إيران: طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا الشمالية

امتلاك الحرس الثوري لصواريخ باليستية خطر على الأمن الدولي * تتباهى قيادات الحرس الثوري بقدرتها على نقل خبراتها الصاروخية إلى الجماعات التابعة لها

إيران: طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا الشمالية
TT

إيران: طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا الشمالية

إيران: طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا الشمالية

منذ الاتفاق النووي في يوليو (تموز)، أجرى الحرس الثوري عدة اختبارات لإطلاق الصواريخ الباليستية كان آخرها في بداية مارس الماضي في استفزاز واضح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ حيث يتباهى الحرس الثوري بتحديه للولايات المتحدة ومقاومته للعقوبات. وفي الوقت نفسه يعمل على تعزيز إمكانياته من خلال تطويره لبرنامج الصواريخ الباليستية، كما أن بإمكانه أيضا الحصول على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
مما لا شك فيه أن امتلاك الحرس الثوري للصواريخ الباليستية يمثل خطرا شديدا على الأمن الدولي.

وكانت الجمهورية الإسلامية تواجه صعوبات شديدة في العثور على مصادر موثوق بها لتحديث جيشها، ومن ثم منحت طهران أولويتها الأولى للحصول على أنواع مختلفة من الصواريخ وتطويرها لكي تعوض ذلك العجز.
كان الغرب قد توقف عن بيع المعدات العسكرية إلى إيران بعد ثورة 1979. وهو ما مثل مشكلة جدية للقوات المسلحة الإيرانية التي تتبنى النموذج الأميركي. ومن ثم، تراجعت القدرات العسكرية التقليدية لإيران إلى حد كبير خلال فترة الحرب الإيرانية - العراقية (1980 - 1988). واليوم، أصبح برنامج الصواريخ الباليستية للحرس الثوري من الأعمدة الرئيسية للاستراتيجية العسكرية للجمهورية الإسلامية.
فمنذ الحرب الإيرانية - العراقية، عملت طهران بلا كلل على تطوير برنامجها للأسلحة الباليستية حتى أصبحت اليوم تمتلك أكبر ترسانة في الشرق الأوسط. ويخضع البرنامج لسلطة الحرس الثوري الإيرانية وتحديدا لقوات الفضاء.
عملت قوات الحرس الثوري على توسيع نطاق وجودة صواريخها؛ حيث استثمرت إيران في تصنيعها محليا وفي تطوير البنية المحلية لتقليل الاعتماد على المصادر الأجنبية. ورغم أنها ما زالت تحتاج إلى استيراد بعض المكونات الرئيسية، فإنها أصبحت قادرة على إنتاج الصواريخ. ورغم أن العقوبات الدولية عرقلت مساعي الحرس الثوري للحصول على الصواريخ الباليستية وأجبرته على الاعتماد على مصادر بديلة أقل مصداقية للحصول على تكنولوجيا الصواريخ، فإن هذه العقوبات سيتم رفعها بعد الاتفاقية النووية مما يفتح أمامه أبواب القنوات الشرعية للشراء.
جدير بالذكر أن الحرس الثوري يمتلك حاليا صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى يتراوح مداها بين 300 و2000 كيلومتر قادرة على ضرب أهداف في الشرق الأوسط. وتتكون معظم ترسانته من الصواريخ قصيرة المدى التي يصل نطاقها إلى 500 كيلومتر مثل «شهاب1» و«شهاب2» اللذين تم تصميمهما على غرار النموذجين السوفياتيين «سكود بي» و«سكود سي». وتتضمن ترسانتهم من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى صواريخ «شهاب3» الذي يصل مداه إلى 1280 كيلومترا. ومؤخرا، قام الحرس الثوري باختبار صاروخ «عماد» الذي تفيد التقارير بأن مداه يصل إلى 1700 كيلومتر. وأعلن الحرس الثوري أن إنتاج هذا الصاروخ سيكون على نطاق واسع، مستعرضا مخزونه من صواريخ «عماد» المخزنة في قبو تحت الأرض في يناير (كانون الثاني) الماضي. تستطيع الصواريخ الباليستية بعيدة المدى الموجودة حاليا لدى الحرس الثوري مثل «سجيل2» وأحد نسخ «شهاب3» أن تصل إلى مسافة 2000 كيلومتر. وقد أكد مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية أن الصواريخ الباليستية الموجودة حاليا لدى إيران خاصة الصواريخ متوسطة وطويلة المدى «قادرة» على حمل رؤوس نووية.
كما تمكن الحرس الثوري من إنشاء شبكات من مستودعات ومخازن الصواريخ تحت الأرض وفي الجبال في جميع أنحاء البلاد واستعرضهم في عرض بثته التلفزيونات المحلية. ومن جهة أخرى، سعت إيران إلى تعزيز دفاعها الجوي لتعزيز قدرة صواريخها على الصمود إذا ما تعرضت لهجمات استباقية.
تعد الصواريخ الباليستية محورية لاستراتيجية إيران العسكرية التي تعتمد على تجنب أو ردع النزاعات التقليدية بينما تستعرض قوتها بالخارج من خلال العمليات بالوكالة. وبمعنى آخر، فإنها تخدم غرضا دفاعيا كما تعمل كغطاء يمكن طهران من استئناف مساعيها لتحقيق أهدافها الثورية التي تسعى لتغيير الأوضاع الراهنة في العالم الإسلامي والحلول محلها.
