص للتعذيب الوحشي من قبل الميليشيات.
ورصد التقريــر انتهــاكات حقــوق الإنسان التي ارتكبتهــا ميليشــيات الحــوثي وصالح خلال الفتــرة من ديسمبر (كانون الأول) 2014 - حتى ديسمبر 2015، وكشفت عن وقوف زعيم جماعة الحوثي الانقلابية عبــد الملــك الحــوثي، وكذلــك الرئيــس الســابق المخلوع عـلي عبــد اللــه صالــح والقيــادات العســكرية والقبليــة كافــة التابعــة لهــما، بالتوجيه لأتباعهم بارتكاب الجرائــم والانتهــاكات بحــق المدنييـن، وتورطــهم بارتــكاب جرائــم حــرب وجرائــم ضــد الإنســانية لا تســقط بالتقــادم، وأنهــم مسؤولون مسؤولية جنائيــة مبــاشرة وغــير مبــاشرة عــن تلــك الجرائــم والانتهــاكات. وأوضح التقرير، أن أكثر من 26 ألف منشأة حكومية وخاصة تعرضت للتدمير والنهب من قبل الميليشيات، توزعت بين مقرات حكومية ومقرات أحزاب ومنازل ومساجد وشركات تجارية.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.