تعتمد سياسة الردع الإيرانية على القدرة على تهديد الملاحة في مضيق هرمز، وشن هجمات إرهابية على عدة قارات وشن هجمات بالصواريخ بعيدة المدى على القوات الأميركية وحلفائهم في المنطقة. كما تتباهى قيادات الحرس الثوري بأنها تستطيع نقل خبراتها الصاروخية إلى الجماعات التابعة لها.
تمكنت الجمهورية الإسلامية من خداع المجتمع الدولي بشأن أبحاثها وعملها على تطوير الأسلحة النووية لأكثر من عقدين. وتأكدت الشكوك بشأنها بعدما أصدرت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» تقريرها حول الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث وجدت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن طهران كانت تجري تجارب على تزويد الصاروخ الباليستي «شهاب3» برأس نووي وهي التقنية التي تستطيع إيران تطويرها واستخدامها في الصواريخ طويلة المدى.
ورغم إصرار إيران المستمر على أنها لم تسع أبدأ للحصول على الأسلحة النووية، يؤكد التقرير أن طهران كان لديها بالفعل برنامج نووي، وهو البرنامج الذي استمر لعدد من السنوات يزيد على العدد الذي أعلنته من قبل الاستخبارات الأميركية.
ولكن التقرير لم يكن مكتملا لأن إيران رفضت أن تقدم إجابات كاملة عن أسئلة الوكالة بشأن نشاطات «الأبعاد العسكرية المحتملة» كما لم يصمم مفاوضو الصفقة النووية على أن تقدم إيران إجابات كاملة. فمن جهة، لم يكن السعي لتحقيق «الأبعاد العسكرية المحتملة» يمثل اتهاما محرجا يدفع الجمهورية الإسلامية للاعتراف. ومن جهة أخرى، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى أن تعرف إلى أي مدى ذهبت إيران في مسار التسليح لكي تؤسس نظاما فعالا للتأكد من الحقيقة. فمن دون أسس واضحة، لن تتمكن الوكالة من رصد حركة استئناف أنشطة التسليح.
تعمل الجمهورية الإسلامية على تطوير برنامج صواريخ باليستية عابرة للقارات تحت غطاء العمل على برنامج إطلاق فضائي، نظرا لاعتماد كلا البرنامجين على تكنولوجيا مشتركة. وأخذا في الاعتبار أوجه التشابه بين البرنامجين، وتاريخ إيران من الخداع، من المنطقي أن تحوم الشكوك حول ما إذا كان برنامج الإطلاق الفضائي يتم استخدامه كغطاء لبرنامج تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. ومما لا شك فيه أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ليس لها سوى غرض واحد وهو حمل رؤوس نووية.
وسوف يعمل برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على تعزيز قدرة الجمهورية الإسلامية على تنفيذ ضربات بعيدة المدى تصل إلى أكثر من 5500 كيلومتر وربما تصل إلى الولايات المتحدة نفسها. ومع ذلك هناك صعوبات تقنية كبرى تقف أمام تطوير برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والبرنامج القادر على نقل الرؤوس النووية.
ومن جهة أخرى، نجحت طهران من خلال برنامجها الفضائي في إطلاق أول صاروخ مداري وهو «السفير» في عام 2010. ويشبه برنامج إيران الفضائي الجديد الذي يحمل اسم «سميرغ» برنامج صواريخ كوريا الشمالية «أونها» ويمكنه إرسال أطباق اصطناعية أكبر إلى مدارات أعلى. وتفيد التقارير بأن طهران كانت تسعى منذ فبراير (شباط) إلى إطلاق قمر اصطناعي من خلال صاروخ «سميرغ»؛ وهو ما يمكن أن يمثل خطوة مهمة في تقدم برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وقدرتها على حمل رؤوس نووية.
مما لا شك فيه أن هناك تعاونا باليستيا طويل المدى بين الجمهورية الإسلامية وكوريا الشمالية؛ فقد ساعدت الأخيرة الحرس الثوري على تطوير الصواريخ الباليستية. ووفقا لبعض التقارير، سافر وفد من كوريا الشمالية إلى إيران لحضور فعاليات إجراء الاختبار الذي أجراه الحرس الثوري في فبراير 2014.
وتفيد التقارير بأن وفدا من العلماء الإيرانيين قد دفع قدرا سخيا من الأموال لحضور الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية في فبراير 2013. وفي مذكراته، أشار الرئيس الإيراني السابق آية الله علي أكبر هاشمي، مؤسس البرنامج النووي الإيراني، إلى «عملية نقل تكنولوجية» غير محددة من كوريا الشمالية في 1991 وتلقي «بضائع خاصة» عبر قنوات الاستخبارات بعد ذلك بسنة.
ومن ثم فهناك طريق سري إلى القنبلة النووية يمر عبر كوريا الشمالية. ووفقا للاستخبارات الأميركية قد قالت في أواخر مارس (آذار) إن بيونغ يانغ ربما تكون قد تمكنت من تصغير قنبلة نووية يمكن حملها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وكانت بيونغ يانغ تسعى مؤخرا بجدية أكبر لتحقيق طموحاتها النووية؛ حيث قامت بإجراء اختبار لتفجير قنبلة نووية أخرى في يناير.
في بداية مارس، أجرى الحرس الثوري على مدار أسبوع كامل اختبارات لسلسلة من الصواريخ الباليستية في حدث تم بث وقائعه على شاشات التلفزيون المحلي. وفي مقطع الفيديو الذي تم بثه، ظهرت صواريخ باليستية يتم إطلاقها من قواعد صاروخية.
وكان هذا هو ثالث اختبار للصواريخ الباليستية منذ الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في الصيف الماضي. ففي أكتوبر (تشرين الأول)، اختبرت إيران الجيل الجديد من صواريخ «عماد» الباليستية التي تزعم أن مداها يصل إلى 1700 كيلومتر ويمكنها حمل 750 كيلوغراما ومزودة بمركبات عودة حديثة التصميم ونظم أكثر تطورا للتحكم والتوجيه. وفي بداية ديسمبر (كانون الأول)، أعلن الحرس الثوري أنه أجرى اختبارا إضافيا في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).
ورغم أن هذه الاختبارات تنتهك الكثير من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن لغة ووضع تلك القرارات تغيرا إلى حد كبير منذ الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في الصيف. فكان قرار 1929 الذي تم إصداره في 2010 يفرض عقوبات مشددة على طهران نظرا لعدم تعاونها مع المجتمع الدولي في ضمان الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. كما يحظر القرار تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية بما في ذلك تكنولوجيا إطلاق الصواريخ الباليستية. وهو ما يرجع أساسا إلى أن صواريخ إيران الباليستية لديها القدرة على حمل الرؤوس النووية.
ولكن العمل بقرار 1929 انتهى في يناير 2016. عندما أكدت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن إيران أوفت بجميع التزاماتها النووية، وبدأ العمل بقرار 2231 الذي يحتفي بالاتفاق النووي. ولكن قرار 2231 ما زال يطالب إيران بعدم انتهاك القيود المفروضة على برنامجها للصواريخ الباليستية لمدة ثماني سنوات من تاريخ التنفيذ.
كان رد فعل الولايات المتحدة على تلك الانتهاكات هادئا؛ فهي لم تذهب بالانتهاكات التي قامت بها طهران في اختبارات أكتوبر، ونوفمبر إلى مجلس الأمن عندما كان قرار 1929 ما زال ساريا رغم أن تقرير الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) أفاد بانتهاك هذين الاختبارين للقرار. ورغم أن الولايات المتحدة أخذت الانتهاك الذي قامت به إيران في مارس إلى مجلس الأمن، استخدمت روسيا حق الفيتو على ذلك الإجراء.
كما أرسلت واشنطن أيضا إشارات على أنها ليست جادة بشأن اتخاذ إجراءات عقابية تجاه انتهاكات طهران. فعندما دار الحديث حول نية الولايات المتحدة فرض بعض العقوبات في ديسمبر، سرعان ما استنكر المسؤولون بالحكومة والقادة العسكريون العقوبات المحتملة واعتبروها انتهاكا للاتفاقية النووية، وأصدر الرئيس حسن روحاني أوامره إلى وزير الدفاع بالإسراع في عملية إنتاج الصواريخ. ومن ثم تراجع البيت الأبيض معلنا أنه سيؤجل العقوبات لحين إجراء «مراجعات داخلية».
واتضح لاحقا أن طهران هددت البيت الأبيض بوقف المفاوضات المستمرة لتحرير خمسة إيرانيين - أميركيين معتقلين في إيران إذا ما تم فرض عقوبات جديدة عليها. ويعد هذا مثالا على الكيفية التي ستستفيد بها الجمهورية الإسلامية من الصفقة النووية وإمكانية أن تهدد بالانسحاب منها إذا ما قررت الولايات المتحدة أن تتخذ إجراء عقابيا ضد برنامجها للصواريخ الباليستية.
وفرضت الولايات المتحدة في يناير، ومارس عقوبات محدودة على عدة كيانات وأفراد شاركوا في برنامج الصواريخ الباليستية. ولكن هذه العقوبات المحدودة لن تؤثر في الواقع على البرنامج الصاروخي للحرس الجمهوري؛ وذلك حيث إن الحرس الثوري أسس إمبراطورية اقتصادية تخترق كافة قطاعات الاقتصاد الإيراني وتهيمن على كبرى الحصص في الصناعات التي تدعم برنامج الصواريخ الباليستية مثل التعدين والمواد الكيماوية والطاقة.
ونظرا للإحباط الذي شعر به المشرعون الأميركيون تجاه ما يرون أنه سلبية البيت الأبيض، فإنهم طرحوا إجراءات لفرض عقوبات على القطاعات الاقتصادية الإيرانية التي تدعم البرنامج الصاروخي. ولكن وزير الثقافة الإيراني أخبر وسائل الإعلام مؤخرا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخبر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بألا يقلق تجاه إجراءات الكونغرس.
*زميل ومحلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن
ينشر بالتزامن مع الشقيقة مجلة (المجلة) .. أضغط على الرابط التالي



كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
TT

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

فيما كانت الستينية كاميليا محمود تعبر بسيارتها أحد شوارع مدينة نصر بالقاهرة، لفتتها مطاعم كثيرة تزدحم واجهاتها بمواطنين اصطفوا لشراء «ساندويتش شاورما»، ما أثار لديها تساؤلات حول انتشار المطاعم السورية «بهذا الشكل المبالغ فيه»، على حساب نظيراتها المصرية، مبدية مخاوفها من «هيمنة اقتصادية سورية قد يكون لها تبعات أكبر في المستقبل».

كاميليا، التي كانت تعمل موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص قبل بلوغها سن التقاعد، رصدت خلال السنوات العشر الأخيرة انتشاراً كبيراً للمطاعم السورية في مختلف الأحياء والمدن المصرية لا سيما مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) حيث تقطن. لم تستغرب الأمر في البداية، بل على العكس كان حدثاً جاذباً، ولو بدافع استكشاف ما تقدمه تلك المطاعم من نكهات جديدة وغير معتادة في المطبخ المصري، من الشاورما إلى الدجاج المسحب والكبة وغيرها.

صبغة شامية

خلال أكثر من عقد من الزمان، منذ تكثف التوافد السوري على مصر، زاد عدد المطاعم التي تقدم مأكولات سورية، لدرجة صبغت أحياءً بكاملها بملامح شامية، لا تُخطئها العين، ليس فقط بسبب أسياخ الشاورما المعلقة على واجهاتها، ولا الطربوش أو الصدرية المزركشة التي تميز ملابس بعض العاملين فيها، بل بلافتات تكرس هوية أصحابها وتؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم، فعادة ما تنتهي أسماء المطاعم بكلمات من قبيل «السوري»، «الشام»، «الدمشقي»، «الحلبي».

طوابير أمام أحد المطاعم السورية (الشرق الأوسط)

محاولات تكريس الهوية تلك «أقلقت» كاميليا وغيرها من المصريين ممن باتوا يشعرون بـ«الغربة» في أحياء مثل «6 أكتوبر»، أو «الرحاب (شرق القاهرة)» التي باتت وكأنها «أحياء سورية وسط القاهرة». وتتساءل كاميليا في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ألا يقتطع وجود السوريين من حصة المصريين في سوق العمل؟ ألا يشكل وجودهم خطراً سياسياً لا سيما مع هيمنة اقتصادية في قطاعات عدة؟».

بين «العشق» و«القلق»

رغم مشاعر القلق والغربة، فإن السيدة لا تخفي «عشقها» للمأكولات السورية. فهي تحرص بين الحين والآخر على الذهاب مع أسرتها لأحد تلك المطاعم، مستمتعة بنكهات متنوعة من أطباق «الشاورما والفتوش والكبة وغيرها». فـ«الطعام السوري لذيذ ومتنوع وخفيف على المعدة، وله نكهة مميزة»، وبات بالنسبة لها ولغيرها «عنصراً مضافاً على المائدة حتى داخل المنزل». وبالطبع لا يمكن لكاميليا إغفال «جودة الضيافة»، لا سيما مع كلمات ترحيبية مثل «تكرم عينك» التي تدخل كثيراً من البهجة على نفسها كما تقول.

حال كاميليا لا يختلف عن حال كثير من المصريين، الذين غيرت المطاعم السورية ذائقتهم الغذائية، وأدخلت النكهات الشامية إلى موائدهم عبر وصفات نشرتها وسائل إعلام محلية، لكنهم في نفس الوقت يخشون تنامي الوجود السوري وتأثيره على اقتصاد بلادهم، الأمر الذي بات يُعكر مزاجهم ويحول دون استمتاعهم بالمأكولات الشامية.

ومع موافقة مجلس النواب المصري، الثلاثاء الماضي، على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين، تزايدت حدة الجدل بشأن وجود الأجانب في مصر، لا سيما السوريون، وسط مخاوف عبر عنها البعض من أن يكون القانون «مقدمة لتوطينهم»، ما يعني زيادة الأعباء الاقتصادية على البلاد، وربما التأثير على حصة المواطن المصري في سوق العمل وفق متابعين مصريين.

مجلس النواب المصري وافق على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين (الشرق الأوسط)

تزايد عدد السوريين في مصر خلال العقد الأخير عكسته بيانات «المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين» حيث ارتفع عدد السوريين المسجلين في مصر لدى المفوضية من 12800 في نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153 ألفاً في نهاية عام 2023، ليحتلوا المرتبة الثانية بعد السودانيين ضمن نحو 670 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية من 62 جنسية مختلفة.

جاءت هذه الزيادة مدفوعة بالحرب السورية، ودفعت مواطنيها إلى دول عدة، بينها مصر، لتبدأ المفوضية في تلقي طلبات اللجوء منذ عام 2012، مؤكدة دعمها «الفارين من أتون الحرب».

ومع ذلك، لا تعكس البيانات التي تقدمها مفوضية اللاجئين العدد الحقيقي للسوريين في مصر، والذي تقدره المنظمة الدولية للهجرة، بنحو 1.5 مليون سوري من بين نحو 9 ملايين مهاجر موجودين في البلاد.

لكن التقدير الأخير لا يُقره الرئيس السابق لرابطة الجالية السورية في مصر، راسم الأتاسي، الذي يشير إلى أن «عدد السوريين في مصر لا يتجاوز 700 ألف، ولم يصل أبداً لمليون ونصف المليون، حيث كان أعلى تقدير لعددهم هو 800 ألف، انخفض إلى 500 ألف في فترة من الفترات، قبل أن يعود ويرتفع مؤخراً مع تطورات الوضع في السودان». وكان السودان عموماً والخرطوم خصوصاً وجهة لكثير من السوريين عقب 2011 حيث كانوا معفيين من التأشيرات وسمح لهم بالإقامة والعمل حتى 2020.

دعوات مقاطعة

تسبب الوجود السوري المتنامي في مصر في انطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد السوريين، من بينها الدعوة لمقاطعة أحد المطاعم بسبب إعلان عن ساندويتش شاورما بحجم كبير، قال فيه مخاطباً الزبائن: «تعالى كل يا فقير»، مثيراً غضب مصريين عدوا تلك الجملة «إهانة».

حملات الهجوم على السوريين، وإن كانت تكررت على مدار العقد الماضي لأسباب كثيرة، لكنها تزايدت أخيراً تزامناً مع معاناة المصريين من أوضاع اقتصادية صعبة، دفعت إلى مهاجمة اللاجئين عموماً باعتبارهم «يشكلون ضغطاً على موارد البلاد»، وهو ما عززته منابر إعلامية، فخرجت الإعلامية المصرية قصواء الخلالي في معرض حديثها عن «تأثير زيادة عدد اللاجئين في مصر»، لتتساءل عن سبب بقاء السوريين كل هذه السنوات في بلادها، لا سيما أن «سوريا لم يعد بها حرب»، على حد تعبيرها.

وعزز تلك الحملات مخاوف من التمييز ضد المصريين في فرص العمل مع إعلان البعض عن وظائف للسوريين واللبنانيين والسودانيين فقط.

وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي المطاعم السورية باعتبارها «ليست استثماراً».

في حين طالب البعض بـ«إغلاق المطاعم السورية والحصول على حق الدولة من الضرائب»، متهماً إياهم بـ«منافسة المصريين بهدف إفلاسهم»، لدرجة وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة المطاعم السورية بدعوى «سرقتها رزق المصريين».

الهجوم على السوريين في مصر لا ينبع فقط من مخاوف الهيمنة الاقتصادية أو منافسة المصريين في فرص العمل، بل يمتد أيضاً لانتقاد شراء الأثرياء منهم عقارات فاخرة وإقامتهم حفلات كبيرة، وسط اتهامات لهم بأنهم «يتمتعون بثروات المصريين». وهو الأمر الذي يعتبره رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر المهندس خلدون الموقع «ميزة تضاف للسوريين ولا تخصم منهم، فهم يستثمرون أموالهم ويربحون في مصر، وينفقون أيضاً في مصر بدلاً من إخراجها خارج البلاد»، بحسب حديثه لـ«الشرق الأوسط».

زحام لافت على مطعم سوري بشارع فيصل بالجيزة (الشرق الأوسط)

ووسط سيل الهجوم على المطاعم السورية تجد من يدافع عنهم، ويتلذذ بمأكولاتهم، باعتبارها «أعطت تنوعاً للمطبخ المصري».

كما دافع بعض الإعلاميين عن الوجود السوري، حيث أشار الإعلامي المصري خالد أبو بكر إلى «الحقوق القانونية للسوريين المقيمين في مصر»، وقال إن «أهل سوريا والشام أحسن ناس تتعلم منهم التجارة».

ترحيب مشروط

كان الطعام أحد الملامح الواضحة للتأثير السوري في مصر، ليس فقط عبر محال في أحياء كبرى، بل أيضاً في الشوارع، فكثيراً ما يستوقفك شاب أو طفل سوري في إشارات المرور أو أمام بوابات محال تجارية، بجملة «عمو تشتري حلوى سورية؟».

ويعكس الواقع المعيش صورة مغايرة عن دعوات الهجوم والمقاطعة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، عبر طوابير وتجمعات بشرية لشباب وأطفال وأسر تقف على بوابات المحال السورية لا يثنيها زحام أو حر أو مطر، عن رغبتها في تناول ساندويتش شاورما، «لرخص ثمنه، ومذاقه الجيد»، بحسب مالك مصطفى، شاب في السابعة عشرة من عمره، التقته «الشرق الأوسط» وهو يحاول اختراق أحد طوابير «عشاق الشاورما» التي تجمهرت أمام مطعم في حي الزمالك.

مصريون طالبوا بمقاطعة المطاعم السورية (الشرق الأوسط)

أما مدير فرع مطعم «الأغا» في حي الزمالك وسط القاهرة أيمن أحمد، فلم يبد «تخوفاً أو قلقاً» من تأثير حملات المقاطعة على المطاعم السورية، لا سيما مع «الإقبال الكبير والمتنامي على وجبات معينة مثل الشاورما والدجاج المسحب»، والذي أرجعه خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى «النكهة المختلفة للمطبخ السوري التي أضافت طعاماً شعبياً جديداً أرضى ذائقة المصريين».

وكان إعجاب المصريين بالمطبخ السوري هو ما دفع مؤسس مطعم الأغا، رائد الأغا، الذي يمتلك سلسلة مطاعم في دول عربية أخرى، إلى الاستثمار في مصر ليفتح أول فروعه في الدقي (شمال الجيزة) عام 2021، ثم يقدم على افتتاح فرعين آخرين في الزمالك ثم مصر الجديدة، بمعدل فرع كل عام.

على النقيض، تُغضب حملات الهجوم المتكررة رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين بمصر، الذي يرفض الاتهامات الموجهة للسوريين بـ«أخذ رزق المصري والحصول على مكانه في الوظائف والاستثمار»، لا سيما أن «السوري استثمر وفتح مطعماً أو مصنعاً ووفر فرص عمل أيضاً ولم يأخذ محل أو مطعم مصريين».

استثمارات متنوعة

يتحدث الأتاسي بفخر عن الاستثمارات السورية في مصر، ووجودها في قطاعات اقتصادية عدة، منها أكثر من 7 آلاف مصنع سوري في مجالات مختلفة، في مدن العاشر من رمضان والعبور وغيرهما، لكن المواطن المصري ربما لا يرى من الاقتصاد السوري في بلاده سوى المطاعم «كونها أكثر اتصالاً بحياته اليومية».

ويبدي الأتاسي اندهاشه من كثرة الحملات على المطاعم السورية، رغم أن «أغلبها وخاصة الكبيرة فيها شركاء وممولون مصريون، وبعضها مصري بالكامل وبه عامل سوري واحد».

ليست الصورة كلها قاتمة، فإعلامياً، يجد السوريون في مصر ترحيباً، وإن كان مشروطا بـ«تحذير» من عدم الإضرار بـ«أمن البلاد»، وهو ما أكده الإعلامي المصري نشأت الديهي في رسالة وجهها قبل عدة أشهر إلى السوريين في مصر رداً على الحملات المناهضة لهم.

وهو ترحيب عكسته وسائل إعلام سورية في تقارير عدة أشارت إلى أن مصر «حاضنة للسوريين».

وهو أمر أكد عليه موقع الجالية بتأكيد الحديث عن تسهيلات قدمت لرجال أعمال سوريين وأصحاب مطاعم، من بينها مطاعم في حي التجمع الراقي بالقاهرة.

و«مدينة الرحاب» تعد واحدة من التجمعات الأساسية للسوريين، ما إن تدخل بعض أسواقها حتى تشعر بأنك انتقلت إلى دمشق، تطرب أذنك نغمات الموسيقى السورية الشعبية، وتجذبك رائحة المشاوي الحلبية، وأنت تتجول بين محال «باب الحارة»، و«أبو مازن السوري»، و«ابن الشام» وغيرها، وتستقطبك عبارات ترحيب من بائعين سوريين، «أهلين»، و«على راسي» و«تكرم عيونك».

«حملات موجهة»

انتشار السوريين في سوق التجارة لا سيما الغذاء فسره مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق رخا أحمد حسن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن «بلاد الشام بشكل عام قائمة على المبادرة الفردية، فجاء السوري برأسمال بسيط وبدأ مشروعاً عائلياً وباع ما أنتجه في إشارات المرور، قبل أن يتوسع ويحول مشروعه إلى مطعم».

رصد حسن بنفسه تنامي الإقبال على المطاعم السورية في حي الشيخ زايد الذي يقطنه، لا سيما أنهم «ينافسون المنتج المصري في الجودة والسعر»، معتبراً الحملات ضدهم «تحريضية تنطوي على قدر من المبالغة نتيجة عدم القدرة على منافسة ثقافة بيع أكثر بسعر أقل».

وتثير حملات الهجوم المتكررة مخاوف في نفس الكاتب والمحلل السياسي السوري المقيم في مصر عبد الرحمن ربوع، وإن كانت «موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا وجود لها في الشارع المصري»، حيث يشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «على مدار السنوات الماضية لم تتغير المعاملة لا من الشعب المصري أو الجهات الرسمية في الدولة».

السوريون في مقدمة مؤسسي الشركات الاستثمارية في مصر (الشرق الأوسط)

وبالفعل، أثرت المطاعم السورية إيجابياً في سوق الأكل المصري، ورفعت من سويته، بحسب ربوع، رغم أنها لا تشكل سوى جزء صغير من استثمارات السوريين في مصر التي يتركز معظمها في صناعة الملابس، وربما كان تأثيرها دافعاً لأن تشكل الجزء الأكبر من الاستهداف للسوريين في حملات يراها ربوع «سطحية وموجهة وفاشلة»، فلا «تزال المطاعم السورية تشهد إقبالاً كثيفاً من المصريين».

ولا تجد تلك «الحملات الموجهة» صدى سياسياً، ففي فبراير (شباط) من العام الماضي وخلال زيارة لوزير الخارجية المصري السابق سامح شكري إلى دمشق، وجه الرئيس السوري بشار الأسد الشكر لمصر على «استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها وحسن معاملتهم كأشقاء»، بحسب إفادة رسمية آنذاك للمتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أشار فيها إلى تأكيد شكري أن «السوريين يعيشون بين أشقائهم في مصر كمصريين».

لكن يبدو أن هناك تطوراً أخيراً «أثار قلقاً كبيراً لدى السوريين وهو قرار إلغاء الإقامات السياحية»، فبحسب ربوع، معظم الأجانب في مصر وبينهم السوريون كانوا يقيمون في البلاد بموجب إقامات سياحية طويلة، لا سيما الطلاب وكثير ممن ليس لديهم عمل ثابت ويأتي قرار إلغاء تجديدها مقلقاً لأنه سيجبر كثيرين على الخروج من البلاد والعودة مرة أخرى كل فترة، وهو القرار الذي يرغب الأتاسي في أن يشهد إعادة نظر من جانب السلطات المصرية خلال الفترة المقبلة كونه «يفرض أعباءً جديدة على السوريين لا سيما الطلاب منهم».

«استثمارات متنامية»

ويشكل السوريون نحو 17 في المائة من المهاجرين في مصر، وهم «من بين الجنسيات التي تشارك بإيجابية في سوق العمل والاقتصاد المصري، وتتركز مشاركتهم في الصناعات الغذائية والنسيج والحرف التقليدية والعقارات»، وبحسب تقرير لـ«منظمة الهجرة الدولية» صدر في يوليو (تموز) 2022، أوضح أن «حجم التمويل الاستثماري من جانب نحو 30 ألف مستثمر سوري مسجلين في مصر، قُدر بمليار دولار في عام 2022».

وفي عام 2012 جاء السوريون في مقدمة مؤسسي الشركات الاستثمارية، عبر تأسيس 365 شركة من بين 939 شركة تم تأسيسها خلال الفترة من ما بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول)، بحسب بيانات «الهيئة العامة للاستثمار» في مصر.

ولا توجد إحصائية رسمية عن حجم الاستثمارات السورية في مصر الآن، لكن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أشار، في تقرير نشره عام 2017، إلى أن «اللاجئين السوريين استثمروا في مصر 800 مليون دولار». وهو نفس الرقم الذي تبنته هيئة الاستثمار المصرية في تصريحات تداولتها وسائل إعلام محلية.

لكنه رقم يقول رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين إنه «لا يعدو كونه الرقم التأسيسي الذي بدأ به السوريون مشروعاتهم في مصر، ثم تنامى مع الوقت»، إضافة إلى أن «هناك الكثير من الأنشطة الاقتصادية غير مسجلة في هيئة الاستثمار المصرية».

مطعم سوري في وسط البلد (الشرق الأوسط)

حملات الهجوم المتكررة على السوريين لن تمنعهم من الاستثمار في مصر، فهي من وجهة نظر الموقع «ناتجة عن نقص المعلومات وعدم إدراك لطبيعة وحجم مساهمة السوريين في الاقتصاد»، إضافة إلى أن «المتضرر الأكبر من تلك الحملات هما الاقتصاد والصناعة المصريان»، لا سيما أنها «تتناقض مع سياسة الحكومة الرامية إلى تشجيع الاستثمار».

فقد جاء المستثمر السوري بأمواله لمصر واستثمر فيها، و«أنفق أرباحه فيها أيضاً»، فهو بذلك قادر على «العمل... ولم يأت ليجلس في المقاهي».

بالفعل «لا يحصل السوريون على إعانات من الدولة، بل يعملون بأموالهم ويدفعون ضرائب، ومثل هذا الحملات تقلل من دور مصر التاريخيّ أنها ملجأ لكل من يضار في وطنه أو يتعرض للخطر»، بحسب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي اعتبر الهجوم المتكرر عليهم «محاولة لإظهار السوريين بأنهم سبّب مشكلات البلاد، وهو غير صحيح».

وفي الوقت الذي يعول فيه الموقع على الإعلام لـ«نشر الوعي بأهمية وجود السوريين في مصر»، لا تزال الستينية كاميليا محمود حائرة بين «عشقها» للمأكولات السورية، و«مخاوفها» من التأثير على اقتصاد بلادها، ما يتنقص من متعتها ويعكر مزاجها وهي تقضم «ساندويتش شاورما الدجاج» المفضل لديها.